طارق السكتيوي هو أحد أبرز الأسماء في عالم كرة القدم المغربية، سواء كلاعب أو كمدرب، وذلك بفضل الألقاب التي حصل عليها خلال المسيرتين.
وهو الآن يعود رفقة منتخب المغرب الأولمبي تحت 23 سنة ليلتمع من جديد، بعد أن تمكن رفقة اللاعبين من تحقيق الفوز أمام مجموعة من المنتخبات، للوصول إلى نصف النهائي، على أمل قطع الشوط الأخير من هذه البطولة، والوصول إلى النهائي، ولمَ لا الحصول على اللقب.
في هذا المقال، سنتناول مسيرة هذا المدرب المغربي الحافلة بالإنجازات، بدءًا من بداياته في المغرب الفاسي، مرورًا بتألقه في أوروبا، وصولًا إلى دوره كمدرب للمنتخب الأولمبي المغربي.
طارق السكتيوي.. البداية في عالم الساحرة المستديرة من المغرب
بدأ طارق السكتيوي، المولود في مدينة فاس بتاريخ 13 مايو 1977، مسيرته كلاعب كرة قدم في المغرب، حيث أظهر مهاراته الفائقة وسرعته الكبيرة في مداعبة الساحرة المستديرة.
فقد كانت المحطة الأولى من مسقط رأسه، من خلال الالتحاق بأكاديمية نادي المغرب الفاسي، حيث أظهر موهبته الكبيرة في سن مبكرة، الشيء الذي جعل القائمين على النادي يختارونه من أجل الصعود للفريق الأول سنة 1996، إلى غاية 1997.
وقد كان له دور كبير في تحقيق الفريق لعدة بطولات محلية، مما جعله محط أنظار الأندية الأوروبية.
بعد تألقه في المغرب الفاسي، انتقل طارق السكتيوي إلى أوروبا، حيث لعب في عدة أندية منها نادي أوكسير الفرنسي، الذي انتقل إليه سنة 1997، ونادي بورتو البرتغالي، فكانت هذه الفترة مليئة بالتحديات والنجاحات الخاصة، حيث أثبت نفسه كلاعب محترف على مستوى عالٍ.
ومن بين أهم المحطات التي انتقل إليها، كانت نادي ماريتيمو البرتغالي سنة 1999، ولعب معهم مباراتين، وفي موسم 1999/2000 انتقل إلى نادي نوشاتل السويسري، ولعب معهم 9 مباريات، وفي عام 2000 انتقل إلى فيلم تو تيلبورغ الهولندي، ولعب معهم حتى عام 2004، وشارك معهم في 73 مباراة وسجل 19 هدفًا.
وبعد ذلك انتقل عام 2004 إلى نادي إيه زد ألكمار الهولندي، ولعب معهم حتى عام 2006، وشارك معهم في 48 مباراة وسجل 10 أهداف، ثم عام 2007 انتقل على سبيل الإعارة إلى آر كي سي فالفيك الهولندي، ولعب معهم 4 مباريات وسجل هدفًا واحدًا، ومنذ عام 2006 وإلى غاية 2009، لعب مع نادي بورتو البرتغالي، قبل أن ينتقل إلى نادي عجمان الإماراتي من أجل إتمام مسيرته الاحترافية هناك، ليضع نقطة الختام لمساره الكروي كلاعب مع النادي الذي بدأ معه وهو المغرب الفاسي خلال موسم 2010/ 2011.
التألق مع بورتو البرتغالي
كان انتقال طارق السكتيوي إلى نادي بورتو البرتغالي نقطة تحول كبيرة في مسيرته الكروية، فقد ساهم في تحقيق العديد من البطولات المحلية والدولية إلى جانب النادي.
كما كان له دور كبير في تحقيق الفريق لدوري أبطال أوروبا، وحصوله على كأس الدوري البرتغالي ثلاث سنوات متتالية، إضافة إلى كأس البرتغال، وكأس السوبر البرتغالي.
وقد شارك في مجموع 38 مباراة، وسجل خلال هذه المباريات 7 أهداف، والتي كانت متميزةً، وصنعت له فرصة للبروز بشكل كبير بين بقية اللاعبين.
مسيرته مع المنتخب المغربي
لم تقتصر إنجازات طارق السكتيوي على الأندية التي لعب لها، بل امتدت إلى المنتخب المغربي، حيث شارك في عدة بطولات دولية، وكان له دور كبير في تحقيق المنتخب لعدة إنجازات.
وقد تمكن من المشاركة رفقة المنتخب تحت 20 سنة، حيث توج رفقة المنتخب بكأس إفريقيا سنة 1997، وهي السنة التي كانت تشكل بدايته في عالم كرة القدم، وهناك حصل على لقب أفضل لاعب في البطولة.
كما أنه شارك مع المنتخب الرئيسي للمغرب ابتداء من سنة 2001 إلى 2008، بمعدل مباريات وصل إلى 18 مباراة، سجل فيها 5 أهداف.
وقد كانت مشاركة طارق السكتيوي في كأس إفريقيا 2004 من أبرز محطات مسيرته الدولية، حيث قدم أداءً مميزًا وساهم في وصول المنتخب المغربي إلى المباراة النهائية، حيث خسر أمام المنتخب التونسي.
بعد الإعتزال.. مسار طارق السكتيوي في التدريب
بعد اعتزاله اللعب سنة 2011، انتقل طارق السكتيوي إلى مجال التدريب، بعد أن حصل على تدريب خاص في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
وقد بدأ مسيرته التدريبية مع نادي المغرب الفاسي، حيث أظهر قدراته التدريبية الكبيرة، وقاد الفريق لتحقيق عدة بطولات محلية، مما جعله محط أنظار الأندية الأخرى.
إذ بعد نجاحه مع المغرب الفاسي، انتقل السكتيوي لتدريب عدة أندية مغربية أخرى، منها نادي الوداد الفاسي، المغرب التطواني، ونهضة بركان، والاتحاد التوركي، ونادي الإمارات الثقافي الرياضي.
ومن بين أهم الإنجازات التي حققها مع هذه النوادي كمدرب، هي كأس العرش رفقة المغرب الفاسي عام 2016، وكأس الكونفدرالية الأفريقية إلى جانب نهضة بركان عام 2020.
أولمبياد باريس.. محطة جديدة في عالم التدريب
بعد إنجازاته السابقة في عالم التدريب الكروي، دخل السكتيوي غمار تحدٍ جديد، بعد أن تم اختياره ليكون قائدًا المنتخب الأولمبي المغربي لأقل من 23 سنة في أولمبياد باريس 2024.
وقد تمكن طارق من تحقيق نتائج جيدة، خلال المباريات التي لعبها المنتخب الأولمبي، الشيء الذي جعل اسمه يلمع من جديد، في عالم الساحرة المستديرة.
فبعد الإنجازات التي حققها المنتخب المغربي في كأس العالم بقطر، رفقة المدرب وليد الركراكي، كانت الأنظار كلها متجهة إلى الإنجازات التي يمكن لمدرب منتخب الأولمبياد أن يحققها، على أمل الاستمرار في نفس المستوى الذي ظهر به اللاعبون المغاربة خلال المباريات الأخيرة.
لم يكن طارق السكتيوي في مستوى أقل مما توقعه الجمهور، فقد تمكن من تحقيق الفوز أمام المنتخب الأرجنتيني، فيما فشل في تحقيق الفوز أمام المنتخب الأوكراني، لكنه فاز بثلاثة أهداف أمام المنتخب العراقي ليكون بذلك على قمة دور المجموعات.
وبعد كل هذا التألق، عاد للتألق في ربع النهائي بشكل بارز، بعد أن تمكن منتخب الأولمبي المغربي من الفوز برباعية نظيفة، أمام نظيره المنتخب الأمريكي، ليكون بذلك ضمن المربع الذهبي في نصف النهائي، على أمل الفوز على منتخب إسبانيا والوصول للنهائي، ولمَ لا الفوز باللقب، الذي ينتظره الجمهور المغربي والعربي بفارغ الصبر.