تريد أن تمتلك عملات بتكوين؟.. هذا الهاتف سيصدر قريباً وهو يستند على تكنولوجيا البلوكشين!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/04 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/04 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش

تخيَّل أن ترسل الأموال إلى والدتك كما ترسل لها صورة "صباح الخير" أو فيديو على تطبيق واتساب.

هذه الثورة التكنولوجية قادمة لا محالة، وكل ما تحتاجه أجهزةٌ تلبي احتياجات التعامل مع العملات الرقمية مثل بيتكوين.

هاتف جديد من HTC يعِد مستخدميه بتخطي عقبة السعة والقدرة المحدودة للهواتف الذكية، ويحرر المستثمرين الرقميين من الجلوس مطولاً أمام مكاتبهم.

لنفهم أولاً طريقة عمل هذه العملات ومستلزماتها

تتم هذه المعاملات عبر معادلات الـBlockchain أو بلوك تشاين المعقدة. ولكنها تستهلك طاقة الحواسيب، وتصيبها بالتلف سريعاً؛ لذلك فتداولها يحتاج إلى جهاز حاسب قوي.

لحسن الحظ، عادة ما يكون لدى التكنولوجيا الحل. شركة HTC كانت سباقةً في ذلك الأمر، وأعلنت أخيراً عن هاتف Exodus الذي يعمل بنظام أندرويد، لكنه متخصص في تعدين العملات المشفرة.

وقبل أن ننتقل لشرح صفات الجهاز نتوقف قليلاً عند التعدين

التعدين هو عملية حسابية معقدة، هدفها التدقيق والتوثيق وتسجيل العمليات التي تجري بين مَحافظ العملات الإلكترونية. هذه العمليات تنتج معادلات حسابية مشفرة، يقوم المعدِّنون بممارسة قوة تقاس بالـHash.

كل من لديه قدرة "هاش" عالية يكون الأوفر حظاً في فك الشيفرة؛ ومن ثم يحصل على مكافأة قيمتها عدد معين من الكوينات، وهذا العدد يسمى "بلوك". ويقوم جميع المعدِّنين المشاركين بتسجيل وتوثيق هذه العملية فيما صار يُعرف الآن بالـBlock Chain.

لذا، فإن الـBlockchain هي قاعدة بيانات مفتوحة تعمل بشكل غير مركزي، وتُستخدم كسجل معلومات للعملات الافتراضية، التي ليس لها وجود مادي.

والآن نشرح أكثر ما هو عمل البلوكتشين

نجحت الأنظمة المتاحة عبر الإنترنت، مثل سكايب ومواقع تبادل الصور، في خلق ثقة تامة بين الطرفين المتلقي والمرسل، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمال، فغالباً ما يوجد طرف ثالث لتنظيم هذه الحوالات وعمليات الدفع.

لكن نظام بلوكتشاين يتحدى السائد بطريقة جديدة كلياً. وعبر التشفير والرياضيات، يفتح نظام بلوكتشين قاعدة معلومات مفتوحة لا مركزية لأي معاملة تحمل قيمة داخلها، وضمن ذلك مال، بضاعة، عقارات، عمل، وحتى أصوات انتخابية.

أي، بعبارة أخرى، ابتكار سجل يقدم معلومات يمكن التأكد من صحتها وسلامتها من قِبل المجتمع بأكمله.

لذا، يمكن إجراء المعاملات مباشرة بين أي طرفين والاستغناء عن خدمات الطرف الثالث.

لا يوجد حصر لطرق استخدام هذه التقنية، فهي بلا حدود وتعتمد فقط على الحاجة الإنسانية لها والمخيلة. يتوقع البعض أن تصبح الطريقة المستقبلية في لمِّ الضرائب، وفي إرسال الأموال مثلاً من المغتربين لذويهم الموجودين في دول يصعب الوصول فيها إلى مؤسسات مالية أو ومصارف.

كما يتوقع الخبراء أن تتراجع نسبة الاحتيال المالي بصورة كبيرة؛ بسبب عدم وجود المعلومات لدى طرف ثالث أو حدوث المعاملات المالية من خلاله؛ وذلك لأن كل معاملة مالية أو غيرها يتم حفظها على دفتر حسابات عام يمكن الدخول عليها بمجرد توافر الإنترنت.

تخيَّل استخدامها في مجال العقود والوصايا التي تنفذ نفسها بنفسها، بتحكُّم من إرادة صاحبها فحسب، ويمكن تصوُّر وجودها كمنصة لحفظ أدلة على ابتكار أفكار كما براءات الاختراع.

ولأن الخدمة تحرر المستخدمين من الأطراف الثالثة، فهي ستكون -على الأرجح- الأكثر اعتراضاً لها؛ لأنها ستؤثر على وجود كيانات كبرى في عالم المال مثل البنوك نفسها والصرافين، قد تطيح هذه التقنية بالحاجة إليهم في المستقبل.

تحرُّر المال أيضاً من الطرف الثالث يعني صعوبة إدارته من قِبل الدولة أحياناً؛ بسبب الفرص الجديدة المتاحة، وقد تظهر منافذ ومصادر لتؤمِّن حاجات الناس بطريقة أرخص وأسرع تتخلى فيها عن الوسيط.

شاهد هذا الفيديو من منتدى الاقتصاد العالمي:

والآن.. تخيَّل هاتفاً قادراً على التحكم في هذا الكم الهائل من المعلومات

إذا كنت من هُواة تعدين العملات الرقمية، فبالتأكيد ستكون ضد قيام المواقع التي تزورها باستخدام حاسبك دون وجه حق في عمليات التعدين.

الحل الذي توصَّل إليه متخصصو أمن المعلومات مؤخراً، هو إضافات المتصفحات، Extension التي تمنع عمليات التعدين السري باستخدام حاسوبك.

لكن المدير الصيني في شركة HTC، فيل تشين، أحدث طفرة بارزة في طريق دخول الشركة إلى مجال العملات المشفرة. الأمر بالنسبة له ليس مجرد تسهيل الحصول على العملات المشفرة وحسب؛ بل إنه يطمح -بحسب قوله- إلى أن يحصل المستخدمون على مزيد من اللامركزية، فيصبح بإمكان كل شخص أن يكون لديه (تاريخ تصفُّحه، وبيانات هويته، ومَحافظه الإلكترونية وبريده الإلكتروني)، ويستطيع الحفاظ عليها دون الحاجة إلى تقنيات خاضعة للرقابة.

سيكون من بين مزايا الهاتف العمل كوحدة تخزين للمعلومات والبيانات، بشكل داخلي، باستخدام تقنية الـ Blockchain، وهو ما يوفر للراغبين استخداماً أكثر أماناً وخصوصية.

في الوقت نفسه، تحقق هذه المزايا طموحات فيل تشين، بالتعمق بشكل أكبر في اللامركزية، والاستغناء بشكل تام عن التقنيات الخاضعة للسلطات الحكومية.

ويشغّل تطبيقات متخصصة ويعمل كمحفظة دولية

من المنطقي أنك حينما تقرر البحث عن هاتف أندرويد جديد، يتركز بحثك على جودة الكاميرا، وسعة الذاكرة، وقدرة المعالجات الداخلية، لكن الأمر يختلف هنا.

الميزة المختلفة التي يقدمها هاتف EXODUS هي قدرته على تشغيل تطبيقات DApps، وهي تطبيقات أندرويد متخصصة في العمليات المتعلقة بكل ما يخص الـBlockchain، بداية من تعدين العملات مثل بيتكوين وإيثريوم، وصولاً إلى جعل الهاتف يعمل كمحفظة لهذه العملات، وانتهاءً بتخزين البيانات باستخدام تقنيات البلوك تشين.

كما يعمل الهاتف كمحفظة دولية، تمكِّن صاحبها من تداول العملات المشفرة، مع أي شخصٍ بأي بلدٍ في العالم، وهو ما سيمكّن أصحاب الهواتف من التداول، مقابل الأموال الحقيقية، وتحقيق الأرباح، دون بذل الجهد في عمل فعلي.

هاتف HTC ليس الوحيد الذي يدعم البلوك تشاين، فهاتف Finney smartphone الذي أطلقته Sirin Labs العام الماضي (2017)، يعد أيضاً بمثابة مَحفظة للعملات المشفرة، لكنه لم ينل الشهرة الكافية في البلدان العربية، ويمكن للراغب أن يحصل عليه بـ1000 دولار تقريباً.

سعر الهاتف غير معروف لكنَّ صاحبه بالتأكيد يدخل عالم الأموال

لم يتم الإعلان عن بيع الهاتف بشكل رسمي حتى الآن، وليس هناك أي تلميحات محددة عن السعر الذي سيتم طرحه، لكن الشركة أطلقت موقعاً إلكترونياً عبر هذا الرابط، ويمكن لمن يريد الحصول على الهاتف، أن يحجز من خلاله.

كما قدمت الشركة خياراً فريداً من نوعه للشراء؛ وهو أن الراغبين في الشراء سيستطيعون الدفع بالعملات المشفرة إذا أرادوا ذلك، وهو ما يعد تطوراً كبيراً في تاريخ التعاملات الرسمية بالعملات المشفرة بالعالم.

واستناداً لسعر المنتج المنافس، قد يكون الهاتف المطروح مرتفع الثمن بعض الشيء، لكن الأهم من ذلك أنه سيقدِّم لمالكه فرصة الدخول إلى عالم البلوك تشاين، والذي يتزايد وجوده أكثر فأكثر كل يوم.

وتفرض تقنية البلوك تشاين نفسها بشكل كبير على السوق العالمية، على الرغم من المشكلات الكثيرة التي أُثيرت حولها والعملات المعتمدة عليها، والتي لا تخضع فعلياً للتنظيم الحكومي، ولا تتبع بنكاً مركزياً في دولة ما.

مؤخراً، صارت هذه التقنية تدخل في الكثير من العمليات الإلكترونية بخلاف تعدين العملات، أي إن مالك الهاتف سيكون جزءاً من ذلك التطور القادم الذي سيشهده نشاط البلوك تشاين على مستوى العالم.