صفاء وعزة: حلمتا بالتمثيل، فلجأتا إلى فيسبوك.. “عربي بوست” التقتهما

"إحنا من زمان نفسنا نطلع على الشاشة قدام الناس"، هذه أول جملة قالتها صفاء حين سألناها عن سبب نشرها الفيديوهات بصحبة عزة ابنة عمها وصديقتها المقربة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/13 الساعة 11:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/17 الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش

"إحنا من زمان نفسنا نطلع على الشاشة قدام الناس"، أول جملة قالتها صفاء حين سألناها عن سبب نشرها فيديوهات كوميدية صحبة ابنة عمها وصديقتها المقربة عزة.

صفاء وعزة شابتان مصريتان تقولان أنهما من مدينة منوف بمحافظة المنوفية (شمال العاصمة المصرية القاهرة)، ذاع صيتهما على فيسبوك من خلال فيديوهات تنشرانها على صفحتهما التي تحمل الاسم نفسه، تجريان خلالها مكالمات فيديو مع أشخاص من بلدان عدة.

عزة هي الأكبر سناً، بعينين واسعتين وبشرة بيضاء، أما صفاء فهي سمراء اللون ونحيفة، تعيشان وتعملان معاً، تتكلمان بلهجة ريفية محلية، لكنها – على ما يبدو – مفهومة لدى كثيرٍ من غير المصريين، بدليل وجود معجبين لهما من الأردن والسودان والإمارات.

الفتاتان "القرويتان" كما تحاولان التأكيد على ذلك لم تُكملا تعليمهما، فضيق ذات اليد جعلهما يعملان منذ أن كانتا طفلتين في تنظيف البيوت لكسب المال والإنفاق على أسرتيهما.

البداية كانت بالتمثيل

تحكي صفاء وعزة لـ "عربي بوست" أنهما كانتا تحلمان من الصغر بالظهور على الشاشة والتمثيل أمام الجمهور، فأشار أحد أقربائهما عليهما بالبدء بتصوير ونشر فيديوهات على فيسبوك لاجتذاب المشاهدين وصنع شهرة لهما قد توصّلهما فيما بعدُ إلى العمل في مجال الفن.

مجموعة الفيديوهات الأولى كانت عبارة عن مشاهد تمثيلية من أفلام مصرية شهيرة، مثل "مهمة في تل أبيب" لنادية الجندي، و"أولاد العم" لكريم عبد العزيز ومنى زكي.

مشهد مالفلم العزيم موهما في تل ابيب للعزيما ناديه الجيندي#صفاء_عزة

Geplaatst door ‎صفاء و عزة‎ op Donderdag 21 december 2017

كانت تؤديان المشاهد كما ظهرت في السينما، مع إضافة اللمسة الكوميدية التي تظهر بتغيير جزء من المشهد أو من خلال ملابسهما والطريقة التي تقلدان فيها مشاهير الفن المصري.

كلمة السر "جمال"

قد يتساءل البعض: كيف بإمكان شخص محدود التعليم وضعيف الإلمام بالتكنولوجيا التواصل مع الآلاف عبر فيسبوك، والتعامل مع تعليقات الناس؟ كيف وخبرتهما التعليمية لا تتجاوز معرفة القراءة والكتابة؟

والإجابة هي من خلال جمال، شقيق عزة، فهو من يقف وراءهما ويساعدهما، ودائماً ما يذكر اسمه في الفيديوهات على أنه صاحب فكرة الصفحة على فيسبوك، وهو أيضاً من يقرر لهما ماذا يفعلان وماذا يقولان لوسائل الإعلام.

وعقب فترة لم تتجاوز 5 أشهر، تحول نشاطهما من التمثيل إلى عرض مكالماتهما مع الجمهور. تشرح صفاء قائلةً، "مشاهد التمثيل لم تجذب عدداً كبيراً من المشاهدين، وكان بعض من يتابعوننا يطلب منا التفاعل معه والتحدث إليه مباشرة، فجرَّبنا التحدث مع أحد المشاهدين، ووجدنا تفاعلاً كبيراً من الجمهور لم نتوقعه".

أشهر تلك الفيديوهات والذي كان السبب في انتشار اسميهما بشكل واسع، كان مع شاب باكستاني يقيم في بريطانيا ويتحدث اللغة العربية.

حاول الشاب تعليمها بعض الكلمات الإنكليزية، لكنه فشل بالتأكيد، خصوصاً مع طريقة نطقهما للكلمات، وأدت الفكاهة وحسهما الساخر، إضافة إلى اللهجة العامية الريفية، إلى إقبال المزيد من الناس على مشاهدة الفيديو، وتواصل عدد من القنوات معهما لعمل لقاءات تلفزيونية، فوصل عدد أعضاء صفحتهما إلى 125 ألف شخص.

شاويش مع صفاء و عزة

الفديو داه فيه شاويش بتاع اوروبه ال اومه من المانصوره#صفاء_عزة

Geplaatst door ‎صفاء و عزة‎ op Donderdag 29 maart 2018

المحتوى ليس محصوراً في  فكرة معينة، فكل ما يخطر على بالهما يتحدثان فيه، بعيداً عن السياسة بكل تأكيد، وبكلام بسيط لا يحتوي على معلومة أو فكرة جديدة.

لكن ورغم المشاهدات العالية، فإن الفيديوهات لا تدرُّ ربحاً عليهما؛ إذ لا يوجد معلنون؛ وذلك لأنهما تنشران على فيسبوك.

وتبرر عزة قائلةً، "لا نجني من فيسبوك مالاً، وهناك عدد من المشاهدين أخبرونا بأن علينا إنشاء صفحة على يوتيوب حتى نكسب المال، لكننا لا نفهم كثيراً فيه، ونحتاج مساعدة جمال"، وتقاطعها صفاء قائلة: "هناك أشخاص أنشأوا قناة باسمنا على يوتيوب، لكنها ليست خاصة بنا".

بعض الجمهور يسخر منا

تشتكي صفاء وعزة من استغلال البعض "بساطتهما" وجهلهما باللغة الإنكليزية، والسخرية التي تطولهما من البعض لطريقة نطقهما ولهجتهما الريفية.

في انتظار ما لا يأتي

عزة وصفاء ما زالتا تنتظران من يتبنى موهبةً يرون أنهما يمتلكانها؛ مخرج أو كاتب سينمائي ويرشحهما لأداء أدوار تمثيلية.

بيئتهما المحافظة لن تكون عائقاً لعملهما بالتمثيل، لكن عزة تصرُّ قائلة، "نريد أن نمثل لكن باحترام، وإذا وافق جمال على أي عرض يأتينا فلن نهتم لرأي أحد".

تقول عزة، "لَم تأتنا عروض فنية حتى الآن، لكنْ تَواصل معنا صاحب مركز لتعليم اللغة الإنكليزية ويريد منا عمل إعلاناً لمركزه"، وهذا هو الدخل الوحيد الذي سيكسبانه من الفيديوهات، على حد قولهما.

ستعود الفتاتان للقاهرة قريباً؛ للعمل من جديد بعد فترة من الراحة في قريتهما، وستستمران في نشر الفيديوهات حتى تحققا حلمهما بالتمثيل.

فهل ترى أنك تتعاطف معهما أم ينتابك الشك من صدق ما يروجان له عن نفسيهما؟.

علامات:
تحميل المزيد