بينها فلاش الكاميرا وقرص الهاتف وآلة الكتابة.. أصواتٌ مألوفة ستختفي قريباً من عالمنا

من طبيعتنا سواء كنَّا كُتّاباً، أو مُشرِفين، أو مُصمِّمين، أو مستخدمين، أن نولي اهتماماً كبيراً للمظهر والإحساس الذي تكتسبه الأشياء نتيجة عمليات التصنيع وتصميم واجهات الاستخدام، والذي يجعلها تُحفَظ بعنايةٍ في المتاحف والكتب وغيرها من وسائط الحفظ المستدام. أما بالنسبة للأصوات، فهي تبدو متاحةً لنا إلى حدِّ أننا لا نكترث بتوديعها وداعاً لائقاً

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/11 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/11 الساعة 16:58 بتوقيت غرينتش

إن من طبيعتنا سواء كنَّا كُتّاباً، أو عمالاً ومهندسين، أو مُصمِّمين، أو مستخدمين، أن نولي اهتماماً كبيراً للمظهر والإحساس الذي تكتسبه الأشياء نتيجة عمليات التصنيع وتصميم واجهات الاستخدام، والذي يجعلها تُحفَظ بعنايةٍ في المتاحف والكتب وغيرها من وسائط الحفظ المستدام. أما بالنسبة للأصوات، فهي تبدو متاحةً لنا إلى حدِّ أننا لا نكترث بتوديعها وداعاً لائقاً، حسب مجلة Fast Company الأميركية.

اسمع هذه الأصوات واخبرنا برأيك

"يبدو أن المعلومات البصرية تُهيمن على حياتنا، وأن الصوت يلعب دوراً ثانوياً. أردنا تغيير ذلك النمط. يجمع الناس عادةً لوحاتٍ، ورسوماتٍ، وقطعاً كلاسيكيةً من تصميمات المنتجات أو المنحوتات، ويضعونها في المعارض والمتاحف. لكن قليلين جداً هم من يقومون بدور القيِّمين على حفظ الأصوات".

دانيال تشان وجان ديركسن

الأصوات المهددة بالإختفاء من عالمنا

تشان وديركسن هما الثنائي الألماني الذي يقف وراء موقع Conserve the Sound، وهو أرشيفٌ للأصوات "المُهدَّدة" بالاختفاء من عالمنا. أغلب تلك الأصوات هي أصواتٌ لتكنولوجيات قديمةٍ، تتخلَّلها من وقتٍ لآخر أصواتٌ لحِرَفٍ يدويةٍ، فتجد صوت آلة خض اللبن المعدنية بجانب صوت جهاز "ووكمان" من شركة Sony.

وجرّب سماع هذه الأصوات أيضاً

ويُعتَبَر الموقع الذي أُنشِئ في عام 2012 مكتبةً غنيةً بالصور وبملفات الأصوات بصيغة MP3، لأشياءٍ جُمِعَت من العُلِّيَات في المنازل ومن المتاحف الصناعية على حدٍّ سواء، لتوثِّق الضوضاء الناجمة عن استخدامها: مثل صوت النقر النقي للآلة الكاتبة من نوع Olivetti الذي أنتجته شركة Ettore Sottsass في الستينيات، والزنة التي تُحدِثها ماكينات الحلاقة من نوع Braun، والصرير العميق للاب توب iBook من تصميم جوني ايف في أواخر التسعينيات. لو أنك نشأت في الثمانينيات والتسعينيات ستبدو لك أغلب المعروضات اختراعاتٍ قديمةً، أكثر مما ستُشكِّل لك ذكرياتٍ مألوفةً. لكنك حين تمر على قطعةٍ من زمنك (بالنسبة لي كانت تلك كاميرا Polaroid في مطلع الألفية) سيبدو لك الأمر مألوفاً بشكلٍ مذهلٍ.

يرى الثنائي الذي يملك وكالةً إعلاميةً تحمل اسم تشانديركسن أن امتلاك العلامات التجارية للأصوات يُصبح أهم، وقد قامت شركة Apple في بدايات عصر الهواتف الذكية بتصميم مُحاكاةٍ لخياطةٍ جلديةٍ وملمسٍ ورقيٍ في الإصدارات المبكرة من نظام التشغيل iOS لتساعد الناس على فهم كيفية استخدام تطبيقاتها. أضافت الشركة كذلك محاكاةً صوتيةً مثل صوت انزلاق فيلم الكاميرا في تطبيق الكاميرا بالهاتف. غير أن هذا الصوت لا يُمثِّل أيَّ معنى للمستخدمين الأصغر سناً، وتدريجياً سيزول المعنى الذي يحيلنا إليه من ذاكرتنا الجمعية، تاركاً الصوت ليُصبح وكأنه شعارٌ صوتيٌ يُعبر عن تطبيقٍ أو نظام تشغيلٍ بعينه، لا عن كاميرا ميكانيكية قديمة، حسب المجلة الأمريكية.

وعاجلاً أم آجلاً ستصبح كل الأصوات التي تُحدِثها التكنولوجيا مُضافةً بالكامل لها، وليست مُرتبطةً بالتروس والقطع الميكانيكية التي تتكوَّن منها لتُشكِّل تجربة الاستخدام، حينها سيكون على المُستخدمين زيارة موقع Conserve the Sound ليسمعوا الصوت الذي بدا عليه العالم قبل المُعالجات المتناهية الصِغر، وشاشات اللمس.

علامات:
تحميل المزيد