أمسكوا لافتاتهم ووقفوا أمام البرلمانات وطالبوا بالحرية والشوكولاتة.. إليك أهم الاحتجاجات التي قادها أطفال  

على الأرصفة وفي الساحات، داست أقدامهم الصغيرة الشوارع والميادين، مطالبين بالمساواة الاجتماعية تارةً وبتأمين ألواح الشوكولاتة تارةً أخرى

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/15 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/15 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش

على الأرصفة وفي الساحات، داست أقدامهم الصغيرة الشوارع والميادين، مطالبين بالمساواة الاجتماعية تارةً وبتأمين ألواح الشوكولاتة تارةً أخرى!

الناشطون الصغار تمكنوا، بعيداً عن كل الألاعيب السياسية، من تحقيق بعض أهم الإنجازات البشرية، فغيّروا بإرادتهم وعزيمتهم ما عجز عنه الكبار أحياناً.

نذكر بعض النماذج من الماضي والحاضر وسبل حمايتهم في هذه التجمعات، إذا استلزم الأمر:

 

أطفال كندا: كل شيء يهون من أجل الشوكولاتة!

 

في عام 1947، تظاهر عشرات الأطفال في بلدة "ليديسميث" الصغيرة  بمقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، عقب رفع أسعار بعض السلع والمنتجات ومنها الشوكولاتة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ما اضطر المسؤولون وقتها إلى تخفيض سعرها بنسبة 80%.

تعود القصة إلى أبريل/نيسان 1974، عندما خرج الأطفال للوصول إلى مقهى "ويجوام" ليفاجأوا بأن المبالغ الزهيدة التي معهم لا تكفي لشراء لوح الشوكولاتة التي اعتادوها (إذ ارتفعت بنسبة 60٪).

وبدلاً من قبولهم هذه الزيادة، قرروا التظاهر، مرددين هتافات "نريد شيكولاتة بـ5 سنتات".

وسرعان ما انضم إليهم أطفال القرى عبر أرجاء كندا، في وقفات صغيرة بزوايا مدنهم، ومنهم من احتج أمام البرلمان.

سدّوا الطرق بدراجاتهم، وأوقفوا المصالح الحكومية ذاك اليوم، ووقَّع أكثر من 3000 طفل على تعهُّد بمقاطعة الشوكولاتة حتى انخفضت مبيعاتها بنسبة 80%.

 

دافعت شركات الشوكولاتة عن ارتفاع الأسعار، مبررةً ذلك بارتفاع أسعار المواد الخام؛ نظراً إلى الإجراءات التقشفية التي فرضتها الحكومة عقب الحرب العالمية الثانية، وأوضحت أنها تتبع السوق الأميركية في سياسة الأسعار، لكن الأطفال تمكنوا من تغيير مجرى هذه السياسات

 

تلامذة أميركا: السلاح بيد الأطفال لا يمنعه إلا الأطفال

 

اقتحم تلميذ أميركي سابق مدرسته في فبراير/شباط 2018، أطلق النار على زملائه فسقط منهم 17 قتيلاً. لم يستسلم الطلاب للخوف؛ بل نظّموا تظاهرة لتنظيم حركة للتصدي للتسلح في المجتمع، تراوحت أعمار المحتجين بين 13 و17 عامًا

 

وقف عدد من الطلاب أمام السيناتور الأميركي ماركو روبيو؛ لمطالبته بوضع قانون ينظّم بيع وشراء السلاح، ونجحوا في جمع توقيعات، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، لتأييدهم في مطالبهم بتوسيع  مفهوم "المسؤولية الاجتماعية". ونجحوا بالفعل في إقناع شركة واحدة بعدم بيع السلاح لمن هم دون 21عاماً.

 

كلوديت كولفين: رفض التمييز العنصري لا يحتاج إذن الكبار

كلوديت كولفين، اندلعت بسببها حركة مقاطعة ركوب الحافلات في مدينة مونتغومري الأميركية عام 1955. رفضت كلوديا مع راكبة أخرى حامل، التخلي عن مقعدهما داخل الحافلة، وكانت في الـ15 من عمرها. استُدعيت الشرطة وتم اعتقالها وتوجيه عدة تهم إليها، من بينها: تكدير السلم العام، والاعتداء، وانتهاك قوانين الفصل بين البيض والسود في أميركا.

 

ملالا يوسف: الدفاع عن أبسط الحقوق يستحق الموت

 

 

بدأت  الفتاة الباكستانية ملالا يوسف في سن الـ11 من عمرها الكتابة عن انتهاكات طالبان، من خلال مدونتها الشخصية على الإنترنت. وعندما وصلت لسن الـ15، أصبحت على رأس المطلوبين لدى طالبان. اشتهر اسمها عقب محاولة اغتيال تعرضت لها عام 2009 مع فتاتين من قِبل مسلح من طالبان؛ انتقاماً من نشاطها، لكنها نجت منها.

هي أصغر حائزة لجائزة نوبل على الإطلاق، وتُعرف بالدفاع عن حقوق الإنسان، وتعليم النساء والأطفال في باكستان.

 أنشأت "صندوق ملالا" كمنظمة غير ربحية، وألفت كتاباً عام 2012، كان الأكثر مبيعاً في العالم، تحت اسم "أنا ملالا". وحصلت على عدة جوائز آخرى محلية وعالمية.

 

معاوية الصياصنة: الجملة الصادرة من الصغار أكثر صدقاً وتأثيراً

لم يكن يعلم الطفل السوري معاوية الصياصنة، الذي لم يكمل عامه الـ14، أن جملته "إجاك الدور يا دكتور"، ستكون الشرارة الأولى لثورة الشعب السوري.

انطلقت من درعا في فبراير/شباط 2011، حيث كتب الجملة على أحد الجدران، وما زالت مستمرة وحدث حتى الآن.

 

ذاق الصياصنة ويلات التعذيب 45 يوماً، ولم تستجب قوات الأمن التابعة للنظام آنذاك للنداءات الحقوقية. خرجت جموع الجماهير في درعا، مطالِبة بالإفراج عنه، ولكن العنف الذي قوبلت به هذه المظاهرات أدى إلى انتشارها في باقي البلاد.

 

عهد التميمي: الدفاع عن البيت كالدفاع عن الوطن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أصبحت الفتاة الفلسطينية التي لم تكمل عامها الـ17، أيقونة جديدة في الصمود. ويعدها كثيرون رمزاً للمقاومة الفلسطينية، خاصة بعد انتشار فيديو لها وهي تصفع جندياً إسرائيلياً.

تواجِه عهد، الآن، عقوبة السجن بعد اعتقالها في ديسمبر/كانون الأول 2017، لتواجه 12 تهمة، منها التحريض على العنف.

وطالبت عدة منظمات حقوقية، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، بإطلاق سراحها، متهمة إسرائيل بممارسة عنصريتها ضد الأطفال الفلسطينيين.

جويس لاندر: "جيلكم سيغير الأشياء"

 

يُرجع بعض الناشطين سبب انجذاب بعض الأطفال والمراهقين إلى الاحتجاجات وغيرها، إلى الدعم القوي الذي يُقدّم لهم منذ الصغر وتشجيعهم على ذلك؛ إذ قال أحد المشاركين في الحرب العالمية الأولى لطفلة صغيرة: "إنَّ جيلكم سيغير الأشياء"، لتصبح فيما بعدُ إحدى أشهر الناشطات سياسياً في أميركا "جويس لادنر" ومنذ  طفولتها وحتى شبابها. طالبت جويس بتطبيق المساواة بين البيض وذوي الأصول الإفريقية في ستينات القرن الماضي، وتعرضت للاضطهاد والاعتقال أكثر من مرة.

فريمان هرابوفسكي: "ما تفعله اليوم سيؤثر على أطفال الغد"

 

 

 

 

 

 

 

ظلت تلك الكلمات تتردد في أذن أحد منظمي مسيرة برمنغهام عام 1963 للتنديد بالتمييز العنصري ضد الطلاب الأفارقة. "فريمان هرابوفسكي"، الذي سمعها من أحد المسجونين معه، عقب القبض عليه بعد فض مسيرتهم. لم يبلغ وقتها الـ12 من عمره، لكنه ظل مدافعاً عن حق الطلاب الأفارقة في عدم التمييز الأكاديمي، الذي كان يمارَس ضدهم. طالب بتطبيق المساواة مع البيض إلى أن أصبح رئيس جامعة ماريلاند بمقاطعة بالتيمور فيما بعد. وما إن انتشرت صورة له في الصحف "والكلاب تهاجم الأطفال" حتى كسب تأييد الرأي العام لقضيتهم.

نصائح للأطفال الناشطين

وإذا كان من الضروري حضور طفلك في أحد الأنشطة الاحتجاجية، كالتظاهرات أو الوقفات أو المسيرات، فلا بد من اتباع هذه النصائح:

  • قبل أن يخرج ابنك للتظاهر سواء كان وحيداً أو معك، حاول أن تشرح له ببساطةٍ، الهدف من وراء هذا النشاط. استخدِم ألفاظاً سهلة وواضحة. بدلاً من أن تقول له: "نتظاهر لمحاربة الإرهاب"، قل: "نتظاهر لكي يسود السلام"؛ لأن الأطفال غالباً يفسرون الكلمات حرفياً، فمن الممكن أن يتجه تفكيره للقتال الجسدي.
  • أعطِه مساحة للإبداع الخاص، كأن يشارك في تأليف الهتافات المعبّرة عن سنّه، والأمر نفسه يسري على تصميم اللافتات. ويمكنك إجراء تدريب عملي قبل النزول للشارع.
  •  اتفِق معه عما إذا كانت لديه القدرة على حضور المسيرة أو التظاهرة كاملةً، أو الاكتفاء فقط بالبداية والنهاية. إذا لاحظت إرهاقه، اروِ له قصصاً إنسانية أو شجِّعه على الغناء مثلاً، لكن خذ قرار الانسحاب في الوقت المناسب إذا حدث مكروه أو عنف.
  • لا تستبعد أن يظل طفلك لديه هواجس من هذا الحدث، حتى بعد مرور وقت طويل. تواصَل دائماً معه بالسؤال عن شعوره وما أعجبه وما لا يعجبه في لحظات متفرقة. ويمكنك الاستعانة بأشخاص أكبر منه؛ لمساعدته وتشجيعه على التعبير عما يدور بداخله.
  • حاوِل أن ترتدي الملابس نفسها التي يرتديها واللون أيضاً؛ كي يسهل عليكما التعرف اذا افترقتما.
  • ضع خطة لتسهيل تواصله معك أو مع أفراد مجموعته، كأرقام تليفونات أو الانتظار عند علامة مميزة.

حضور الطفل مثل هذه الأحداث يساعده على تنمية شخصيته وإدراكه حقوقه، فلا تبخل عليه بهذا. كن حذراً من مساوئ هذا الأمر؛ كي لا ينعكس سلباً على صحته النفسية .