بعد استحواذها على العديد من القطاعات العسكرية والحيوية في سوريا، يبدو أنّ روسيا بدأت توجهاً جديداً، وهذه المرة نحو "الرياضة"، وذلك من خلال تأسيس نادٍ لكرة القدم أطلقت عليه اسم "نادي حميميم الرياضي"، وهو ذات اسم القاعدة الجوية التي تستحوذ عليها في غرب سوريا.
روسيا تؤسس نادي حميميم لكرة القدم في سوريا
وبحسب وكالة "روسيا اليوم"، فإنّ اللواء سيرغي غاشكوف رئيس مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم في مدينة اللاذقية غرب سوريا أعلن تشكيل نادي حميميم لكرة القدم، بدعم من القوات الروسية في سوريا.
بحسب ما كشفت الوكالة، فقد أقام الروس احتفالاً حضره سيرغي غاشكوف وأكد خلاله أن نادي حميميم سيتشكل من تلاميذ المدارس في مدينة اللاذقية، وأن بلاده ستساهم في تطوير الرياضة في سوريا.
كما أكد أن المسؤولين الروس سيذهبون قريباً إلى العاصمة السورية دمشق من أجل إنهاء إجراءات تأسيس نادي حميميم ليتمكن من اللعب في الدوري السوري في الموسم المقبل 2025.
كما كشف أيضاً أنه في صيف 2024 سيتم إرسال نادي حميميم إلى العاصمة الروسية موسكو من أجل لعب مباراة ودية ضد نادي سيسكا موسكو.
ويعتبر نادي سيسكا موسكو أكبر وأعرق أندية روسيا، كما أنه يمثل الواجهة العسكرية للبلاد كونه يعتبر "نادي الجيش الرياضي المركزي في موسكو".
وهو النادي الروسي الوحيد المتوج ببطولة أوروبية وذلك في 2005 عندما توج ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي بالفوز في النهائي على سبورتينغ لشبونة البرتغالي.
تطوير الرياضة السورية أم الهيمنة على البلاد؟
في الوقت الذي احتفت به وسائل إعلام النظام السوري بهذه الخطوة، فإنّ الكثير من المعارضين اعتبروا أن تأسيس نادٍ لكرة القدم هو بمثابة فرض سيطرة على البلاد.
الوكالة السورية للأنباء (سانا) قالت إن تأسيس نادي حميميم يأتي في إطار خطة تهدف إلى تطوير كرة القدم في سوريا من خلال استثمار مواهب الأطفال الكروية وتنميتها.
كما نقلت على لسان رئيس مجلس محافظة اللاذقية تيسير حبيب أن هذه المبادرة تأتي في إطار توطيد وتعزيز العلاقات الروسية والسورية.
من ناحيته، قال الصحفي الرياضي السوري "عروة قنواتي" إن تأسيس نادي حميميم لكرة القدم يأتي في إطار فرض روسيا هيمنتها على سوريا.
وأضاف في تصريح لصحيفة عنب بلدي المحلية إن روسيا شكلت نادي حميميم وأنّ إيران تدعم نادي الفتوة (بطل الدوري السوري في آخر موسمين).
ما هي القواعد العسكرية الروسية في سوريا؟
تمتلك روسيا قاعدتين عسكريتين في سوريا، جوية وبحرية، فقاعدة حميميم الواقعة في اللاذقية كانت مخصصة للطيران المروحي، واستخدمتها موسكو لقواتها سنة 2015، علماً بأن استعمالها لهذه المنشأة غير مشروط.
أما قاعدة طرطوس فهي بحرية، وتعد الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، وقد أعيد استخدامها من قبل موسكو ضمن اتفاق وقع عام 2017، يقضي بتعزيز الوجود العسكري الروسي جوياً وبحرياً في سوريا.
والقاعدة مجهزة بثكنات ومستودعات تخزين عائمة، كما تضم عشرات البحارة الروس.
في حين أن هناك العديد من الشركات الروسية التي تضع يدها على الكثير من المنشآت التجارية والسياحة، من بينها شركة العامة للأسمدة التي تحتوي على معمل السوبر فوسفاتي، ومعمل الأمونيا يوريا، ومعمل الكالنتروا، أو ما يعرف بـ (TSB).
وتعتبر الشركة العامة للأسمدة أكبر مجمع صناعي كيميائي في سوريا، وتنتج عبر معاملها الثلاثة الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية وتؤمّن حاجة القطاع الزراعي بشكل كامل.
بالإضافة إلى منتزهات سد بحيرة قطينة الواقعة في ريف محافظة حمص وسط سوريا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر مرسوماً في 2020، أوعز فيه لوزيري الدفاع والخارجية الروسيين، ببدء محادثات مع الجانب السوري، بشأن تسليم العسكريين الروس المزيد من المنشآت، وتوسيع وصولهم البحري في سوريا.