لن يسافر رواد الفضاء وحدهم بعد اليوم، سيرافقهم “سايمون” المستوحى من حرب النجوم

أول مساعد رواد فضاء طائر سيعمل في محطة الفضاء الدولية وزنه 5 كيلو غرام بحجم الكرة، ..يتحدث ويرى ويفهم مشاعرك!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/28 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/31 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
سايمون

وزنه 5 كيلوغرامات، ويصل قُطره إلى 32 سنتيمتراً، بحجم الكرة لكنه سيُغير حياة رواد الفضاء من اليوم فصاعداً، فالروبوت سايمون ذو الوجه البشوش سيرافق الرواد ليلبّي احتياجاتهم، ويساعدهم في أغراضهم البحثية، وبذلك يكون أول روبوت مساعد لرائد الفضاء.

ولن تكون المهمة الفضائية الجديدة "هورايزنس- فيسن فور مورغن (معرفة لأجل الغد)"، التي انطلقت في السادس من شهر يونيو/حزيران الحالي، إلى المحطة الفضائية الدولية، ذات أهمية خاصة بالنسبة للألمان، بسبب قيادة رائد الفضاء ألكسندر غيرست للمحطة لفترة، كأول ألماني يحظى بتحمل هذه المسؤولية فحسب، بل لأن سايمون الألماني سيشارك في المهمة.

ويعتبر سايمون الذي سيصاحب رائد الفضاء غيرست، أول نظام مساعدة مستقل طائر، مصمم لمساعدة رواد في مهامهم اليومية على محطة الفضاء الدولية، وسيكون أول شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي في مهمة فضائية على المحطة، التي من المتوقع أن يصلها عبر مهمة شحن فضائية لشركة "سبيس أكس" الأميركية، في التاسع والعشرين من شهر يونيو/حزيران الحالي.

سايمون.. يتحدث ويرى ويفهم مشاعرك

هذا هو سايمون.. يسمع ويرى وحتى أنه يفهم مشاعرك
هذا هو سايمون.. يسمع ويرى وحتى أنه يفهم مشاعرك

ويستطيع الروبوت الذي صُنع لصالح المركز الألماني للطيران والفضاء، وبتمويل من الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة، التحدث والرؤية والسماع والفهم، وإيجاد معلومة معينة، والتعرف على المشاعر وأمزجة رائد الفضاء غيرست، وتشغيل الموسيقى عند الطلب منه، بحسب مطوريه، الذين أوضحوا أنه روبوت يحتاج إلى تدريب، ولا يتعلم من تلقاء نفسه.

صُنع سايمون، الذي جاء اسمه اختصاراً لـ(The Crew Interactive MObile companioN- المرافق التفاعلي المتحرك للطاقم) عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويتكون من المعدن والبلاستيك، عيناه عبارة عن كاميرتين، ويحتوي على كاميرا إضافية للتعرف على الأوجه، ويضم كاميرتين جانبيتين للتوثيق بالفيديو، من بين مهام أخرى.

وتحل 7 ميكروفونات مقام "أذانه"، لالتقاط مصدر الأصوات، إلى جانب ميكرفون اتجاهي للتعرف على الصوت بشكل جيد. أما فمه فهو عبارة عن مكبر صوت يستعمل للتحدث أو تشغيل الموسيقى.

ويستطيع سايمون الدوران والتحرك بمختلف الاتجاهات عبر 14 مروحة داخلية، وهكذا يمكنه الالتفات لرائد الفضاء عندما يتم التحدث إليه، أو الإيماء أو هز "رأسه"، واللحاق برائد الفضاء باستقلالية أو عبر توجيه أوامر له.

وصُممت أبعاد وجهه بشكل متوافق مع الوجه البشري.

ولن يحتاج غيرست لاستخدام يديه في التعامل معه، بل يمكن التواصل معه والوصول إلى البيانات والصور صوتياً، علماً أنه سيعمل كقاعدة بيانات معقدة تضم كل المعلومات اللازمة للعمل على محطة الفضاء الدولية.

ويعتقد مطوّروه أن علاقة العمل والزمالة والحوار مع الروبوت ستساعد في تخفيف توتر رواد الفضاء، وتحسن كفاءة العمل في الوقت نفسه، كما ستساعد في تعزيز الأمان، لإمكانية عمله في المستقبل كنظام إنذار مبكر في حال طرأت مشكلات تقنية.

مَن صاحب فكرة تصنيع سايمون؟

سايمون وزنه 5 كغ
سايمون وزنه 5 كغ

سايمون مهيأ للطيران في ظل انعدام الجاذبية، لذا كان موجوداً على منصة زجاجية في جناح "آي بي إم" بمعرض سيبيت (من 11 إلى 15 يونيو/حزيران)، أكبر معرض تكنولوجيا في العالم بمدينة هانوفر الألمانية، الذي زاره "عربي بوست". كان يغمز للزوار الذين اجتمعوا حوله تارة، ويغلق عينيه تارة أخرى، فيما تشرح موظفة في شركة آي بي إم مزاياه للزوار.

وعن الكيفية التي بدأ بها هذا المشروع، قال ماتياس بنيوك، مدير مشروع في برنامج واتسون للذكاء الاصطناعي لدى شركة "آي بي إم"، إنه كان لدى شركة إيرباص فكرة توفير مساعد لرواد الفضاء، وتوجهت بها إلى المركز الألماني للطيران والفضاء وشركة "آي بي إم" لتنفيذه، موضحاً أن هذا المشروع صُمم لأجل هذه المهمة الفضائية، وتم تدريب وتكييف الروبوت مع رائد الفضاء غيرست، فيمكنه التعرف على وجهه، على سبيل المثال، أو صوته.

وعمل فريق من قرابة 50 شخصاً من المركز الألماني للطيران والفضاء وشركة "آي بي إم" وإيرباص وجامعة لودفيغ ماكسمليان في ميونيخ، منذ شهر أغسطس/آب 2016، على تنفيذ هذا المشروع.

وعمَّا إذا كانت هذه النسخة النهائية من هذا الروبوت، قال بنيوك في لقاء مع عربي بوست خلال معرض "سيبيت"، إن "سايمون" يعد نموذجاً أولياً وأداة عرض عملية للتكنولوجيا الفضائية، وإنه يفترض بالروبوت أن يثبت في البداية أن التكنولوجيا تعمل، كشأن اتصاله بالحوسبة السحابية الخاصة بـ"آي بي إم"، أو خادم نظام واتسون للذكاء الاصطناعي الذي يرتبط به.

وكان بنيوك قد شرح في برنامج "تيرا أكس" العلمي على القناة الألمانية الثانية أن "دماغ" سايمون سيتواجد على الأرض في الفترة الحالية، في خدمة الحوسبة السحابية في "آي بي إم"، لكنهم يحاولون إرسال "الدماغ" إلى محطة الفضاء الدولية، لتكون مشاركته في مهام فضائية إلى القمر أو المريخ وما بعدهما ممكنة مستقبلاً، متوقعاً أن تكون تلك إحدى الخطوات التالية.

وبإمكان الروبوت التعرف على وجه غيرست كيفما كانت وضعية جسده، نظراً لأن غيرست سيعمل في منطقة تنعدم فيها الجاذبية، في الوحدة الأوروبية "كولومبوس" في محطة الفضاء الدولية، التي يصل حجمها لملعب كرة قدم، وتكلفتها إلى 150 مليار دولار.

وبين بنيوك، المشرف على جانب الذكاء الصناعي خلال عملية تطوير سايمون، أن الروبوت حر الطيران، بفضل نظام طيران طوَّرته إرباص، وبإمكانه مساعدة رائد الفضاء في مختلف التجارب، بالطيران إليه، فيسأله رائد الفضاء ما هي الخطوة التالية مثلاً، أو ما هي الأداة التي يجب عليه استخدامها، أو حتى أسئلة معقدة كسبب استخدام مادة التفلون مثلاً في تجربة وليست مادة أخرى.

لماذا تأخر تصنيع روبوت كهذا حتى الآن؟

وحتى أنه يغمز بعينيه كل من يقترب منه
وحتى أنه يغمز بعينيه كل من يقترب منه

وتحدث "بنيوك" عن إمكانية توفير الوقت من خلال "سايمون" لإمكانية إنجاز المهام بشكل أسرع، إذ لن يتوجب على رائد الفضاء إنجاز المهام اليدوية بنفسه، وإمكانية توظيفه أيضاً ككاميرا متنقلة، وذلك عوض تركيب رواد الفضاء الكاميرات وضبطها وتصوير التجارب، بل إعطاء سايمون الأوامر الصوتية بالتوجه للأعلى والاستدارة 30 درجة لليمين مثلاً، وفتح الكاميرا وتسجيل الفيديو.

وتم تجريب "سايمون" على الأرض في جهاز محاكاة حاسوبي، وتجربته في رحلة طائرة في التاسع من شهر مارس/آذار الماضي، في مدينة بوردو الفرنسية، خُصصت لإجراء التجارب العلمية، وصلت فيها لمنطقة تقارب انعدام الجاذبية، كي تتم محاكاة طيران "سايمون" على مركبة الفضاء الدولية، وضبطه، والنظر في قدرته على التوجه.

 

وعندما سأله عربي بوست عن السبب الذي جعل سايمون أول روبوت من هذا النوع حتى الآن، قال "بنيوك" إن التقنية لم تكن قد وصلت إلى حد يمكنهم من توحيد مكوناته.

وعن الشخصية التي ألهمتهم لصنع هذا الروبوت، قال "بنيوك" إن الفكرة الأصلية جاءت من سلسلة الكوميكس "كابتن فيوتشر (فارس الفضاء بالدبلجة العربية)" المُنتجة في العام 1978، حيث كانت تضم شخصية "دماغ طائر" يُدعى البروفسور سايمون، أما قدوته الشخصية فهي شخصية "آر تو دي تو" في فيلم حرب النجوم.

ومن المعروف أن سلسلة "كابتن فيوتشر" مفضلة لدى رائد الفضاء الألماني غيرست.

ميركل تحدثت عنه خلال توديع رائد الفضاء الألماني

وكانت المستشارة الألمانية ميركل قد "قابلت" سايمون خلال معرض برلين للطيران، في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي.

وتحدثت عنه في الفيديو الذي ودعت فيه ألكسندر غيرست، قبل انطلاقه في مهمته الفضائية، علماً أن غيرست يشارك في مهمته الفضائية الثانية، بعد أن سبق أن صعد للمحطة الفضائية الدولية في العام 2014.

 

علامات:
تحميل المزيد