في الوقت الذي أمهلت فيه الكويت السفير الفلبيني لديها 3 أيام لتسليم المتورطين في عمليات تهريب العاملات الفلبينيات، قالت مصادر بالإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني، لـ"عربي بوست"، إنها استطاعت تحديد هوية المتورطين.
فقد حصلت على تفاصيل عن 3 أشخاص من أصل 5 من المتورطين في عملية التهريب، أسماؤهم والمعلومات الكاملة عنهم بحوزة الأمن الكويتي، وبحسب المصدر فإن "البحث عنهم جارٍ، وهم بصدد القبض عليهم مع الخادمة الهاربة".
ويأتي ذلك في الوقت الذي صرح فيه السفير الفلبيني، ريناتو بيدرو أوفيلا، لصحيفة "الراي" الكويتية، بأن المتورطين في تلك القضية هربوا خارج البلاد
ورافق كل ذلك دعواتٌ لطرد السفير الفلبيني لدى الكويت، بعد انتشار فيديو على الشبكات الاجتماعية يظهر فيه فرقة "تدخل سريع" تابعة للسفارة الفلبينية في الكويت، تقوم فيه بتهريب خادمة منزلية فلبينية من منزل كفيلها الكويتي.
وفي بداية المقطع الذي انتشر على الشبكات الاجتماعية، يبدو أحد موظفي ذلك القسم التابع للسفارة الفلبينية، واقفاً على رصيف أمام منزل مترقِّباً، وسرعان ما تخرج خادمة من باب جانبي حاملةً حقيبة سفر مملوءة، ويبدو أنها ثقيلة نسبياً.
وفور ظهورها، يُهرع إليها الموظف ويحمل عنها الحقيبة، ويركضان معاً باتجاه سيارة مركونة في انتظارهما. وفي غضون ثوانٍ، يفتح الموظف باب السيارة ويركبان لينطلق بهما سائقها وسط أصواتهما التي تعكس بوضوحٍ أنهما متخوفان من انكشاف أمرهما.
أوفيلا بدوره لم ينكر قيام الفرقة بإنقاذ بعض الحالات، التي قال إنها كانت لا تحتمل الانتظار، موضحاً أن هذا الأمر حدث أكثر من مرة ومع أكثر من حالة، كانت آخرها الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018.
فبحسب تصريحاته، فإن سفارة بلاده تقوم بالفعل بتنفيذ "عمليات خاصة"، تتمثل في "إنقاذ العاملات المنزليات من مخدوميهن خلسة، وانتظارهن أمام المنازل التي يعملن بها؛ ومن ثم نقلهن إما إلى السفارة وإما إلى المستشفى، وفق ما تستدعي الظروف".
وأضاف أن بياناً صدر عن وزارة الخارجية الفلبينية، قال إن "نحو 26 خادمة فلبينية قد تمَّ إنقاذهن (تهريبهن) بهذه الطريقة منذ تاريخ 7 أبريل/نيسان 2018″.
ووفقاً للبيان ذاته، فإنه "لا يتم إبلاغ الشرطة الكويتية الأمر إلا عندما يتم اكتشاف أن الخادمة مصابة؛ ومن ثمَّ يتم اتخاذ اللازم لتسليم الخادمة إلى عهدة السفارة".
أستاذ القانون الدولي بجامعة الكويت علي الدوسري أكد في تصريح لـ"عربي بوست"، أن ما أقدمت عليه السفارة الفلبينية مجرّم وفقاً للقوانين المحلية والدولية، مشيراً إلى أن الحكومة الكويتية من حقها اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذه التصرفات.
ووصف ما قامت به فرقة التدخل السريع في السفارة الفلبينية بأنه ليس فقط انتهاكاً لسيادة الكويت، وإنما إضرار بالأمن العام يمكن أن تتم مساءلة السفارة عليه وفقاً للقانون.
رسمياً، أمهلت وزارة الخارجية الكويتية السفير الفلبيني 3 أيام لتقديم المتورطين في عملية تهريب الخادمات، بعد أن قامت باستدعائه مرتين على خلفية تصريحاته التي أقر فيها بوجود فرقة التدخل السريع.
وأكدت أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الفريق متقاعد، الشيخ خالد الجراح الصباح، يولي هذه الواقعة اهتماماً كبيراً، وقد أصدر توجيهاته للجهات الأمنية المعنيَّة بسرعة إلقاء القبض على المتهمين والكشف عن ملابسات القضية كافة.
سبب الأزمة
وتسبب العثور على عاملة فلبينية مقتولًة ومجمَّدة في ثلاجة بالكويت، في فبراير/شباط 2018، في توتر العلاقات الكويتية-الفلبينية.
وأعلنت السلطات الكويتية، آنذاك، أن المرأة الفلبينية كانت تعمل لدى زوجين من لبنان وسوريا، ويقيمان في البلاد، وغادرا الكويت بعد أن قتلا العاملة، وقضت محكمة كويتية بإعدامهما غيابياً.
وفي 9 فبراير/شباط 2018، انتقد الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، في تصريحات صحفية له، "سوء معاملة" عمال المنازل الفلبينيين بدول خليجية.