أكمل جبل جليدي يزن نحو تريليون (ألف مليار) طن انفصاله، الأربعاء 12 يوليو/تموز 2017، عن جرف جليدي في القارة القطبية الجنوبية.
ورصدت أداة "موديس" (modis)، وهو مجسّ للأشعة تحت الحمراء، على متن قمر "أكوا" الاصطناعي، التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، انفصال الجبل عن جرف "لارسن سي" في القارة القطبية الجنوبية.
وتقدر مساحة الجبل، وهو أحد أضخم الجبال الجليدية في العالم، نحو 6 آلاف كيلومتر مربع، أي 4 أمثال مساحة العاصمة البريطانية لندن.
وكان العلماء يتوقعون هذا الحدث، حيث يتابعون منذ أكثر من 10 سنوات تطور شرخ كبير في الجليد، الذي يكسو جرف "لارسن سي".
وأعلن علماء، الأربعاء، أن الشرخ أكمل طريقه أخيراً عبر الجليد؛ ما تسبب في انفصال الجبل، البالغ سمكه أكثر من 200 متر، وفق صحيفة التلغراف البريطانية.
وأفاد باحثون بجامعة "سوانزي" في ويلز ببريطانيا، الأربعاء، بأن انفصال الجبل الجليدي قلص من حجم جرف "لارسن سي" نحو 12%، وغيّر من شكل شبه جزيرة القطب الجنوبي إلى الأبد.
وقال أدريان لوكمان، وهو أستاذ في "سوانزي" يتابع تطورات الجبل الجليدي منذ سنوات، إن "الشرخ لم يكن ظاهراً في الأسابيع الأخيرة، لكنه الآن واضح؛ ما يدل على أنه تمدد على طول الجبل الجليدي".
وأضاف: "سنواصل مراقبة الجبل الجليدي، ومدى تأثيره على جرف لارسن سي.. من الصعب التنبؤ بمصير الجبل.. هل سيبقى قطعة واحدة؟ نرجح أن ينقسم إلى أجزاء".
وتوقّع لوكمان أن "تبقى أجزاء من الجليد في المنطقة عقوداً، بينما ربما تنجرف أجزاء أخرى شمالاً إلى مياه أكثر دفئاً".
ورغم أن الجبل الجليدي يزن تريليون طن (ألف مليار)، فإنه أساساً كان يطفو على الماء، ولذلك لن يكون له تأثير فوري على مستوى مياه البحار، بحسب الباحثين في الجامعة البريطانية.
ويقول العلماء إن الجبل لن يتحرك مسافة بعيدة على المدى القريب، لكنهم يشددون على ضرورة مراقبته؛ لأن التيارات البحرية والرياح قد تدفع به شمالاً، بحيث يصبح خطراً على حركة الملاحة.