أعلنت شركة أبل في مؤتمرها الذي أقيم في 25 مارس/آذار 2019 بمسرح ستيف جوبز الشهير، عن مجموعة من الخدمات والتقنيات الجديدة كان أبرزها اقتحامها لعالم الدفع عبر البطاقات، وعالم الألعاب، بجوار مجموعة من التطبيقات الحديثة.
ونأتي لكم بالعديد من التفاصيل حول ما أُعلن عنه خلال المؤتمر بخلاف المزيد من التفاصيل التي لم تأت في المؤتمر بشكل مباشر، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
مؤتمر أبل 2019
بطاقة ائتمان أبل.. تَلقي الأموال في بنكها الخاص
سوف تستخدم في الولايات المتحدة فقط، حتى الآن، ولكن أبل تعمل بجهد كبير على انتشار بطاقتها الائتمانية الجديدة.
تقدم الشركة استرداداً نقدياً بقيمة 2%، تدفع يومياً، على أي مشتريات تتم عبر البطاقة باستخدام خدمة "أبل باي"، و3% على أي مشتريات لمنتجات أبل نفسها، بما في ذلك المشتريات من متجر تطبيقات أبل وموسيقى أبل.
وبالنسبة للمشتريات في المتاجر وعبر الإنترنت والتي لا تستخدم خدمة "أبل باي"، وهي كثيرة، تكون نسبة الاسترداد النقدي أقل، 1% فقط.
وتُظهر هذه الأرقام مدى استعداد أبل للدفع مقابل نجاح بطاقتها الائتمانية. وعند المقارنة نجد أن أفضل بطاقة تقدم استرداد نقدي في الولايات المتحدة، وفقاً لمن يتابعون هذه الأمور، هي بطاقة Citi Double Cash، والتي تقدم استرداداً نقدياً 2% على كل شيء.
ولكنها لا تسقط بعض الرسوم التي تسقطها أبل، مثل المعاملات الخارجية أو المدفوعات المتأخرة؛ بل تعتقد أن معدل فائدة سنوي من 13.24% إلى 24.24% منخفض.
تحدد الشركة معدل فائدة سنوياً متغيراً مرتفعاً. ولكنه يظل أقل من بعض المنافسين؛ إذ تحدد بطاقة Citi Double Cash معدل فائدة من 15.7% إلى 25.74%، على سبيل المثال، ولكنها تظل أعلى بشكل واضح من بعض البطاقات، وأعلى بكل تأكيد مما قد يتوقعه معظم الأشخاص.
ربما تأمل أبل أن تحقق الأرباح في هذا المجال من اليوم الأول.
بطاقة أبل ليست "غير متلامسة"
أحد أسباب إصدار بطاقة أبل في الولايات المتحدة هو أن البنية التحتية للمدفوعات لا تزال رجعية بما يكفي للسماح للشركات التقنية بتحقيق تقدم مبهر.
وأصدق مثال على ذلك أن البطاقة التيتانيوم اللامعة التي أصدرتها أبل يوم الاثنين، 25 مارس/آذار 2019، لا تحتوي على رقاقة "غير متلامسة"، أي لن تُستخدم بالاستشعار عن قرب.
لأن معظم الأماكن التي تقبل وسائل الدفع غير المتلامسة تستخدم خدمة "أبل باي"، ومعظم الأشخاص سيكون معهم هواتفهم إلى جانب بطاقاتهم.
ولكن على الجانب الآخر من الأطلسي، من الصعب أن يشعر العملاء الأوروبيون بأن أبل تقدم لهم المستقبل.
رسمياً، أثبتت التقنية أخيراً أنها أكثر شراً من الخدمات المالية
لم تكن أبل خائفة من تلقي الضربات من منافسيها: إذ وجّه كل من جوجل وفيسبوك انتقادات ضمنية، لكل شيء من الخصوصية والحماية إلى إذا ما كان بإمكانك ممارسة الألعاب من عدمه. لذا، كان من المفاجئ إلى حد ما معرفة اختيار أبل لشركة جولدمان ساكس، المعروفة بالقسوة والضراوة، لإطلاق بطاقتها.
يمكننا أن ندوّن عن هذه اللحظة التاريخية: لقد انتهى العصر الذي تلعب فيه البنوك الكبيرة دور الأشرار في المجتمع، وبدأ عصر التقنية الكبيرة.
خدمة "أبل آركيد" ستقدم ألعاب حصرياً لن تُتاح حتى بمثابة تطبيقات مدفوعة
بعد أكثر من عقد على تدشين أبل لمتجر تطبيقات أبل وساهمت بإنشاء ما يعرف بالألعاب الهاتفية، بدأت الشركة أخيراً في الاستثمار بموارد حقيقية في هذا الأمر.
خدمة "أبل آركيد" ستكون خدمة باشتراك، تقدم وصولاً حصرياً – عبر الهواتف على الأقل – لأكثر من 100 لعبة.
بعضها سيكون أصلياً وحصرياً. وما تقدمه أبل حصرياً بشكل خاص خلال خدمة "آركيد"، لن يكون متاحاً في متجر التطبيقات.
بينما بعض الألعاب الأخرى قد تكون متاحة على منصات أخرى؛ وتم الإعلان عن لعبة Sayonara Wild Hearts، على سبيل المثال، لمنصة الألعاب Nintendo Switch. بينما الإصدار الهاتفي للعبة سيتوفر حصرياً لنظام التشغيل iOS، لذا لن يستمتع بها مستخدمي الأندرويد.
نظام التشغيل iOS 13 ربما يشهد تغييرات ضخمة في تعامل أبل مع الألعاب
إلى أي مدى تجاهلت أبل الألعاب حتى الآن؟ فكر في ذلك: في عام 2010، أطلقت الشركة "مركز الألعاب"، في محاولة لمحاكاة خدمات مثل Xbox Live من مايكروسوفت على شبكتها الخاصة للعب المتعدد.
ثم تجاهلته بشكل كبير لمدة ست سنوات، حتى أزالته من الشاشة الرئيسية عام 2016، ومنعت المستخدمين من إضافة أصدقاء جدد.
ولكن لا يزال "مركز الألعاب" في نظام iOS ويظل الطريقة الوحيدة لمزامنة الإنجازات وأعلى الدرجات في الألعاب.
سيتغيّر ذلك بكل تأكيد في الإصدار القادم من نظام التشغيل، والمقرر إصداره في الخريف القادم، قبل خدمة "آركيد" مباشرة.
التوّجه الحالي المناهض لإدمان التقنية يضرب الألعاب الهاتفية ببطء
أصبحت ألعاب الفيديو في مرمى النار أمام مناهضي إدمان التقنيات، ولكن حتى الآن، يقع التركيز الأكبر على الألعاب ثلاثية الأحرف "AAA" مثل Fifa، Fortnite و Battlefront.
ولكن إطلاق أبل لخدمة "أبل آركيد" يُظهر مدى إدراك الشركة إن أحد أكبر مصادر التدفق النقدي الثابت لديها، الألعاب المجانية مثل Clash of Clans، و Candy Crush و Clash Royale، قد ينضم أيضاً لهذه الموجة من الانتقادات.
لذا، يأتي التركيز على تجارب أقل مع سرد قوي وتصميم ممتاز. كل شيء يُخرج أبل من مزاعم طرحها منتجات تسبب الإدمان لتحقيق الأرباح.
بعض المنتجات الجديدة طٌرح بالفعل..فاستعان كوك بالـ "مشاهير"
على مدار الأسبوع السابق للمؤتمر، أصدرت أبل العديد من المنتجات التي تأخذ عادةً مساحة على خشبة المسرح.
تم طرح جهازين أيباد، ومعزز سرعة لأجهزة iMac والإصدار الثاني من أجهزة AirPod، مصحوبين فقط ببيان صحفي وتغريدة من تيم كوك.
تم تعديل توقيت دورة الإصدار بشكل واضح لكي يتوفر لتلك المُنتجات وقت على المسرح عند الحاجة، ولكن بدلاً من ذلك، فضّلت أبل ملء النصف الأخير بالكامل من مؤتمرها الصحفي بمجموعة من المشاهير، مثل ستيفن سبيلبرغ وأوبرا وينفري.
إذ شارك كل منهم الكثير من المعلومات عن برامجهم وعروضهم المقبلة.
Wall Street Journal تراهن على "صعوبة" خدمة أبل الإخبارية
ذكر رئيس المكتب الإعلامي الصحيفة إن السبب وراء انضمام Wall Street Journal "الاشتراك: 30 دولاراً شهرياً" إلى خدمة Apple News Plus الإخبارية "الاشتراك: 10 دولارات شهرياً" هو أن:
"التطبيق سيعرض الأخبار والقصص التي يعتقد أنها جذابة للقارئ العادي. أي أن قراءة ما قد يتجاوز القشور سيكون محدوداً".
بمعنى آخر، يمكنك قراءة الجريدة عبر خدمة Apple News+ ولكن الأمر سيكون محبطاً للغاية لدرجة أنك ستُفضّل دفع أموال إضافية مقابل زيارة الموقع إذا كنت من محبي الجريدة.
علينا الانتظار للخريف لاكتشاف إلى أي مدى ستتحقق معظم هذه الأشياء
تعد خدمة Apple News Plus إصدار أحدث باسم جديد من Texture، وهي خدمة مجلة باشتراك اشترتها الشركة العام الماضي، وهي جاهزة للعمل.
وبالنسبة لكل شيء آخر، من سعر "أبل آركيد" وخدمة Apple TV Plus وما تقدمه كل منهما، علينا الانتظار حتى الخريف، إلى حين إطلاق هذه الخدمات.