عملاء iPhone "آيفون" قد يضطرون إلى انتظار هواتفهم الجديدة فترة أطول، بعد أن هاجم فيروس مصنعاً تابعاً لأكبر شركة في العالم لتصنيع رقائق الكمبيوتر.
فقد أبلغت الشركة المسؤولة عن تصنيع رقاقات هاتف آيفون، الذي تنتجه شركة آبل، أنها تعرضت إلى هجمات سيبرانية ضخمة، مما يعني أنها قد تتأخر في تسليم رقاقات آيفون الجديد.
وقالت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة "Taiwan Semiconductor"، أو "TSMC"، إنها ما زالت تحاول التصدي لهذا الفيروس، ما كلّفها صرف المزيد من الأموال، فضلاً عن تأخر عملية الشحن.
أمر لم يحدث من قبل.. كيف دخل الفيروس إلى هذه الشركة العملاقة؟
"لقد فوجئنا بما حدث وصُدمنا"، هكذا قال الرئيس التنفيذي للشركة التايوانية.
وأضاف: "لقد قمنا بتركيب عشرات الآلاف من الأدوات من قبل، وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا".
واعترفت الشركة التي تعد أكبر الشركات المصنعة لأشباه الموصلات في العالم، يوم الإثنين، أنها اضطرت إلى إغلاق مصانع تصنيع أشباه الموصلات الخاصة بها، بعد دخول "فيروس الكمبيوتر" إلى أنظمتها.
ومن بين عملاء الشركة شركات عملاقة مثل آبل (Apple)، وأيه إم دي (AMD)، وكوالكوم (Qualcomm)، ونفيديا (Nvidia).
وقالت لورا، المسؤولة المالية الرئيسية للشركة في تصريح لوكالة بلومبرغ الأميركية: "لقد تعرضت TSMC للهجوم من قبل، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يؤثر فيها هجوم الفيروس على خطوط الإنتاج لدينا".
وتقول شركة TSMC إن الفيروس قد تم إدخاله عندما قام مزود بتثبيت برنامج مصاب بفيروس، دون إجراء فحص للفيروسات. ثم انتشر هذا الفيروس ، مما أثر على المرافق في تاينان وهسينشو وتايتشونغ.
ولكن مَن فعل ذلك، وما هدفه؟
"الصورة الجديرة بالثقة من TSMC طويلة الأجل تلوثت إلى حد ما، لكن من الصعب تحديد التأثير الآن"، حسبما قال مارك لي، المحلل في شركة سانفورد بيرنشتاين.
واستبعدت الشركة نظرية المؤامرة، وقال المدير التنفيذي للشركة التايوانية، إنه يعتقد أن الفيروس لم يتم إنشاؤه خصيصاً لاستهداف شركته، ولم يطلب أي شخص من أحد دفع فدية مقابل التخلص من الفيروس .
ورفضت الشركة التعليقَ على التأثير على العملاء الفرديين.
وأكدت الشركة أن المعلومات السرية للشركة لم يصبها أي ضرر، وأن مصانعها لم تُصب خلال عملية القرصنة.
وقالت TSMC إن الفيروس الذي أجبرها على إغلاق مصانعها كان شكلاً مختلفاً من WannaCry.
والبرمجية الخبيثة سيئة السمعة "WannaCry"، هي التي ضربت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، NHS، خلال السنة الماضية.
وصرَّحت الشركة التايوانية، أن تلك الهجمات ستؤدي إلى انخفاض إيرادات الشركة في الربع الثالث من هذه السنة بنسبة 3%. في المقابل، أفادت الشركة أنها واثقة من أنها ستتدارك هذا التراجع خلال الربع الأخير من السنة.
والسؤال الذي يشغل العالم هل يتأثر إطلاق iPhone 9؟
وجاءت هذه الهجمات السيبرانية على الشركة قبل أسابيع من إعلان شركة آبل عن أحدث إصداراتها من هاتف آيفون الجديد iPhone 9، المقرر الإعلان عنه خلال شهر سبتمبر/أيلول 2018.
ولم تُفصح الشركة عن أثر تلك الهجمات على شركة آبل، أو الشركات الأخرى. ومن جانبها، لم تطلب آبل توضيحاً فورياً للوضع، حسب صحيفة The Independent البريطانية.
وتصنع شركة TSMC الرقاقات لعدة شركات أخرى إلى جانب شركة آبل.
وليس من الواضح كم عدد أيام الإنتاج الضائعة التي تسبَّب فيها الفيروس لشركة TSMC، ولا التأثير الذي سيحدث لآبل بسبب أن TSMC هي الشركة الوحيدة المصنعة لرقائقها المخصصة، مع توقع تقديم أجهزة iPhones الجديدة في الخريف.
وفي مايو/آيار 2018، بدأت الشركة في تصنيع شريحة A12 لآبل، التي من المتوقع استخدامها في خط iPhones لهذا العام، وهي أول من يستخدم عملية 7nm الجديدة، التي من شأنها أن تجعل الرقائق أصغر وأسرع كفاءة.
وفِي حين يتحدث البعض عن أن إغلاق المصانع مؤقتاً قد يعني تأخر الموجة التالية من أجهزة iPhones، فإن كثيراً من المحللين لا يتوقعون تأثر إنتاج شرائح A-series القادمة، أو أي من أجهزة Apple الجديدة الأخرى القادمة، حسب موقع the inquirer.
وقالت شركة KGI للأوراق المالية، إنه في حين أن بعض شحنات شركة TSMC ستتأخر، فإن التأثير على الإطلاق القادم لـiPhone سيكون محدوداً، لأن "سلسلة الإمداد الأولية تعمل عادة على التعامل الاحترازي مع هذه الحوادث، وتصنيع فوائض من الشرائح خلال المرحلة الأولية".