هذا ليس خيالاً ولا تهيؤات: عمر بطارية الهاتف يزداد سوءاً بالفعل، وفكرة بطارية تدوم صارت أصعب

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/04 الساعة 16:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/04 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
An smartphone and a laptop being charged.

يَعِد صانعو الهواتف بتقديم " بطارية تدوم على مدار اليوم ". بالتأكيد هو وعد بالتأكيد ليسوا قادرين على الوفاء به.

إذا كنت قد اشتريت في الآونة الأخيرة أحد الهواتف الرئيسية الرائدة الجديدة، فهناك احتمالات أن عمر البطارية سيكون في الواقع أسوأ مما كان عليه في الطراز الأقدم من نفس الهاتف.

اختبار البطارية، ماذا يفيد؟

خلال الأسابيع القليلة الماضية، أجريت اختبار البطارية ذاته مراراً وتكراراً على 13 نوع هاتف مختلف. وإذا نحّينا جانباً بعض الاستثناءات الواضحة، فقد كان أداء أفضل الهواتف التي طرحت هذا العام أقل من مثيلتها من العام الماضي.

فقد نفدت بطارية هاتف iPhone XS الجديد قبل 21 دقيقة من هاتف iPhone X الصادر في العام الماضي. ودامت بطارية هاتف Pixel 3 من إنتاج شركة Google لمدة ما يقرب من ساعة ونصف الساعة أقل من هاتف Pixel 2.

تقنيات ذكية لتعزيز عمر البطارية

يُروج مصنّعو الهواتف لجميع أنواع التقنيات الذكية التي تهدف إلى تعزيز عمر البطارية، بما في ذلك المعالجات الأكثر كفاءة، وأوضاع توفير الطاقة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة التطبيقات التي تستنزف البطارية.

ومع ذلك، فإن النتائج التي توصلت إليها، بالإضافة إلى اختبارات المراجعين الآخرين الذين تحدثت معهم، تكشف عن سر لا يخفى على أحد في هذه الصناعة: وهو أن بطاريات الليثيوم-أيون (أيونات الليثيوم) المستخدمة في الهواتف الذكية وصلت إلى مفترق طرق، ولم تعد تستطيع ببساطة مواكبة تطورات صناعة الهواتف التي تتحقق كل عام.

تتحسن قدرة البطاريات لكن بوتيرة بطيئة للغاية

يقول نديم معلوف، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات وادي السيليكون، وهي شركة QNovo الأميركية الناشئة التي تعمل على ابتكار تقنيات يُمكنها تحسين البطاريات "تتحسن قدرة البطاريات بوتيرة بطيئة للغاية، قد تصل إلى ما يقرب من 5% سنوياً. في الوقت نفسه، يزداد استهلاك طاقة الهاتف على نحو أسرع من 5% كل عام".

الشاشات والتطبيقات المتطورة هي المشكلة

يُمكن إلقاء اللوم في ذلك على الرغبة في وجود الشاشات عالية الدقة، والتطبيقات الأكثر تعقيداً، والأهم من ذلك كله عدم قدرتنا الواضحة على ترك الهاتف من أيدينا.

تواجه بطاريات الليثيوم-أيون، على الرغم من إمكاناتها المدهشة في قابليتها على إعادة الشحن، بعض القيود المادية، بما في ذلك قدرتها التي تتناقص بمرور الوقت، أضف إلى ذلك احتمال حدوث انفجار في حالة تلفها أو التخلص منها بطريقة غير صحيحة.

ومن المرجح أن تزداد مشكلة قدرة بطارية الهاتف سوءاً، إذ ستؤدي تقنيات الجيل الخامس للأنظمة اللاسلكية الجديدة فائقة السرعة التي تسمى 5G، التي ستتوفر قريباً في الولايات المتحدة، إلى زيادة الضغط على بطاريات الهواتف المثقلة بالأعباء بالفعل.

يفرض اختباري بعض القيود، نظراً لأن تجربتك ستعتمد على كيفية استخدامك للهاتف، كما أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لإطالة عمر هاتفك.

بيد أن الحالة غير ميؤوس منها، فقد قدم هاتفان كان أداؤهما جيداً في تلك الاختبارات، وهما هاتف Galaxy Note 9 من إنتاج شركة Samsung، وهاتف iPhone XR من إنتاج شركة Apple، أفكاراً مبتكرة حول كيفية تصميم الهواتف لكي تدوم بطاريتها لفترة أطول، على الأقل إلى أن تُبتكر تقنية جديدة تماماً للبطاريات.

كيف تتعامل شركات تصنيع الهواتف مع مشكلة البطاريات؟

إذاً، ماذا عن الهاتفين الصادرين عام 2018، وأظهرا أداءً أفضل في الاختبارات التي أجريتها؟

تمكن هاتف Note 9 من إنتاج شركة Samsung من النجاح عن طريق إضافة بطارية ذات سعة أكبر. إِذْ يضم الهاتف بطارية تصل سعتها إلى 4000 مللي أمبير/ساعة، بزيادة عن البطارية ذات السعة الهائلة بالفعل، التي تصل إلى 3300 مللي أمبير/ساعة في هاتف Note8. (تصل سعة بطارية هاتف iPhone XS إلى 2659 مللي أمبير/ساعة، التي انخفضت بقدر ضئيل في الواقع في هاتف iPhone X).

اتبعت العديد من الهواتف نهج البطاريات الأكبر حجماً. فقد ذكر موقع iFixit، أحد المواقع المتخصصة في إصلاح الأجهزة، الذي يجري تحليلات مفصلة لمكونات الهاتف، أن سعة البطارية قد تضاعفت تقريباً خلال السنوات الخمس الأخيرة.

إلى أي مدى يمكن أن تستمر الزيادة في حجم البطارية؟

طرحت شركة Huawei مؤخراً هاتفاً يُسمى Mate 20 Pro، لا يُباع في الولايات المتحدة، ويتمتع الهاتف ببطارية تصل سعتها إلى 4200 مللي أمبير/ساعة. غير أن البطاريات الأكبر، التي تتميز بأنّ كثافة طاقتها مرتفعة قد تشكل خطراً أكبر (أتذكر مشكلة الانفجار التي عانى منها هاتف Note 7 من إنتاج شركة Samsung؟)، ولا داعي لذكر أن ذلك سيؤدي إلى جعل الهاتف أكثر وزناً. إذ يزن هاتف Note9، الذي يحتوي أيضاً على شاشة عملاقة وقلم إلكتروني، 201.28 غرام، أي أكثر من ضعفي وزن أوراق اللعب.

انتهجت شركة Apple نهجاً مغايراً عند تصنيع هاتف iPhone XR، وهو الهاتف الجديد الذي أوصي معظم الناس باستخدامه، فقد لجأت إلى تخفيض تقنية الشاشة –التي تتمثل في تقليل الدقة ومستوى السطوع بالإضافة إلى تخفيض جودة الألوان– على نحو يعود بالنفع على عمر البطارية بشكل كبير: دامت بطارية هاتف XR مدة أطول بثلاث ساعات من بطارية هاتف  iPhone XS، على الرغم من أن شاشته أكبر قليلاً في الواقع. (علاوةً على ذلك: لا يتجاوز سعر الهاتف 250 دولاراً).

يقول نديم معلوف، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير البطاريات:

"يتعين على المستهلكين أن يستعدوا لقبول الحلول الوسط".

ربما تتعرض الأسواق إلى المزيد من التقسيم، مما يجعل عملية تصنيع الهواتف أشبه بشراء السيارات. فقد واجهت أسواق السيارات انتكاسة بسبب الموديلات الاقتصادية في استهلاك الوقود؛ فبدلاً من سيارة كاديلاك Cadillac التي تستهلك الكثير من الوقود، يمكنك اختيار سيارة هوندا Honda. ويعد هاتف iPhone XR من إنتاج شركة Apple أشبه بسيارة Civic بين الهواتف الذكية.

من المحتمل أن تتراوح خياراتنا في المستقبل القريب بين: الحصول على هاتف اقتصادي، أو شحن الهاتف بوتيرة أسرع. تعتبر تقنية الشحن السريع والأكثر ملاءمة هي الاستراتيجية الأمثل التي ينتهجها بعض المصنعين. كما تدعم الكثير من الهواتف في الوقت الحالي خاصية الشحن اللاسلكي، رغم قلة المقاهي والمكاتب وصالات المطارات التي توفر ذلك.

ومن ثم، هناك الشاحن نفسه. يمكن أن تتعلم شركة Apple، التي استخدمت نفس الشاحن الذي تصل قدرته إلى 5 واط منذ خمس سنوات، درساً من شركة Google، التي طرحت هواتف Pixel في الأسواق مزودة بشاحن تصل قدرته إلى 18 واط، وتزعم أنه يمكنك استخدام الهاتف لمدة 7 ساعات بعد شحنه لمدة 15 دقيقة فقط. قد يكون الشيء الوحيد الذي يبدو سيئاً تقريباً مثل نفاد الشحن، هو الانتظار لفترات طويلة عندما يكون الهاتف متصلاً بمصدر الكهرباء.

 

تحميل المزيد