أثارت الموسوعة الإلكترونية ويكيبيديا جدلاً كبيراً عندما فشلت في إنشاء صفحة لعالمة حازت على جائزة نوبل للفيزياء ؛ لأن الموسوعة صنفتها "غير مؤهلة" لإنشاء صفحة خاصة بها.
وبعد إعلان الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم في ستوكهولم عن جائزة نوبل للفيزياء هذا العام، لم يكن هناك نتائج بحث على الموسوعة عن عالمة الفيزياء الكندية دونا ستريكلاند على ويكيبيديا لنحو ساعة ونصف.
ويؤكد هذا التغاضي على تهميش النساء في العلوم والتحيز القائم على الجنس في موسوعة ويكيبيديا، وفق ما نشرت صحيفة The Guardian.
"عذراً.. هذه المعلومات لا تبيّن أن الشخص مؤهل لإنشاء صفحة"
ستريكلاند تعمل أستاذة مشاركة في الفيزياء وعلم الفلك بجامعة ووترلو، وهي رئيسة سابقة للجمعية البصرية؛ ومع ذلك، حينما حاول أحد مستخدمي موسوعة ويكيبيديا إنشاء ملف تعريف لها خلال مارس/آذار الماضي، رفض أحد مشرفي الموسوعة إنشاء الصفحة.
وذكر مشرف Wikipedia: "هذه المراجع والمعلومات المقدمة لا تبيّن أن الشخص مؤهل لأن يصبح موضوعاً لأحد مقالات موسوعة ويكيبيديا".
تجاهلٌ أثار ردود فعل عامرة وسط محرري الموسوعة
ومع ذلك، سارع مجتمع ويكيبيديا فور إعلان الثلاثاء إلى إنشاء صفحة عن ستريكلاند وتضمينه أقساماً حول بحوثها وسيرتها الذاتية والجوائز التي حصلت عليها.
ولو اطلعت على صفحتها اليوم لوجدت أنه تم تعديلها لآخر مرة يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وبالرغم من ذلك، فإن التقدير المتأخر الذي حظيت به ستريكلاند يتناقض مع التقدير والاهتمام اللذين حظي بهما زميلها جيرارد مورو -الذي شاركته الجائزة- والذي يحظى بصفحة خاصة ضمن موسوعة ويكيبيديا منذ عام 2005.
حتى جائزة نوبل للفيزياء تمت مشاركتها مع ذكور
اقتسمت ستريكلاند الجائزة مع مورو وآرثر آشكن لأبحاثهم حول الليزر النابض، الذي يحظى بالريادة في مجال جراحات الآلات الدقيقة والليزر.
وأدى اختراعهم لتضخيم النبضات المتكسرة في مختبر علم الطاقة بالليزر في روشستر، إلى تطوير مجال النبضات فائقة القصر ذات الكثافة العالية من أشعة الضوء، يمكن استخدامها في عمليات الليزر الدقيقة والجراحة ودراسات العلوم الأساسية، ومجالات أخرى.
وتعتبر ستريكلاند أول امرأة تحصل على هذه الجائزة منذ أن حصلت عليها ماريا جوبرت ماير عام 1963. وكانت ماري كوري أول امرأة تحصل على الجائزة عام 1903.
وبدت ستريكلاند متفائلة بشأن بطء الاعتراف بإنجازات العلماء من النساء، وتحدثت إلى الصحافة الكندية قائلة: "ينبغي ألا نتجاهل حقيقة أننا نتقدم للأمام. دائماً ما نتقدم".
ودعوات لمراجعة لجنة نوبل سجلها مع النساء العالمات والمؤثرات
ويتزايد اعتراف لجنة نوبل بسوء سجلاتها حول العلماء من النساء. ففي العام الماضي، كان جميع الفائزين بالجائزة من الرجال. وذكر جوران هانسون، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة نوبل، في ذلك الوقت: "نشعر بخيبة الأمل بسبب عدم حصول المزيد من النساء على الجائزة. واعتقد أن هناك العديد من النساء اللاتي يستحققن الحصول على الجائزة".
أدى فوز ستريكلاند إلى إثارة النقاشات حول قلة الحائزين على جوائز العلوم من النساء. فعلى مدار 117 عاماً منذ بداية منح الجائزة، فازت 50 امرأة من بين 923 مرشحة للحصول على الجوائز. وقد أعربت ستريكلاند عن أملها بأن يكون فوزها بمثابة نقطة تحول للعلماء من النساء اللاتي يسعين وراء المشاركة في مجال البحوث.
لكن ستريكلاند متفائلة ونصيحتها للمرأة"استمري فيما تقومين به"
وأخبرت ستريكلاند عالمة شابة خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد في أعقاب إعلان فوزها بالجائزة: "إذا ما اختلف شخص ما معك في الرأي، عليكِ أن تدركي أنه مخطئ وأنك على حق وأن تستمري فيما تقومين به. هذا هو أسلوبي في التفكير".
وسلطت الجائزة الضوء أيضاً على التحيز الجنسي في موسوعة ويكيبيديا، حيث إن 16% فقط من المحررين المتطوعين بالموقع الإلكتروني من النساء، و17% من المقالات حول للشخصيات البارزة مخصصة للنساء.