علماء أعصاب يقولون إن شركة آبل تتسبَّب في استثارة ردود فعل «دينية» في أدمغة معجبيها

كثيراً ما تحدَّث الناس عن "طائفة آبل"، وإذا كان الفيلم الوثائقي الأخير الذي بثَّه تلفزيون BBC قابلاً للتصديق، فقد نجد فيه شيئاً.

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/10 الساعة 17:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/10 الساعة 17:35 بتوقيت غرينتش

كثيراً ما تحدَّث الناس عن "طائفة آبل"، وإذا كان الفيلم الوثائقي الأخير الذي بثَّه تلفزيون BBC قابلاً للتصديق، فقد نجد فيه شيئاً.

يبحث البرنامج التلفزيوني "Secrets of the Superbrands-أسرار كبرى العلامات التجارية" عن الأسباب التي تجعل كبرى شركات التكنولوجيا، مثل "آبل" و"فيسبوك" و"تويتر"، تحظى بمثل هذه الشعبية وتحتل هذا الجزء الكبير من حياة الناس، حسب موقع Digital Trends الأميركي.

في الحلقة الأولى، قرَّر أليكس رايلي، مُقدِّم البرنامج، إلقاء نظرة على "آبل". أراد استكشاف ما هو الشيء المميز في هذه الشركة الذي يجعل الناس عاطفيين جداً تجاهها. عَرَضَ لقطاتٍ من افتتاح متجر تابع لشركة كوبرتينو الكندية في حي كوفنت غاردن بوسط لندن في السنة الماضية (2017)، وأظهرت اللقطات جحافل من مهووسي "آبل" وهم يصطفون خارجاً على مدار الليل، في حين يشعل العاملون حماسة العملاء (وأنفسهم كذلك) في شكلٍ من أشكال الهياج الإنجيلي. أثارت هذه الحماسة شبه الدينية تفكير رايلي، وقرَّر أن يلقي نظرةً أقرب داخل رأس أحد مُتعصِّبي "آبل"؛ ليرى ما الذي يحدث بالداخل.

إنهم يُقدِّسون "آبل" بالفعل

اتصل رايلي بأليكس بروكس، مُحرِّر مدونة World of Apple، وهو واحدٌ من أولئك الذين يُقدِّسون "آبل" ويدّعي أنه يفكر في "آبل" 24 ساعة باليوم، وقد يكون أكثر بـ23 ساعة بالنسبة للناس العاديين. دَرَسَت مجموعةٌ من علماء الأعصاب مخ بروكس تحت جهاز مسح بالرنين المغناطيسي، ليروا كيف يتفاعل مع صور لمنتجات "آبل" ومنتجات الشركات الأخرى.

استجابة "دينية" لآبل

إنه الإيمان بـ"آبل".. هكذا يقول مسح الأعصاب

وطبقاً لعلماء الأعصاب، كشف المسح أن هناك فروقاً ملحوظة في ردود فعل بروكس تجاه المنتجات المختلفة. فيما سبق، درس العلماء أدمغة من يعتنقون الديانات، ووجدوا الآتي، حسب صياغة رايلي: "تستثير منتجات آبل النقاط نفسها في مخ بروكس التي تستثيرها الصور الدينية في مخ الفرد المؤمن".

غلاف عدد لصحيفة ايكونومست

المسيح ستيف جوبز والكنيسة هي متجر "آبل"

يقول أحد العلماء: "يشير هذا إلى أن العلامات التجارية العملاقة في عالم التكنولوجيا سخَّرَت أو استغلت مناطق بالمخ كانت قد تطوَّرت لتتعامل مع الدين". وفي لقاءٍ مع مطران باكينغهام، الذي يستعمل الآيباد لقراءة الإنجيل، تبيَّن أنه يؤكِّد هذا المُعتَقَد. وأشار إلى أن متجر "آبل" في حي كوفنت غاردن، على سبيل المثال، بُنِيَت فيه الكثير من الصور الدينية، مثل الأرضيات الحجرية، وانتشار الأقواس، علاوة على القليل من المذابح الكنسية (التي تُعرض عليها المنتجات). وبالطبع، لم يغفل الفيلم الوثائقي ذكر ستيف جوبز، واصفاً إياه بـ"المسيح".

متجر آبل وكنيسة

انتبه.. الشركات تسيطر على حياتنا

يبحث البرنامج أيضاً المواقع الشبيهة بفيسبوك، الذي شهد هذا النجاح الهائل في سنواتٍ قليلة. وقال رايلي: "مثل آبل، تُقدِّم لنا الهواتف الجوالة والشبكات الاجتماعية فرصةً للتعبير عن حاجتنا البشرية الأساسية في التواصل. وبالضغط على حاجاتنا الأساسية مثل الثرثرة، والدين، والجنس، تسيطر هذه الشركات على عالمنا بسرعة البرق". وأضاف مختتماً: "ليس المقصود هنا أن نقول إن التسويق البارع والابتكار التقني العبقري لا يلعبان دوراً مفصلياً هم أيضاً، لكن يبدو أنك إذا كنت لا تُقدِّم خدمةً من المُحتَمَل أن ترعى انتباه كل فرد من الـ6.9 مليار بشري على الكوكب، فإنك لن تصبح أبداً إحدى العلامات التجارية العملاقة في عالم التكنولوجيا".

علامات:
تحميل المزيد