بمدينة خيالية في زمان ما، يعيش الإنسان مع الديناصورات. إطعامها والسيطرة على تكاثرها شرطان مطلوبان للعيش للسلام، لكن ماذا لو سهوت عن وجبة عشائها في ليلة ما؟ هذا هو ملخص لعبة "جوراسيك بارك Jurassic Park" الجديدة، التي تسلّم مفاتيح التحكم في هذه الحيوانات المنقرضة لكل من يهوى قصص الخيال العلمي، وسرح يوماً في شكل الكرة الأرضية قبل ملايين السنين، عندما كانت هذه الحيوانات تجول فيها وتصول.
ولكنّ فشل الأفلام المستوحاة من ألعاب الفيديو في الحفاظ على سحرها، أثار نقاشاً فنياً ساخناً خلال هذه السنة (2018). وكذلك الأمر، فشلت بعض ألعاب الفيديو في محاكاة نجاح بعض الأفلام المقتبسة عنها. إلا أن عالم "جوارسيك بارك Jurassic Park" المرعب يقدم لعبة تحاكي تصور وجود البشر مع الديناصورات في مكان واحد.. ولك أن تتخيل الأحداث والعواقب.
السر يكمن لدى المطورين، فتعاقد شركات الإنتاج مع مطورين لقاء أجر معين في فترة زمنية قصيرة يعني أن النتائج لن تكون مُرضية. وذلك عكس تسليم "الخبز للخباز" والتعاقد مع شركات إنتاج ألعاب محترفة تتيح للاعب التحكم في زمام الأمور وتحويل الفيلم إلى قصته الخاصة.
وهذا ما يعمل عليه استوديو Frontier Developments البريطاني، من خلال إطلاق لعبة مستوحاة من فيلم Jurassic World: Fallen Kingdom، المتوقع إصدارها في يونيو/حزيران 2018، تحت عنوان Jurrasic World Evolution.
ويشتهر الاستوديو بإنتاجه لعبة استكشاف الفضاء الملحمية Elite Dangerous، وهي تحديث جديد لإحدى أفضل الألعاب في ثمانينيات القرن الماضي.
وعلى نحو مغاير لجميع الألعاب المستوحاة من الأفلام، لا يمكن اعتبار هذه اللعبة بمثابة إعادة تصوير مبتذلة للفيلم نفسه؛ بل ستمثل محاكاة رقمية لإدارة المتنزه، الذي يحتوى، بطبيعة الحال، على الديناصورات.
خبرة الشركة مكَّنتها من إطلاق عالَم يكمّل الفيلم ولا ينقص حقه
ومنذ نجاح لعبة Rollercoaster Tycoon سنة 2003، التي ينشئ فيها اللاعب مدينة ملاهٍ من الصفر، تقوم شركة فرونتير بإنتاج ألعاب Theme-parc.
ولتحقيق ذلك، يخطط اللاعب لبناء أماكن التسلية وينشئ المرافق ويضع المسارات، ويعمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح المالية دون اقتراف أي خطأ. وفي حال سهوت عن تخصيص مبلغ كافٍ من أجل المراحيض، فقد يتبول العملاء على أنفسهم!
تعتبر لعبة Planet Coaster، التي أطلقتها شركة فرونتير سنة 2016، أقصى ما بلغته ألعاب المحاكاة التابعة لسلسلة Theme-parc من حيث الاحترافية.
فهي ممتعة ومليئة بالتحديات، فضلاً عن كونها صُنعت بطريقة ذكية وأسلوب طريف. لذلك، أصبحت استوديوهات Universal على يقين بأن شركة فرونتير قادرة على القيام بشيء رائع بفضل إمكاناتها الضخمة.
تخطيط المدينة والحياة مع مراعاة خطر الديناصورات المتجولة
كبير مصممي لعبة Jurassic World Evolution، آندي فليتشر، قال لصحيفة The Guardian، "شعرنا بأننا قادرون على إيفاء سلسلة أفلام Jurassic Park حقها. إننا نتمتع بخبرة واسعة؛ نظراً إلى تصميمنا ألعاب ثيم بارك. كما أننا نمتلك فريق رسوم متحركة متمرساً قادراً على تصميم نماذج متحركة رائعة للمخلوقات، حيث سبق له العمل على لعبة الحيوانات الأليفة الافتراضية Kinectimals ولعبة Zoo Tycoon".
وتحث لعبة Jurassic World Evolution على التفكير بشأن التخطيط الذي وضعه اللاعبون في Theme-parc، حيث إنها تقدم مزيجاً جيداً من الجولات، فضلاً عن طعام باهظ الثمن بعض الشيء، بالإضافة إلى تصميم يسمح للأشخاص بالتجول دون أن يضلوا طريقهم.
ورغم ذلك، يتم اعتماد الديناصورات كعنصر لإضفاء الفوضى على هذه اللعبة. وحتى عندما تسير الأمور بسلاسة وعلى نحو مربح، فإن وجود حيوانات مفترسة تعود لعصور ما قبل التاريخ، يعني أن الأمور قابلة للانحراف عن مسارها على الدوام.
والبطولة الحقيقية هي في إنقاذ الموقف وعدم تكرار الخطأ
وأضاف فليتشر أن "الأمور لا تسير على ما يرام في الأفلام، لكن الممثلين الأبطال يثبتون جدارتهم من خلال الأحداث. وذلك ما تجسِّده اللعبة؛ لأن الأمور ستسوء في نهاية المطاف. ويتعلق الأمر بكيفية العودة إلى الخلف وإنقاذ الموقف، والحيلولة دون اتخاذ الأمور منعطفاً خاطئاً في المستقبل".
وبعد اكتشاف التسلسلات الجينية اللازمة لاستنساخ الوحوش الخاصة بك، يمكنك دخول مختبر الديناصورات الخاص بك لإطلاق النجوم الذين سيستحوذون على اهتمام زوار المتنزه.
وبشكل مشابه لما يحدث في الأفلام، يحتاج الحمض النووي غير المكتمل إلى القليل من المساعدة لإكمال السلسلة؛ مما يدفعك لمحاولة ملء الفراغ، من خلال مراكمة الحمض النووي لتمساح أو أخطبوط أو أحد البرمائيات؛ وذلك لتعزيز مناعة الديناصورات ضد الأمراض، أو حتى تصبح شهيتها أقل.
ورعاية الديناصورات وتكاثرها مسؤولية اللاعب الأساسية
وفي كل مرة تنهي فيها السحلية الرهيبة فترة الحضانة ويتم إطلاقها خارج المختبر، تدور الكاميرا بشكل وُدي حول مشروعك، الذي يمثل إهانة موجَّهة للطبيعة الأم.
وتعتبر هذه البداية فقط، حيث يتوجب عليك إعداد المتنزه الخاص بك لإطعامهم، والحرص على توفير المساكن المناسبة. ويُضاف إلى قائمة مسؤولياتك؛ ضرورة توفير أعضاء آخرين من بني جنسهم؛ حتى يتسنى لهم تكوين روابط اجتماعية معهم. وعموماً، يتحتم عليك جعل هذه الديناصورات سعيدة.
ممنوعٌ إهمال الديناصورات أو الأسوار الكهربائية.. وإلا!
سيؤدي سَهْوُك عن الكائنات التي تعود لعصور ما قبل التاريخ، حتى وإن كان ذلك لفترة قصيرة، إلى حدوث عواقب شبيهة بما يحدث في أفلام Jurassic Park. ويمكن للحيوانات صعبة المراس، التي تشعر بالغضب والضجر، أن تفرَّ خارج المناطق المخصصة للرعي. وتزيد احتمالية حدوث ذلك في حال غفلت عن تشغيل الأسوار الكهربائية، وهو ما سينتج عنه مجموعة من الحيوانات الطليقة في المتنزه، مسبِّبة ذعر الأشخاص أو حتى قتلهم بدافع الغضب.
والدكتور إيان ملكوم صوت الضمير الحي
ولا يمكنك جني المال من خلال قتل زوار المتنزه والسماح للديناصورات بتولي زمام الأمور، وهو ما سيخبرك به جو هاموند بلا شك.
لذلك، عندما تقع مشكلة ما، يمكنك قيادة فريق من الحراس لإخضاع الوحش المرتبك والخائف، ثم نقله جواً إلى حقل أكثر أماناً.
وفي الوقت الذي تحاول فيه إبقاء المتنزه تحت السيطرة، يهمس لك الدكتور إيان ملكوم، لتذكيرك بأن كل ما تراه أمامك يعتبر ضد النظام الطبيعي. من جانبه، استعاد الممثل جيف غولدبلوم دوره كعالِم رياضيات محبوب للجميع، من خلال تقديم صوت الضمير الحي للاعب بينما يقوم بإنشاء المتنزه. وقد انضمت إلى غولدبلوم، برايس دالاس هوارد، التي تلعب دور "كلير ديرينغ" في أفلام "جوراسيك بارك"، والممثل بي دي ونغ، الذي يعود في شخصية عالِم الوراثة، الدكتور هنري وو.
ويضع هذا الجانب الواقعي لعبة Jurassic World Evolution في مقدمة أغلب ألعاب الفيديو المستوحاة من الأفلام، والتي عادة ما يتم إطلاقها إما بدعم ضئيل، وإما من دون دعم استوديوهات الأفلام.
غالباً ما تفشل الألعاب المستوحاة من الأفلام، ويعزى ذلك إلى أنها تحاول إعادة تصوير التجربة السينمائية مباشرة. أما لعبة Jurassic World Evolution، فتعتمد على نقاط قوة التفاعلية، ذلك أنه في معظم الأحيان تُهزم الألعاب أمام الأفلام حين يتعلق الأمر برواية القصص العظيمة، ولكنها وحدها الألعاب تسمح لك برواية قصتك الخاصة.
تجدر الإشارة إلى أن لعبة Jurassic World Evolution ستصدر على "البلاي ستيشن 4″ و"إكس بوكس ون" والحاسوب في 12 يونيو/حزيران 2018 (سعرها 55 دولاراً).