خسرت برباعية وكانت أسوأ ثالث متأهل لكنها وصلت النهائي.. معجزة كوت ديفوار في أمم أفريقيا

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/08 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/08 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش
رويترز

في سهرة أفريقية كروية ماتعة، وعلى أرضه وبين جماهيره، استطاع منتخب "الأفيال" إيصال معجزة كوت ديفوار إلى محطتها الأخيرة، بعد أن انتزع بطاقة العبور إلى نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخه، والأولى منذ نسخة عام 2015. تحقق إنجاز "الأفيال" بعد أن أطاح بمنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية بنتيجة (1-0)، في مباراة أقيمت على ملعب "الحسن واتارا"، في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، ضاربة بذلك موعداً مع منتخب نيجيريا، الفائز باللقب 3 مرات من قبل.

معجزة كوت ديفوار مستمرة في أمم أفريقيا (رويترز)
معجزة كوت ديفوار مستمرة في أمم أفريقيا (رويترز)

في مباراة كانت مليئة بالتوتر والإثارة، تألق نجم نادي بوروسيا دورتموند الألماني، سيباستيان هالر، الذي عاد من رحلة علاج طويلة بعد معركته مع السرطان، ليسجل هدفاً حاسماً، وكان مصدر خطورة منتخب كوت ديفوار الأكبر خلال المباراة.
تقام المواجهة النهائية يوم الأحد المقبل على ملعب "الحسن واتارا"، فيما يلتقي الخاسران في معركة تحديد المركز الثالث يوم السبت.

معجزة كوت ديفوار

لكن طريق كوت ديفوار إلى النهائي لم يكن مفروشاً بالورود، بل لم يكن موجوداً بالأساس. كوت ديفوار، التي توجت باللقب في الأعوام 1992 و2015، خدمها الحظ بطريقة إعجازية، ومنحها فرصة أخيرة للاستمرار في البطولة، واستغلت هي تلك الفرصة، وقدمت لجماهيرها والمشاهدين "ريمونتادا" مذهلة في هذه البطولة.
بدأ الأفيال مشوارهم في البطولة بفوز على حساب منتخب غينيا بيساو (2-0)، لكن انهزموا أمام نيجيريا بهدف نظيف، قبل أن يسقطوا أمام أمام غينيا الاستوائية برباعية نظيفة. كانت تلك المباراة الأخيرة للمدرب الفرنسي جان لوي غاسيه في إدارة المنتخب الإيفواري، ثم عُيّن مساعده الإيفواري إيمرس فاييه خلفاً له. 

احتفال سباستيان هالر بهدف الفوز يكمل معجزة كوت ديفوار (رويترز)
احتفال سباستيان هالر بهدف الفوز (رويترز)

بتلك النتائج المخيبة كان يفترض أن تغادر كوت ديفوار البطولة، لكن نتائج الفرق الأخرى خدمتها للتأهل إلى دور الـ16 ضمن أفضل الفرق التي احتلت المركز الثالث. وما كان لها أن تخطف تلك البطاقة لو استطاع منتخب غانا الحفاظ على تقدمه على حساب منتخب موزمبيق لدقيقة إضافية، لكنها كرة القدم وسيناريوهاتها؛ إذ أحرزت موزمبيق هدف التعادل في الثواني الأخيرة من عمر لقائها مع غانا، عبر ركلة ركنية تسبب فيها حارس مرمى منتخب غانا دون أي داعٍ، إذ كانت الكرة تتهادى في طريقها إلى خارج الملعب، عقب تسديدة ضعيفة من لاعب موزمبيق، لكن الحارس الغاني حاول الإمساك بها بطريقة غريبة وفشل في ذلك، وحصل منتخب موزمبيق على ركلة ركنية أحرز بها هدفه الأخير في البطولة، وحجز لغانا تذكرة عودة إلى الديار معه. 

ثم كان فوز المغرب على زامبيا بنتيجة (1-0) الضمان النهائي لتأهل الأفيال إلى دور الـ16، كأسوأ ثالث متأهل لذلك الدور. وشهدت تلك المباراة توافد الجماهير الإيفوارية لتشجيع أسود الأطلس. 

بذلك، بات الأفيال أول منتخب يخسر بفارق 4 أهداف في البطولة ثم يصل إلى النهائي، محققاً إنجازاً لم يسبق له مثيل منذ فعلته نيجيريا في عام 1990.

عن تلك التفاصيل الدرامية قال المدرب إيمرس فاييه: "أخبرت اللاعبين أننا كنا ميّتين بعد الهزيمة أمام غينيا الاستوائية، ثم عدنا للحياة". 

نجم الأفيال هالر أشاد في تصريحات عقب اللقاء بالروح القتالية للفريق، مؤكداً أن الطريق إلى النهائي لم يكن سهلاً، ولكن الإصرار والعزيمة كانا حاضرين. وأضاف أن كل نهائي يُعد حلماً بحد ذاته، ولا يهم من هو الخصم في هذا السباق نحو اللقب.

أما منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، فرغم الخسارة، فقد استغل الفرصة لتوجيه رسالة قوية ضد أعمال العنف الجارية حالياً في شرق البلاد، مؤكداً على الدور الذي يمكن أن يلعبه الرياضيون في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية.

مع اقتراب النهائي، تترقب أبيدجان، وعشاق الكرة في كوت ديفوار وأفريقيا على حد سواء، لحظة تتويج جديدة قد تعيد للفيلة المجد الغابر، في حين يستعد هالر ورفاقه لتقديم عرض يليق بالمناسبة الكبرى، وتحقيق حلم الاحتفاظ باللقب على أرضهم.

تحميل المزيد