على مدار تاريخ دورات الألعاب الأولمبية، الممتد منذ عام 1896 والذي شهد انطلاق أول نسخة صيفية في العاصمة اليونانية أثينا، نقش العديد من الرياضيين أسماءهم في التاريخ بفضل إنجازاتهم المذهلة.
منهم من فعل ذلك بسبب تحطيم أرقام قياسية ظلت مكتوبة باسمه لفترات طويلة، ومنهم من تمكن من تجاوزها وكسرها، والبعض حقق إنجازات غير مسبوقة في تاريخ الألعاب الأولمبية.
أشهر 10 رياضيين في تاريخ الألعاب الأولمبية
في هذه السطور نسـلط الضوء على أشهر 10 رياضيين في تاريخ الألعاب الأولمبية، بعدما حققوا نجاحات لافتة في في المحفل العالمي الذي يتفق الجميع حول أنه يعدّ مسرحاً هاماً للتميز والإبداع.
الكوبي تيوفيلو ستيفنسون (ملاكمة)
يُعتبر ستيفنسون أول ملاكم في التاريخ يحصد الميدالية الذهبية في رياضة الملاكمة في ثلاث نسخ متتالية وذلك في ميونخ 1972 ومونتريال 1976 وموسكو 1980، وهو رصيده الكامل من الميداليات.
الأمريكي جيسي أوينز (ألعاب القوى)
كانت المشاركة الوحيدة لأوينز في الأولمبياد حافلة بالإنجازات وبالجدل السياسي، فقد سافر العدّاء الأمريكي إلى برلين من أجل المشاركة في دورة 1936 التي أُقيمت في عهد أدولف هتلر في "بيئة مشحونة سياسياً" بسبب العنصرية تجاه أصحاب البشرة السوداء.
ومع ذلك حصد أوينز ذو الأصول الأفريقية 4 ميداليات ذهبية وذلك في سباقات 100 متر و200 متر، وبالوثب الطويل، أما الأخيرة فكانت في سباق التتابع 4 × 100 متر.
الرومانية نادية كومانشي (الجمباز)
أذهلت كومانشي العالم حين حصدت العلامة الكاملة في رياضة الجمباز (10/10) وذلك في دورة ألعاب مونتريال عام 1976، وكانت حينها في عمر 14 عاماً فقط، لدرجة أن لوحة النتائج لم تتمكن من تسجيل علامتها المكونة من 4 أرقام (10.00) لأن لم يكن يتوقع أحد أن يحدث ذلك.
في تلك النسخة حصدت كومانشي ثلاث ميداليات ذهبية وأضافت إليها اثنتين أخريين في دورة ألعاب موسكو 1980.
الألمانية بيرجيت فيشر (التجديف بالكاياك "المتعرج")
حصدت الرياضية الألمانية 12 ميدالية خلال مشاركاتها في ست دورات أولمبية مختلفة، 8 منها من المعدن النفيس بالإضافة إلى 4 فضيات.
وتُعد فيشر أصغر بطلة في تاريخ التجديف بالكاياك، حين نالت ذهبية المسابقة في دورة موسكو عام 1980 وهي في سن العشرين فقط.
ولم تشارك فيشر في ألعاب لوس أنجلوس 1984 بسبب مقاطعة بلادها للألعاب، ثم عادت في سيئول 1988 وبرشلونة 1992 وأتالانتا 1996 وسيدني 2000 لتجمع 6 ذهبيات.
واختتمت بيرجيت مشاركتها الأولمبية في أثينا 2004 وهي بعمر 42 عاماً، لتنال ذهبية سباق القوارب K4 500 متراً.
الأمريكي كارل لويس (ألعاب القوى)
يُعتبر لويس واحداً من أربعة رياضيين أولمبيين فقط فازوا بتسع ميداليات ذهبية أولمبية بالإضافة إلى فضية وحيدة، وهو ما وضعه في قائمة أعظم الرياضيين الأولمبيين على مدار التاريخ.
بدأت مسيرة لويس مع المعدن النفيس في أول مشاركة أولمبية له وذلك في دورة لوس أنجلوس عام 1984 وذلك في سباقات 100 متر و200 متر والقفز الطويل وسباق التتابع 4 × 100 متر.
وفي سيؤول 1988 دافع لويس عن لقبه في سباق 100 متر، وكذلك فعل في الوثب الطويل وقاد فريق التتابع الأمريكي للذهب، كما نال فضية سباق 200 متر.
وبعد أربع سنوات في برشلونة 1992 عاد لويس لحصد الذهب في الوثب الطويل وكذلك فعل في آخر ظهور أولمبي له وذلك في أتالانتا عام 1996.
الأمريكي مارك سبيتز (سباحة)
يُعتبر سبيتز واحداً من أعظم السبّاحين على مر العصور كما قالت عنه اللجنة الأولمبية الدولية بفضل إنجازه العظيم في دورة ألعاب ميونخ 1972.
في تلك النسخة حصد سبيتز 7 ميداليات ذهبية، وهو رقم قياسي عالمي في دورة ألعاب واحدة حتى ذلك الوقت، أضافها لذهبيتين كان قد فاز فيهما في أولمبياد مكسيكو سيتي 1968، كما حقق السبّاح الأمريكي ميدالية فضية واحدة ومثلها برونزية.
احتفظ سبيتز بالرقم القياسي لعدد الميداليات الذهبية في نسخة واحدة لمدة 36 عاماً، قبل أن يظهر مواطنه مايكل فيلبس الذي حصد 8 ذهبيات في نسخة بكين 2008.
الفنلندي بافو نورمي (ألعاب القوى)
كان نورمي واحداً من مجموعة رياضيين فنلنديين أُطلق عليهم لقب "الفنلنديون الطائرون"، شارك في 3 دورات أولمبية هي أنتويرب 1920 وباريس 1924 وأمستردام 1928، وتم استبعاده من دورة لوس أنجلوس 1932 باعتباره رياضياً محترفاً، في خطوة أثارت الكثير من الجدل في ذلك الوقت.
الأهم أن نورمي حصد 9 ميداليات ذهبية و3 فضيات، بعدما سيطر على سباقات المسافات الطويلة، وكتب باسمه 22 رقماً قياسياً في مسافات تتراوح بين 1500 متر و20 كيلومتراً.
يسجّل التاريخ لنورمي أنه أول رياضي يفوز بخمس ميداليات ذهبية في دورة أولمبية واحدة وحقق ذلك في أولمبياد باريس 1924 بسباقات 1500 متر و5000 متر و3000 متر للفرق.
السوفيتية لاريسا لاتينينا (الجمباز)
بفضل لاتينيا أصبح للاتحاد السوفييتي مكاناً لا يُمس في تاريخ الألعاب الأولمبية، وتُعتبر حتى وقتنا هذا صاحبة الرقم القياسي في عدد الميداليات في لعبة الجمباز بين الذكور والإناث.
بعمر 21 عاماً شاركت لاتينيا لأول مرة في الأولمبياد، وعلى مدار 3 دورات (ملبورن 1956 وروما 1960 وطوكيو 1964) حصدت 18 ميدالية من بينها 14 فردية و4 جماعية، والأبرز أن من بين هذه الميداليات 9 من الذهب، و5 فضيات و4 من البرونز.
تربعت لاتينيا على عرش أكثر الرياضيين حصداً للميداليات لأكثر من 48 عاماً حتى أزاحها عنه السباّح الأمريكي مايكل فيلبس في أولمبياد لندن 2012.
الجامايكي يوسين بولت (ألعاب القوى)
أذهل بولت العالم بمشاركته في سباقات الجري على مدار 4 دورات أولمبية، البداية كانت من أثينا 2004 حتى ريو دي جانيرو 2016.
أوجد بولت لنفسه مكاناً في قائمة أعظم الرياضيين في تاريخ الأولمبياد بحصده 8 ميداليات ذهبية، وسجّل العديد من الأرقام القياسية بفضل سرعته المذهلة حتى أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب "البرق بولت"، أما اللجنة الأولمبية الدولية فقالت عنه في عام 2007 إنه "أسرع رجل في التاريخ".
ويحمل بولت الذي يعمل حالياً في مجال إنتاج الموسيقى، أرقاماً قياسية عديدة في سباقات الجري لمسافة 100 متر و200 متر، وكذلك منافسات التتابع 4×100 متر.
الأمريكي مايكل فيلبس (سباحة)
هو أكثر الرياضيين نجاحاً على الإطلاق بعدما حصد 28 ميدالية أولمبية من بينها 23 ذهبية و3 فضيات وبرونزيتين، جمعها بدءاً من أولمبياد سيدني 2000 مروراً بأثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جانيرو 2016.
وبهذا الرصيد الاستثنائي من الميداليات يُعد فيلبس هو أعظم رياضي أولمبي في التاريخ، ولم يكتف السباح الأمريكي بذلك بل حقق الكثير من الإنجازات خارج الأولمبياد.
وفاز فيلبس بجائزة أفضل سبّاح في العالم 8 مرات، وجائزة أحسن سبّاح داخل الولايات المتحدة الأمريكية 11 مرة، كما احتكر جائزة أفضل سبّاح حسب الاتحاد الدولي للسباحة في الفترة بين عامي 2012 حتى 2016.