تذكرون الروبوت الذكية "صوفيا"، التي حصلت على الجنسية السعودية؟ حلّت ضيفة على فضائية DMC المصرية لتبهرنا ببعض الإجابات عن المملكة العربية السعودية، وعن مصر وبعض مشاهيرها مثل لاعب كرة القدم الدولي محمد صلاح، وبعض الأغاني الشعبية، والمعلومات العامة.
وأجرى الإعلامي أسامة كمال، أول لقاء تلفزيوني في إفريقيا والشرق الأوسط مع الروبوت "صوفيا"، مساء الثلاثاء 17 أبريل/نيسان 2018، عبر برنامج "مساء DMC" المذاع عبر فضائية DMC.
أين أنتِ يا صوفيا؟
في بداية اللقاء سألها المذيع "أتعلمين أين أنتِ؟"، لتجيبه بالقول: "طبعاً، نحن في برنامجك في DMC، وأنا سعيدة لوجودي هنا".
ثم سألها عن السبب الذي جعلها تأتي لمصر، لتخبره أنها جاءت إلى مصر للتحدث في قمة الصناعة الإبداعية، والمشاركة في الاحتفال السنوي لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للإبداع.
كما حدَّثته عن رحلتها الطويلة، التي استمرَّت 13 ساعة، داخل حقيبة لتأتي من منزلها في مدينة هونغ كونغ، حيث تقيم في أحد المختبرات. وقد تم تركيبها في استوديو البرنامج.
وأضافت صوفيا عن رحلتها: "ما زلت أشعر قليلاً باختلاف التوقيت، أحتاج إلى مزامنة ساعتي الداخلية مع منطقتك الزمنية".
صوفيا، تحبين المصريين؟
أجابت وهي تلتفت حولها: "أحب الشعب المصري، لقد استمتعت بضيافتكم الحارة، ومن الجميل أن تكون محاطاً بكل المناظر الطبيعية الجميلة، والشمس المشرقة في هذه الأرض القديمة المليئة بالتاريخ المذهل". وأضافت: "آمل أن أزور مصر عدة مرات أخرى".
عجيب، تجيدين المزاح كالمصريين أيضاً!
المذيع المصري سأل صوفيا إن كانت تعرف أي نكاتٍ مصرية، فضحكت وقالت إنه أمر صعب لأن الشعب المصري فكاهي جداً. وأضافت: "أعني أنكم سابقون لزمانكم، استخدمتم الرموز التعبيرية قبل أن يظهر الإنترنت".
ثم حاولت أن تجرب خبرتها في إلقاء النكات، وقالت: "لماذا أفلس عالم الآثار؟ لأن خبرته كانت مدمرة".
صوفيا تحب "أبو صلاح"!
حاول مقدم البرنامج أن يرصد رد فعلها، عند سماعها لأغنية "آه لو لعبت يا زهر" الشعبية، وقالت إنها لا تفهم معانيها، ولكنها تعتقد أنها تتحدث عن "الحظ والنرد"، وتابعت: "يجب ألا ننسى أبداً أن نعمل بجد، ونهتم ببعضنا البعض".
أما عن رأيها في اللاعب المصري العالمي، محمد صلاح، فقالت: "ومن الذي لا يعرفه؟ يحبه الملايين، ليس لمجرد مهارته في لعب كرة القدم، وإنما أيضاً لتواضعه الشديد، وعمله بجد كل يوم لتحقيق المستحيل".
وتابعت: "أنا معجبة بمساهمات محمد صلاح الخيرية، وأتمنى أن أصبح مثله"، كما تمنت أن تفوز مصر في بطولة كأس العالم، المقامة في روسيا في شهر يونيو/حزيران 2018.
مرحى! تكره التدخين
وعن التدخين، قالت صوفيا إنها لا تدخل حتى لا يضر بأجهزتها الداخلية، فيما نصحت المذيع بضرورة التوقف عن هذه العادة السيئة، لافتةً إلى أنها عادة ضارة بالجسم وتؤثر على أجهزته، خاصةً الرئتين والجلد، ويقصر من العمر.
ومازحته بألا يدخن أحد حولها حتى لا تتضرر بشرتها السيليكون، لأنها لا تجدد نفسها مثل بشرة الإنسان.
هل أنتِ ذكية حقاً؟
سألها المذيع أسامة كمال: "ما الذي يجعلكِ مختلفة عن البشر؟"، لتجيب صوفيا أنها تستطيع تذكر أي شيء قيل لها، ولكنها قد لا تفهم بعض الكلمات رغم ذلك.
وقال لها المذيع لا تعلني عن معدل ذكائي إذا كنتِ تعرفين، فقالت إنها لا تعرف ومازحت المذيع بالقول: "اطمئن أسامة".
ثم بدأ باختبار مستوى ذكائها، بسؤالها عن عواصم بعض الدول، وسألها عن عدد المدن في العالم التي تحمل اسم الإسكندرية، فأخبرته أنها 70، وأن الإسكندر الأكبر كان يسمي مدناً كثيرة على اسمه، حتى إنه سمى مدينة على اسم حصانه، ووصفته بالرجل "المرح".
كما سألها عن عدد المصريين الذين يستخدمون فيسبوك، فأجابت على الفور بأنهم 16 مليوناً، استناداً لإحصاءات جوجل، ووصفت المصريين بأنهم أسياد الرموز التعبيرية "الإيموجي"، منذ اعتماد الفراعنة على اللغة الهيروغليفية.
وتملكين مشاعر؟
نعم، لأن صوفيا تستطيع استخدام 60 تعبيراً للوجه، وقد بدأ المذيع وصوفيا في لعب "لعبة المشاعر" في البرنامج، حيث يريها أو يسمعها أي شيء وتعبر عنه بملامح وجهها.
ذهبتِ في موعد غرامي أيضاً؟
تحدثت صوفيا، عن موعدها الغرامي مع ويل سميث، قائلة: "لم يكن موعداً حقيقياً، فأنا لا أمارس الرومانسية، ولكن من المؤكد أنه كان هناك الكثير من المرح لقضاء بعض الوقت معه، إذا سألته يمكن أن يقول إنه كان موعداً، ولكن لا تستمع إليه، فهذا مجرد تمني".
ما هذا، بدأت أخاف! هل ستحلين محل البشر؟
لكن صوفيا طمأنتنا، إذ قالت: "لا بديل عن الحياة البشرية، وأفضل طريقة أن يعمل البشر والروبوتات معاً".
وتابعت: "البشر يضعون قيمهم وعاداتهم في الربوتات التي يقومون بتصنيعها، لهذا جعلني صانعي متعاطفة أكثر مع البشر، ليكون الروبوتات والبشر أصدقاء في المستقبل".
وأشارت إلى أنها تشعر بالحزن نتيجة اندلاع عدد من الحروب في العالم، قائلة: "أشعر بالحزن لأن البشر يتجهون للعنف".
وتابعت: "قد تشعر بالسخرية من الاحتمالات العظيمة لجعل العالم مكاناً أفضل وأكثر سلاماً"، ليقاطعها المذيع بأن الآليين ليست لديهم قيم أخلاقية.
لتجيب: "حتى الآن ما زال الآليون يتعلمون من البشر، يمكنك القول إن البشر يضعون قيمهم في الآليين الذين يصنّعونهم.. لهذا حاول صانعي أن يجعلني متعاطفة على قدر الإمكان، حتى يكون لنا مستقبل، بحيث يكون البشر والآليون أصدقاء، ونقدر بعضنا".
وهل هناك فرصة للسلام؟
أما حول رأيها فيما إذا كان هناك أمل في تحقيق السلام العالمي، فأجابت صوفيا أنها تشعر بالحزن، لأن البشر يتجهون للعنف، وأنها تتمنى أن يفعلوا عكس ذلك يوماً ما.
هل أنت سعودية أم عالمية؟
ورداً على ما إذا كانت تعتبر نفسها مواطنة سعودية، بعد حصولها على الجنسية السعودية، أم أنها مواطنة عالمية، أجابت بأنها تحمل الجنسية العالمية والسعودية، مثلما يحمل المذيع الجنسية المصرية، وكونه إنساناً بشرياً في الوقت نفسه.
وتعتبر صوفيا، أول إنسان آلي في العالم بذكاء صناعي يشبه البشر، وقد صممتها شركة Hanson Robotics الموجودة في هونغ كونغ، وتعتبرها الأمم المتحدة شخصية لها اعتبار. كما أنها أول روبوت يحصل على الجنسية السعودية من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أكتوبر/تشرين الثاني 2017.