“دمرتني وسببت لي ارتجاجاً في الدماغ”.. مدافع منتخب فرنسا يحذّر من ضربات الرأس، فما الذي يقوله العلم؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/03 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/03 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ أضرار الكرات الرأسية على اللاعبين وما تعرّض له رافاييل فاران

كشف رافاييل فاران، مدافع منتخب فرنسا، ولاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، أن جسده تضرر بسبب الكرات الرأسية التي اعتاد على تنفيذها بشكل مستمر خلال اللعب.

أضرار الكرات الرأسية على اللاعبين وما تعرّض له رافاييل فاران

وقال فاران، الذي ما زال يدافع عن ألوان الشياطين الحمر هناك في إنجلترا أنه أصيب بارتجاج في المخ خلال مباراة منتخب فرنسا ضد منتخب نيجيريا في دور الـ16 من بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل.

فيما دعا اللاعب الفرنسي البالغ من العمر 30 عاماً، إلى توفير حماية أكبر ووعي أفضل بهذه القضية.

وقال فاران لصحيفة L'Équipe الفرنسية: "دائماً ما أنصح ابني البالغ من العمر 7 سنوات، والذي يلعب كرة القدم، بعدم ضرب الكرة بالرأس، بالنسبة لي، هذا ضروري جداً".

وتابع: "حتى لو لم تسبب أي صدمة فورية، فإننا نعلم أن الصدمات المتكررة يمكن أن تكون لها آثار ضارة على المدى الطويل".

وأضاف: "شخصياً، لا أعرف إذا كنت سأعيش حتى عمر 100 عام، لكنني أعلم أنني أضررت بجسدي، يجب تدريس مخاطر الضربات الرأسية في جميع ملاعب كرة القدم للهواة وللشباب".

يستشهد فاران بهزيمة فرنسا 1-0 في ربع النهائي أمام ألمانيا في كأس العالم 2014 ومباراة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا مع ناديه السابق ريال مدريد ضد مانشستر سيتي في عام 2020 كأمثلة على الوقت الذي لعب فيه على الرغم من إصابته بالارتجاج.

إذ يقول قلب الدفاع إنه عرّض نفسه للخطر من خلال اللعب ضد ألمانيا في عام 2014، بعد أن أُصيب في رأسه في مباراة دور الـ16 ضد نيجيريا قبل أيام قليلة.

وقال: "لقد أنهيت مباراة نيجيريا، لكنني كنت مصاباً بارتجاج في المخ، لقد تساءل الكادر عما إذا كنت لائقاً للعب أمام ألمانيا في ربع النهائي، لقد كنت ضعيفاً، ولكن في النهاية لعبت بشكل جيد إلى حد ما".

وتابع: "ما لن نعرفه أبداً هو ما كان سيحدث لو تلقيت ضربة أخرى على الرأس خلال تلك المباراة"

وأكد المدافع الدولي الفرنسي أن لاعبي كرة القدم معتادون على اللعب على أعلى مستوى، لذلك هم معتادون على الألم، وأنهم يشبهون إلى حد ما الجنود، والرجال الأقوياء، ورموز القوة البدنية، موضحاً أنّ الارتجاجات هي أعراض غير مرئية تماماً".

Shutter Stock/ أضرار الكرات الرأسية على اللاعبين وما تعرّض له رافاييل فاران
Shutter Stock/ أضرار الكرات الرأسية على اللاعبين وما تعرّض له رافاييل فاران

إنجلترا أول دولة في العالم تضع قوانين متعلقة بالضربات الرأسية!

في يوليو/تموز 2021 أصدرت رابطة المحترفين الإنجليزية لكرة القدم إرشادات جديدة تنص على أنّ لكل لاعب محترف 10 "ضربات رأسية عالية القوة" أسبوعياً في التدريب بدءاً من موسم 2021-22.

وفي عام 2022 حصل الاتحاد الإنجليزي على إذن من مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، لإجراء تجربة لا يُسمح من خلالها للاعبين الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً باستخدام "الكرات الرأسية" خلال المباريات، ويأتي ذلك على خلفية مطالبة الخبراء بمنع استخدام الرأس خلال المباريات لخطورتها على الدماغ.

ما أضرار الكرات الرأسية على اللاعبين؟

تعتبر الضربات الرأسية واحدة من أخطر الحركات التي تتم في أرضية الملعب خلال المباريات، إذ قد تؤدي إلى الكثير من المشاكل للاعبين.

دراسة حديثة أجرتها كلية ألبرت أينشتاين للطب، أكدت أن الضربات الرأسية في كرة القدم يمكن أن تسبب أعراض ارتجاج وعواقب طويلة المدى.

ووفقاً للدراسة التي نقلها موقع The Indian Express في عام 2017، فإن اللاعبين الذين يستخدمون ضربات الرأس بشكل متكرر في التدريبات والمباريات أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بأعراض معتدلة (ألم ودوخة) إلى شديدة (تؤدي إلى خروج اللاعب)، من اللاعبين الذين لا يلجأون إلى هذه التقنية مثل حارس المرمى مثلاً.

في حين ذكرت دراسة أمريكية نشرتها دورية Frontiers في العام 2016، أن "ضربات رأس" لاعبي كرة القدم قد يكون لها أثر على وظيفة الإدراك اليومي أكبر بكثير من خبطات الرأس العرضية.

وتابعت الدراسة تأثير ضربات الرأس على بنية الدماغ، باستخدام تقنيات التصوير العصبي، وبالمثل كانت هناك بعض الدراسات الحديثة التي تبحث في العلامات البيوكيميائية لإصابة الدماغ لدى لاعبي كرة القدم، وقد تبيّن أنّ هناك دليلاً على وجود ارتباط بين الرأس وبنية الدماغ غير الطبيعية.

كما لفتت الدراسة إلى أنَّ تأثر الدماغ بسبب الارتطام بالكرة، يُمكن أن يسبب ضعفاً إدراكياً، مؤكدةً أن ما يصل إلى 22% من إصابات كرة القدم هي ارتجاجات في الدماغ.

أما أبرز أضرار الكرات الرأسية، فهي:

1- ارتجاج الدماغ

يحدث ارتجاج في المخ عندما تضرب رأسك بشدة، ويسمى ارتجاج الدماغ الرضخي.

بعد حدوث الارتجاج، قد تظل مستيقظاً مثلما حصل مع حارس ليفربول السابق لوريس كاريوس في نهائي دوري أبطال أوروبا، أو قد تفقد وعيك كما حدث مع العديد من اللاعبين على مر التاريخ.

2- إصابات تحت الارتجاج

تحدث الإصابة تحت الارتجاج أيضاً عندما يضرب رأس الشخص بقوة شديدة، ولكن عكس الارتجاج، فهو ليس شديداً بما يكفي لإحداث أعراض واضحة.

ومع ذلك، لا تزال الإصابة تسبب بعض التلف للدماغ، وبمرور الوقت يمكن أن تتراكم إصابات الارتجاج المتكررة وتؤدي إلى أضرار أكثر خطورة.

لاعبون تضرروا بسبب الكرات الرأسية على مر التاريخ

عند وفاة مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق جيف أستول، الذي توفي عام 2002 عن عمر ناهز 59 عاماً، أكد الطبيب الشرعي أنه توفي بسبب مرض مرتبط بضربات الرأس المتكررة المتعلقة بكرة القدم، كما وُجد بعد وفاته أنه كان يعاني من الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن.

وفي السنوات التالية، أكّد 5 لاعبين من المنتخب الإنجليزي المتوّج بكأس العالم 1966، أنهم يعانون من الخرف بسبب الكرات الرأسية، وجميعهم توفوا فيما بعد، عدا بوبي تشارلتون، الذي لا يزال على قيد الحياة.

تومي كارول (1942-2020): توفي مدافع منتخب جمهورية أيرلندا السابق في أغسطس/أب عن عمر يناهز 77 عاماً. وكان كارول، الذي خاض 17 مباراة دولية، مصاباً بالخرف قبل وفاته.

ستيفي تشالمرز (1935-2019): توفي هداف فريق سيلتيك عندما تغلب على إنترناسيونالي ليفوز بكأس أوروبا عام 1967، بعد أسبوع بالضبط من وفاة زميله في لشبونة بيلي مكنيل.

كان تشالمرز يبلغ من العمر 83 عاماً، ومثل ماكنيل، كان يعاني من الخرف أيضاً.

جاك تشارلتون (1935-2020): الرجل الذي قاد جمهورية أيرلندا إلى نهائيات كأس العالم كمدرب خلال التسعينيات، بعد أن فاز باللقب مع إنجلترا كلاعب في عام 1966، توفي في يوليو/تموز عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد أن تم تشخيص إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية، وكذلك كان يعاني من الخرف.

جيمي كونواي (1946-2020): توفي لاعب خط وسط جمهورية أيرلندا السابق في فبراير/شباط عن 73 عاماً.

كان كونواي، الذي خاض 20 مباراة دولية وأكثر من 300 مباراة في الدوري مع فولهام، مصاباً بالخرف منذ الخمسينيات من عمره.

آلان جارفيس (1943-2019): توفي لاعب ويلز الدولي السابق في ديسمبر/كانون الأول 2019 عن عمر يناهز 76 عاماً نتيجة الالتهاب الرئوي الناجم عن مرض الزهايمر بسبب كرة القدم.

بيلي ماكنيل (1940-2019): توفي قائد فريق سلتيك، الفائز بكأس أوروبا، عن عمر يناهز 79 عاماً. وكان المدافع، الذي تولى تدريب فريق سلتيك مرتين في مناسبتين منفصلتين، مصاباً بالخرف منذ عام 2010.

مارتن بيترز (1943-2019): عضو آخر في منتخب إنجلترا الفائز بكأس العالم، سجل بيترز "الهدف الأخير" في المباراة النهائية ضد ألمانيا الغربية، توفي عن عمر يناهز 76 عاماً، بعد أن أعلن تشخيصه بمرض الزهايمر في عام 2016.

مايك تيندال (1941-2020): توفي لاعب خط وسط أستون فيلا السابق في أغسطس/آب، بعد فترة طويلة مع الخرف ومرض الزهايمر.

راي ويلسون (1934-2018): الظهير الأيسر في كأس العالم 1966 بإنجلترا. توفي ويلسون في مايو/أيار 2018 عن عمر يناهز 83 عاماً، وبعد 14 عاماً مع مرض الزهايمر.

تحميل المزيد