يفجِّر نفسه ليحمي الآخرين والويل لمن يعترض طريقه.. اكتشاف نوع جديد من “النمل الانتحاري”

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/20 الساعة 12:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/20 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش

اكتشف علماء يستطلعون غابات بورنيو، وهي ثالث أكبر جزيرة في العالم، وأكبر جزيرة بآسيا، فصائل من النمل تسكن الأشجار، وأكثر ما أثار انبهارهم بها، قدرتها الفريدة على تفجير نفسها، ورشّ أعدائها بمادة لزجة سامة صفراء اللون.

وعلى الرغم من فاعلية وروعة انفجارها الذي يقتل مفترسيها، فإنَّه في نهاية الأمر يُمثِّل دفاعاً انتحارياً؛ لأنَّ جسم النملة ينفجر بأكمله؛ ما يؤدي في النهاية إلى موتها، وفقاً لما ذكرته صحيفة Theguardian البريطانية، الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018.

ويندر وجود النمل المتفجر، ويُعد نمل فصيلة "كولوبوبسيس" الذي يُفجر نفسه، أول فصيلة جديدة تُكتَشف منذ عام 1935، بحسب نتائج دراسة نُشرت في مجلة Zookeys.

واكتشف فريق يضم "أليس لاسيني"، عالمة الحشرات بمتحف التاريخ الطبيعي في فيينا، أنَّ النمل الصغير الضارب إلى الحُمرة يعيش في قمم أشجار غابة بورنيو، وقد شرحت "أليس" كيف أنَّ النمل يُفجِّر نفسه، مُضحِّياً بحياته في سبيل إنقاذ باقي أعضاء المستعمرة.

وعند مواجهة النملة عدواً مُصرّاً لا يتراجع، تقبض النملة على الحشرة وتلدغها، ثم توجه جزءها الخلفي مباشرةً باتجاه مُهاجِمها، وبعد ذلك تثني بطنها بقوة حتى يتمزق جسدها، فتطلق المادة الصفراء المميتة المخزّنة داخلها.

ووصفت لاسيني المادة اللزجة البراقة بأنَّ "لها رائحة مميزة وليست سيئة، تذكِّرنا على نحوٍ غريب  برائحة الكاري".

 

مع ذلك، فإنَّ القدرة على الانفجار ليست إمكانية يتمتع بها جميع النمل من تلك الفصيلة، فهي مقتصرة فقط على العمال الصغار، وجميع النملات العقيمات المستعدات للتضحية بحياتهن عن طريق الانفجار لحماية الأعضاء الأكبر في المستعمرة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا النمل "يميل بشكل خاص إلى التضحية بنفسه" كوسيلة للدفاع، حتى إنَّهم قد ينفجرون إذا اقترب منهم العلماء المتطفلون.

ويُدعى هذا الميل الانتحاري، الذي يشبه ذلك الذي تتمتع به النحلة وتنفذه عن طريق اللدغ عند شعورها بالخطر، وهو شائع بين الكائنات الفائقة مثل النمل، والتي تعمل في جماعات وتحظى لديها احتياجات المجموعة بأهمية أكبر من احتياجات الفرد في المستعمرة.