علمت المحكمة أنَّ تاجر تُحف قد خنق ابنته ذات الـ7 سنوات مستخدماً حزام فستانها، خوفاً عليها من "الألم والإحباط" بعد أن أوشك على إعلان إفلاسه.
ووفق ما ذكرت صحيفة The Telegraph البريطانية، ادَّعى روبرت بيترز (56 عاماً)، الذي يدير مع أخيه عملاً تجاريّاً في حي كينسينغتون بوسط لندن، أنَّه كان قلقاً بشأن وضعه المالي عندما قتل طفلته "صوفيا" في منزلهم بضاحية ويمبلدون في لندن.
إلا أنَّ محكمة أولد بيلي، وهي المحكمة الجنائية المركزية في لندن، أُبلِغَت بأنَّه غير متأخرٍ في دفع أي رهنٍ عقاريّ أو مستحقات، ولديه كذلك أموالٌ في حسابه بالبنك.
وكان بيترز انتظر خروج زوجته من المنزل، قبل أن يوقظ صوفيا في سريرها، ويلف الحزام حول عنقها، ويخنقها لمدةٍ بلغت نصف ساعة.
بعد ذلك اتصل بالشرطة، وطلب منهم الحضور إلى منزله، قائلاً إنَّ "هناك جريمة قتل".
وقال إنَّ طفلاً قد قُتل، وعندما سُئِلَ عن هوية القاتل أجاب: "أنا".
عندما وصلت الشرطة إلى منزله، الذي تُقدَّر قيمته بمليون جنيه استرليني (نحو مليوناً و400 ألف دولار)، قال لهم بكل هدوء: "جثتها في الدور العلوي، لقد خنقتها. إنَّها ابنتي، جثتها في غرفتها بالأعلى".
كان نبض صوفيا ضعيفاً، ونُقلت على الفور إلى المستشفى، ولكنَّها توفيت في اليوم التالي على الرغم من تقديم الرعاية المركزة لها.
وعقب القبض عليه، قال بيترز -الذي تزوج ثلاث مراتٍ- لممرضة متخصصة في الصحة العقلية إنَّه حاول الانتحار مرتين في العام 2017.
وأضاف أنَّه فكَّر في قتل زوجته وابنته منذ عدة أسابيع، حتى يتجنبوا "الألم والإحباط في حال أعلن إفلاسه".
لا توجد عليه أي ديون!
وادّعى بيترز أنَّه يتوقع إعلان إفلاسه في غضون شهرين أو ثلاثة، وأنَّهم سيفقدون كل شيءٍ بما في ذلك منزلهم.
ولكنَّ فحصاً مبدئيّاً لحالة بيترز المالية كشف للمحكمة أنَّه ليس مديناً.
وقال في استجواب الشرطة إنَّ صوفيا استيقظت بمجرد أن وضع الحزام حول عنقها، وسألته: "ماذا تفعل؟"
وأضاف إنَّها عانت قليلاً وهو يخنقها لنحو 20 دقيقة.
وصرَّح لضباط الشرطة إنَّ هذه كانت فرصته الأخيرة لقتل ابنته، إذ كان من المقرر أن تعود إلى مدرستها الداخلية بعد إجازة منتصف الفصل الدراسي.
وأضاف بيترز بأنَّه كان على علاقة بامرأةٍ أخرى في العامين ونصف الأخيرين، وأنَّه هجر بيت أسرته، ثم عاد إليه بعدما انتهت العلاقة.
جريمة قتل عمد أم خطأ؟!
وظهر في فحص ما بعد الوفاة أنَّ صوفيا، التي تعاني من ثقبٍ في القلب منذ الولادة، قد عانت من تلفٍ مميت بالمخ.
وقال المدعي العام موكول شاولا كيو سي: "لا خِلافٍ في أن المُدَّعَى عليه هو من قتل صوفيا. ما يحاول الادعاء إثباته هو أَّن قتلها يُعد جريمةً قتل جنائية".
وأضاف: "أما من جهة بيترز، يزعم الدفاع أنَّ هذه ليست جريمة قتل عمد، بل قتل خطأ".
وقال المدعي العام إنَّه سيكون على هيئة المُحلّفين النظر في حالة بيترز العقلية، وما إن كانت عاملاً مساهماً بصورةٍ كبيرة في ما حدث".
وعلمت المحكمة أنَّه ليس هناك خلافٌ على أنَّه مصابٌ بـ"درجةٍ متوسطةٍ" من مرض الاكتئاب.
إلا أنَّ المدعي العام قال إنَّ "المعاناة من حالةٍ كهذه ليست كافيةً للتقليل من حجم جريمة القتل واعتبارها قتلاً غير عمد".
واعترف بيترز بجريمة القتل الخطأ، لكنَّه أنكر ارتكابه جريمة قتل عمد.
وعلمت المحكمة أنَّ بيترز كان خلال الشهر السابق لجريمة القتل قد بحث على الإنترنت عن موضوعات "القتلة المتسلسلين"، و"معاملة قتلة الأطفال في السجن" و"جرائم القتل العمد".
وأُبلِغَت هيئة المُحلّفين بأنَّ تقييماً لإحدى هيئات رعاية الأطفال استنتج عقب محاولة بيترز الانتحار في أغسطس/آب 2017 أنَّه لا يمثل خطراً على نفسه أو الآخرين.
وأُغلِقَت القضية في 27 سبتمبر/أيلول، قبل مقتل صوفيا بأكثر من شهر.
وكانت والدة صوفيا، وهي الزوجة الثالثة لبيترز، حاضرةً في المحكمة عندما بدأت جلسة النظر في القضية، وما زالت المحاكمة مستمرة.