القوانين وضعت للبسطاء من أبناء الشعب، أما الباقي فغالباً هم فوق القانون.

هذه الشماعة أضحت لسان حال كل متكلم ليبي يعلق عليها أسباب تعثّر الثورة، بل وتعداها إلى شماعات أخرى تمثلت في أحزاب سياسية وشخصيات عامة في دول أخرى أحياناً لا تلعب دوراً محورياً في دولها، لا سيما في ليبيا.

القلبُ بئرٌ تختزنُ فيه كل أسرار النفس والحياة، لست معنياً بالشق عليه، والبحث والتنقيب عن مكنونات ما يخفيه صاحبه ويستره، عامِل الناس وفق ما أظهروه لك، وتقبَّل منهم ذلك برحابة صدر وسعة نفس وطيب خاطر.. تكن أسعد الناس.

صديقي يقول إنهم و43 سجيناً تونسياً وآخرين مصريين جاءوا جميعهم بمساعدات للنازحين وجميعهم صدر في حقهم حكم بالبراءة، إلا أن دولهم لم تطالب بهم جميعاً -كبلادي ليبيا تماماً- وهذا ما قاله المعتقلون التونسيون في فيديو مصور من داخل المعتقل بثته قناة "العربي".

وأرجح كمتابع للوضع في بلادي ليبيا نجاح مبادرة الجزائر، وصناعة نموذج يحتذى به يفوق اتفاق الطائف نجاعة لسببين اثنين: أولهما عاطفي (رغم أن السياسة لا تعترف بلغة الحب والكراهية والعواطف)، وثانيهما تحليلي مبني على استقراء للصراع في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

هذه الأفكار تجعلني عطشى، أحاول أن أمدّ يدي للكأس، ينزلق من يدي المرتعشة ويرتطم بالأرض الصّلبة، وأرتجف، هذه الكأس كانت أنا قبل بضع دقائق، كاملة. مثالية.. وجميلة.. يد غير مسؤولة جعلت منها جسماً يتشظّى فيجرح، ما يكسر لا يعود كاملاً، ما يكسر لا يعود كاملاً، قفزت هذه الجملة لرأسي وغزته فيما ملأت الدموع عيني وعاد كلّ شيء مغبشاً ومليئاً بالفوضى والضّجيج كما كان.

العاطفة هي مجموع المشاعر التي أُطلق عليها لقب إنسان؛ إنسان يعقل بعاطفته لا بفكره المتجرد من كل إحساس، هي ليست هوى، وليست انفعالاً لحظياً يزول…