أعلن الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، اليوم السبت 3 أغسطس/آب، عن منح لاعبة الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني مكافأة مالية، عقب انسحابها باكيةً من حلبة النزال بعد 46 ثانية، وتفجير المشهد أزمة وحملة تنمر واتهامات طالت منافستها اللاعبة الجزائرية إيمان خليف.
إذ قرر الاتحاد الدولي تكريم الملاكمة الإيطالية التي تعرضت للضرب على يد منافستها الجزائرية مكافأة بـ 75 ألف دولار.
فيما أورد موقع Sky News البريطاني أنه تم منح أنجيلا كاريني من إيطاليا مكافأة قدرها 50 ألف دولار أمريكي من الاتحاد الدولي للملاكمة.
الاتحاد "لم يستطع تحمل رؤية دموعها" وأراد معاملتها "كبطلة أولمبية"
الاتحاد الذي فجر الأزمة منذ البداية قال إنه يريد معاملة اللاعبة الإيطالية "كما لو كانت بطلة أولمبية"، وفقاً لما أوردته وكالة "فرانس 24".
فيما قال الروسي عمر كريمليف، رئيس الاتحاد: "لم أستطع رؤية دموعها.. لا أستطيع أن أبقى غير مبال لمثل هذه المواقف".
ثم أضاف: "ويمكنني أن أؤكد لكم أننا سنحمي كل ملاكم، يجب أن يتنافس في الحلبة الرياضيون المؤهلون فقط من أجل السلامة".
تأتي المكافأة رغم خسارة اللاعبة الإيطالية وانسحابها من النزال في مباراة فئة الوزن 66 كيلوغرام للنساء في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، الخميس 1 أغسطس/آب 2024.
وخلال إعلان المكافأة، ضاعف كريملوف هجومه على اللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، متهماً إياها بـ "قتل الملاكمة النسائية".
بعد اعتذار اللاعبة الإيطالية لمنافستها الجزائرية
يأتي هذا الخبر بعد ساعاتٍ فقط من اعتذار الملاكمة الإيطالية على طريقة معاملتها لمنافستها الجزائرية، إذ لم تصافح كاريني منافستها بعد انسحابها من اللعب بعد 46 ثانية فقط من بدء النزال.
إذ قالت لصحيفة La Gazzetta dello Sport الإيطالية: "أعتذر لمنافستي"، معبرة عن تأسفها لعدم مصافحة خليف بعد المباراة، وقالت إنها ستعانق اللاعبة إذا التقت بها مرة ثانية، وأنها "لم تقصد تجاهلها، بل كانت غاضبة لانتهاء مشوارها في الألعاب الأولمبية".
فيما عبرت في تصريحاتها التي نشرت، الجمعة 2 أغسطس/آب، أنها تحترم قرار اللجنة الأولمبية الدولية حول تأهل إيمان للمشاركة في المنافسات. وقد دافعت اللجنة عن أهلية اللاعبة الجزائرية للمنافسة مراراً.
الاتحاد الدولي فجر الأزمة منذ البداية!
استغل الاتحاد الدولي للملاكمة وجود الملاكمة الجزائرية في باريس لانتقاد اللجنة الأولمبية الدولية التي تنظم أولمبياد باريس، ونجحت الأخيرة في اقتناص فرصة تنظيم الملاكمة في الأولمبياد.
ذلك بعد أن كانت ينظمه أيضاً الاتحاد الدولي للملاكمة حتى استبعاده في 2019، على خلفية خلافات طويلة بين مسؤولي اللجنتين.
إذ اتهم الاتحاد الدولي للملاكمة، اللاعبة الجزائرية بأنها ذكر بيولوجياً، وتملك كروموسوم XY، ورأى أنها غير مؤهلة في المنافسة في المسابقات النسائية.
قال الاتحاد إن إيمان خليف (وملاكمة أخرى من تايوان تدعى لين يو تينغ اتهمت الاتهام نفسه من قبل الاتحاد الدولي) تم استبعادهما من خوض نهائي بطولة العالم في نيودلهي العام الماضي لعدم خضوعهما لاختبار الأهلية الجنسانية.
وأضاف الاتحاد أن اللاعبتين لم تخضعا لاختبار التستوستيرون، بل خضعتا لاختبارات "منفصلة ومعترف بها لكن تفاصيلها سرية"، دون توضيح ماهية هذه الاختبارات.
على إثر هذه التصريحات، اندلعت حملة تنمر ضد اللاعبة الجزائرية اتهمتها بأنها ذكر أو عابرة جنسياً. وجاءت هذه الحملة من اليمين في عدة دول غربية، بالإضافة إلى بعض وسائل الإعلام الغربية والمشاهير والسياسيين، على رأسهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ملوني.
"حرب سياسية وعرقية"
السبت أيضاً، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، إنه لن يشارك في "هذه الحرب السياسية والعرقية التي صنعتموها بهذه الإشاعات"، وندد بخطاب الكراهية ضد إيمان (والملاكمة التايوانية).
وأكد مرة أخرى أن اللاعبة الجزائرية أنثى، وقد ولدت أنثى، وأوراقها الثبوتية تثبت أنها أنثى، وتنافس منذ سنوات مع الإناث، كما أن الفحوصات أكدت ذلك، واعتبر الاتهامات الموجهة من الاتحاد الدولي هي "صراع سياسي يصل إلى حرب ثقافية".
واعتبر أن الحملة التي طالت اللاعبة الجزائرية ما هي إلى حملة "كراهية" غذتها أجندة هذه الحرب السياسية والعرقية، مؤكداً أنها غير مقبولة.
خلاف بين لجنتين دوليتين حول من يحكم في الأولمبياد
يبرز الخلاف الطويل بين الاتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية، حيث اتهمت الأخيرة اتحاد الملاكمة باتخاذ "قرار تعسفي" ضد اللاعبتين المذكورتين، ودافعت عن اللاعبة الجزائرية وسط حملة التنمر التي تعرضت لها.
يمتد الخلاف بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة لسنوات، ويشمل قضايا الحوكمة والمالية والأخلاقيات.
وقد قررت اللجنة الأولمبية استبعاد الاتحاد الدولي من هياكلها بسبب النزاع بين رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ ورئيس الاتحاد الدولي للملاكمة عمر كريمليف.
فيما تم استبعاد الاتحاد الدولي من الألعاب الأولمبية منذ عام 2019، وبالتالي، فإن اللجنة الأولمبية الدولية تتولى وحدها مسؤولية تنظيم مسابقات الملاكمة في أولمبياد باريس.
إذا أردت الاطلاع على القصة كاملة، نقدم لك هذا التقرير: