هل تحن لألعاب الفيديو الكلاسيكية؟ لست وحدك.. حتى كبرى الشركات تستغل هذا الشعور من أجل الأرباح

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/02 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/02 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
رجل وفتاة يلعبان أتاري

سواء أن كنتَ قد استمتعت بلعب Tetris على Gameboy، أو قمتَ بالتدحرج السريع من خلال Sonic على جهاز Sega، أو كنت من بين هؤلاء الذين يحاولون تجاهل الأصوات الصاخبة القادمة من الغرفة المجاورة التي تمتلئ مساء كل إجازة أسبوعية بأصدقاء أخيك أمام شاشة التلفاز وأجهزة التحكم الكلاسيكية.. طالما أنك من جيل الثمانينات أو التسعينات، فإنك بالتأكيد سوف تتذكر وصول هذه النقلة المذهلة في عالم التسلية، إنها ألعاب الفيديو المنزلية.

كانت أجهزة الكمبيوتر قد وصلت إلى غرف المعيشة الخاصة بنا، وعلى الرغم من أن الكثير من عشاقه كانوا يحبون الحواسيب الجديدة وما تحمله من عوالم مذهلة، فإن أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية كان لها بريقها الخاص وقوّتها في السيطرة على عقول الأطفال والكبار، من خلال ألعاب مثل Street Fighter، أو Super Mario، أو ببساطة Pacman.

استمرت سوق منصات الألعاب في النمو على مر العقود الماضية، إذ تحاول شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم الحصول على جزء من الكعكة الخاصة بعالم الألعاب.

لكن ومع مرور ما يقرب من 20 عاماً في الألفية الجديدة، لا يزال اللاعبون المتحمّسون يعودون إلى الوراء للبحث عما يروي شغفهم وعشقهم. هذا الأمر جعل شركات الألعاب لا تكتفي بمنحهم ألعاباً جديدة وتقنيات متطورة فحسب، بل عادت هي الأخرى للوراء من أجل تحديث الكلاسيكيات الجديدة، وإعادة تقديمها لهؤلاء المتحمسين.

نينتندو تعود إلى ماريو وبوكيمون

تراهن شركة الألعاب الشهيرة نينتندو "Nintendo" هذا العام على أن اثنين من أكثر ألعابها المحبوبة – ماريو وبوكيمون – يمكنهما المساعدة في الوصول إلى هدفها المتمثل في بيع 20 مليوناً من منصاتها Switch.

قامت الشركة بهذه التنبؤات الجريئة في بداية السنة المالية، والآن بعد ستة أشهر، يبلغ عدد مبيعات منصة ألعاب Switch حوالي 5.07 مليون وحدة، وفقاً لأحدث البيانات المالية للشركة. وتأمل نينتندو في تحقيق دفعة كبيرة نحو تحقيق هدفها في فترة أعياد الميلاد، ولكن كما تلاحظ صحيفة The Verge المتخصصة، فقد باعت الشركة 7.23 مليون وحدة فقط خلال أعياد ميلاد عام 2017.

 ورغم أن وصول لعبة Fortnite أعطى اللاعبين الأصغر سناً سبباً وجيهاً لاقتناء هذه المنصة، فإن الشركة اليابانية تعتمد على جاذبية لعبة ماريو "Super Mario Party" التي صدرت شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولعبة بوكيمون "Pokémon: Let's Go! Pikachu/Let's Go! Eevee" التي من المقرر إطلاقها شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بالإضافة إلى لعبة "Super Smash Bros. Ultimate"، والتي ستنزل في الأسواق خلال ديسمبر/كانون الأول.

سوني تكشف عن قائمتها الكلاسيكية

وكانت PlayStation كشفت يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول عن قائمة الألعاب التي ستأتي مع وحدة التحكم الكلاسيكية، PS One Classic.

وفي حين أن القائمة تشمل العديد من الألعاب الكلاسيكية المفضلة، لكن لا يزال هناك عدد قليل من الفجوات الكبيرة في هذه المكتبة.

للرجوع إليها، إليك القائمة الكاملة:

Battle Arena Toshinden

Cool Boarders 2

Destruction Derby

Final Fantasy VII

Grand Theft Auto

Intelligent Qube

Jumping Flash!

Metal Gear Solid

Mr. Driller

Oddworld: Abe's Oddysee

Rayman

Resident Evil Director's Cut

Revelations: Persona

Ridge Racer Type 4

Super Puzzle Fighter II Turbo

Syphon Filter

Tekken 3

Tom Clancy's Rainbow Six

Twisted Metal

Wild Arms

الآن، وباعتراف الجميع، هناك عدد قليل من ألعاب الفيديو الفائزة هنا، مثل Tekken 3 ولعبة Twisted Metal ولعبة Metal Gear Solid.

لكن عندما يلقي البعض أكثر عمقاً، سيلاحظ عدم وجود لعبة مثل Castlevania، ولعبة Tony Hawk، ولعبة Suikoden، ولعبة Friggin 'Tomb Raider>

من المفهوم سبب عدم ظهور بعض ألعاب سوني الكلاسيكية، فعلى سبيل المثال، انتقلت كل من Crash وSpyro إلى مراكز العرض في شركة Activision. ولكن بالنسبة لبعض الألعاب الأساسية الأخرى، فإن استبعادهم هو مجرد حيرة كبيرة لعشاق هذه الكلاسيكيات.

تخيّل أن الأمر وصل إلى مرحلة الانتقادات لعدم نزول بعض الكلاسيكيات، رغم أن الشركة وفرَّت عدداً لا بأس به. هذا يعطي نظرة واضحة على مدى اهتمام الشباب بهذه الألعاب كثيراً. وربما السؤال الأقرب هنا: لماذا؟

ما سر هذا الحنين؟

"في حين أن هناك بالتأكيد عنصر النوستالجيا أو الحنين إلى الماضي، فمن المهم أن ندرك مدى جودة تصميم العديد من تلك الألعاب الكلاسيكية"، كما قال الصحافي التكنولوجي ومُجمِّع الألعاب القديمة KG Orphanides لموقع BBC البريطاني.

وأضاف: "كان لدى المطورين مساحة صغيرة جداً للعمل خلالها، إذ كان متوسط ​​سعة محرك الأقراص من نوع Sega Mega Drive أو SNES حوال 4 ميغابايت فقط، وقدرات محدودة للصوت والصورة".

لكن يبلغ متوسط حجم ​​اللعبة الآن 40 غيغابايت. هذه القيود لم تمنع المطورين من صنع بعض الألعاب التي لا تنسى.

هناك من لايزال يلعب ألعاباً مثل Nintendo GameCube وMario Sunshine وMario Kart Double Dash، ولا يمكن أن يقوم بوضع ألعاب الفيديو هذه على الرف ونسيانها، على الرغم من مرور أكثر من 15 عاماً عليها.

بعض اللاعبين الهواة لم يتمكنوا من التحكم في أداة التحكم في جهاز Wii (منصة ألعاب نينتندو الأكثر حداثة)، كما أن منصات الألعاب القديمة هذه تتميز بأنها رخيصة.

منصات الألعاب الحديثة وألعابها مرتفعة الثمن بشكل لا يصدق. يمكننا بالطبع أن أفهم أن هناك الكثير من العمل الشاق المتعلق بالتصميم وغيرها من الأمور الفنية والتقنية، ولكن كيف يمكن لأي شخص أن يدفع 100 دولار في لعبة قد لا يتمتع بها ويجدها مملة لاحقاً!

جهاز تحكم كلاسيكي
جهاز تحكم كلاسيكي

بالنسبة للبعض، هذه فرصة كي يعرضوا على أطفالهم ألعاب الكمبيوتر التي نشأوا معها.

بغضّ النظر عن سبب رغبتك في الحصول على جهاز كلاسيكي، فأنت لست وحدك، وليس هذا مجرد نشاط تشاركه مع نفسك أو أسرتك في المنزل. لكن في بعض البلدان مثل بريطانيا، أصبح هناك مجتمع ضخم من لاعبي الألعاب الكلاسيكية في جميع أنحاء البلاد الذين يحبون مشاركة شغفهم.

على سبيل المثال National Videogame Arcade، الذي افتتح في مدينة نوتنغهام عام 2015، هو مركز لجميع الألعاب الكلاسيكية، الذي يرحب بآلاف الزوار كل عام.

أضف إلى هذا انتشار فكرة الحنين إلى الماضي عند الكثيرين، وتحوله إلى أداة تحدد الطريقة التي يشتري بها الناس ألعابهم.

المتجر الحقيقي وليس الافتراضي عبر الإنترنت لشراء الألعاب يضيف إلى مشاعر هؤلاء الأشخاص. هذا ما يريده الناس، الشعور بالحنين والقدرة على النظر في الألعاب.

واحدة من الشركات الأبرز في ثورة الألعاب، نينتندو، كانت دائماً نقطة جذب كبيرة هنا، لدرجة أنها أعادت إحياء بعض منصات ألعابها القديمة في أغلفة جديدة، لتقدم مجموعة من الألعاب في آلة واحدة.

كان جهاز NES Classic عام 2016 هدية مميزة من الشركة في عيد الميلاد، لكنها تركت المحبين محبطين عندما تجاوز الطلب العرض المتاح ثم توقف تشغيل الجهاز في شهر أبريل/نيسان.

وفي عام 2017، أعادت الشركة نظام SNES مرة أخرى بنفس الصيغة وتعهدت بعدم ارتكاب نفس الخطأ. كما أعلنت شركة أتاري "Atari" إنشاءها وحدة تحكم جديدة، بعد مرور 40 عاماً من نظام الفيديو الرقمي الأصلي.

تحميل المزيد