برز الدولي الأردني موسى التعمري في بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم، المقامة حالياً بدولة قطر، وساهم في تأهل "النشامى" للدور الثاني، بتسجيله هدفين، مع تقديم أداء مميز في دور المجموعات.
منتخب الأردن في كأس آسيا 2023
وأنهى المنتخب الأردني مرحلة المجموعات محتلاً المركز الثالث في مجموعته خلف البحرين وكوريا الجنوبية، ليتأهل كأحد أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث، وسيواجه في دور الـ16 منتخب العراق.
وسجل التعمري هدفين في الجولة الأولى أمام ماليزيا (4-0)، ثم ساهم في التعادل الثمين 2-2 في الجولة الثانية أمام كوريا الجنوبية، علماً أن منتخب النشامى خسر في المباراة الثالثة أمام البحرين 0-1.
ولا يُعد تألق التعمري في كأس آسيا 2013 مستغرباً، بل كان من أبرز النجوم الذين توقع كثيرون تألقهم قبل البطولة، بالنظر إلى المستويات المميزة التي قدمها في السنوات الأخيرة، خصوصاً في مسيرته الاحترافية بالملاعب الأوروبية.
والتعمري يعتبر أول لاعب أردني يسجل في الدوري الفرنسي، وذلك بقميص فريقه مونبلييه الذي يقضي معه موسمه الأول، حيث أحرز 103 لاعبين من جنسيات مختلفة هدفاً واحداً على الأقل في "الليغ ون" منذ موسم 1947-1948.
يُذكر أن التعمري كان قد انضم إلى مونبلييه يوم 11 مايو/أيار 2023، قادماً من لوفين البلجيكي، ويرتبط بعقد مع الفريق الفرنسي حتى يوم 30 يونيو/حزيران 2026.
مسيرة موسى التعمري
وبدأ موسى التعمري مسيرته الكروية بفريق شباب الأردن، حيث تم تصعيده لفريق الكبار عام 2016، ثم انتقل مُعاراً إلى الجزيرة وتُوج معه بلقب كأس الأردن، ليعود بعدها لفريقه الأم ومنه إلى أبويل نيقوسيا القبرصي في عام 2018، ليصبح أول محترف أردني في أوروبا.
وبعد موسمين مع أبويل نيقوسيا قرر التعمري خوض تجربة احترافية جديدة، ووقّع عقد انضمامه إلى فريق أود هيفرلي لوفن البلجيكي الذي دافع عن ألوانه ثلاثة مواسم قبل الانضمام إلى مونبلييه.
من هو موسى التعمري نجم منتخب الأردن؟
وُلد موسى التعمري يوم 10 يونيو/حزيران 1997، وبدأ مسيرته الكروية بفريق شباب الأردن، حيث تم تصعيده إلى الفريق الأول في عام 2016.
وبعد عام واحد فقط انتقل موسى التعمري على سبيل الإعارة، إلى فريق الجزيرة، وتُوج معه بلقب كأس الأردن، عاد بعدها إلى شباب الأردن ومنه إلى فريق أبويل نيقوسيا القبرصي في عام 2018، ليصبح أول محترف أردني في أوروبا.
وخلال وجوده مع أبويل، حقق التعمري إنجازاً شخصياً رائعاً، بفوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري القبرصي لموسم 2018-2019، حسب تصويت الجماهير، كما اختير ضمن تشكيلة الفريق المثالي لذلك الموسم، وفق آراء الخبراء.
هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل تحقق بعد مساهمته في تتويج أبويل بلقب الدوري، حيث سجل 7 أهداف من أصل 14 مباراة خاضها.
وقال موسى التعمري حينها: "كان موسماً مثالياً، وحققت هدفي بأن أُظهر أفضل ما لدي، والحمد لله وُفقت في كل شيء".
وأضاف: "مع أبويل لعبت في مستويات أخرى، خاصةً بطولة الدوري الأوروبي وتصفيات دوري أبطال أوروبا، فعندما تواجه فرقاً مثل أياكس وإشبيلية فإنك تصل إلى قمة المنافسة، خاصةً أن تلك الأندية سبق أن تُوجت بألقاب أوروبية".
تجربة موسى التعمري في بلجيكا
وبعد موسمين مع أبويل نيقوسيا قرر موسى التعمري خوض تجربة احترافية جديدة، ووقّع عقد انضمامه إلى فريق أود هيفرلي لوفن البلجيكي لمدة 3 مواسم مقابل مليون يورو، حيث وصل إلى الفريق في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وكان حينها الدوري البلجيكي في أسبوعه التاسع.
وبطبيعة الحال مع كل تجربة جديدة، واجه التعمري بعض التحديات، لكنه سرعان ما تجاوزها وأصبح جاهزاً لملاقاة فرق بحجم أندرلخت وكلوب بروج.
وعن بداية تجربته في بلجيكا، علّق موسى التعمري: "تجاوزت الصعوبات التي شملت اللاعبين، والمدرب، وكرة القدم، البلد، واللغة، والمناخ، كل شيء كان جديداً بالنسبة لي في البداية، ومررت ببعض اللحظات الصعبة، لكنني سعيد لأنني نجحت في تجاوزها، كشخص وكلاعب كرة قدم عشت تطوراً هائلاً في الأشهر الأخيرة".
وأضاف: "بعد قبرص، كان يتوجب عليّ الانتقال إلى بطولة أكبر، وفي بلجيكا هناك أندية كبيرة تشارك باستمرار في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي، وبسرعة لاحظت الفوارق بين الدوريين".
وفي مجمل مسيرته مع الفريق البلجيكي، ظهر موسى التعمري في 91 مباراة بجميع البطولات، سجل خلالها 10 أهداف، وقدم 9 تمريرات حاسمة.
مشوار موسى التعمري مع منتخب الأردن
وعلى الصعيد الدولي، ظهر التعمري لأول مرة بقميص منتخب الأردن يوم 31 أغسطس/آب 2016، بدعوة من المدرب الوطني عبد الله أبو زمع.
ولعب موسى التعمري تلك المباراة "الودية" التي جمعت بين الأردن ولبنان لمدة تسعين دقيقة، وانتهت بالتعادل السلبي.
وظهر التعمري مع "النشامى" في 54 مباراة دولية، من ضمنها كأس أمم آسيا 2019، و2023 والتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، سجَّل خلالها 13 هدفاً، وقدَّم لزملائه 9 تمريرات حاسمة، وبات "أمل الأردنيين" في تحقيق أي إنجاز للمنتخب الوطني.
وذهب موقع bleacherreport إلى أبعد من ذلك، حين أكد أن مواطنيه يصفونه بأنه "ميسي الأردن"، ويرونه سفيراً لهم، كما فعل محمد صلاح، نجم ليفربول، لمصر.
وحسب موقع transfermarkt المتخصص في بيانات وإحصائيات اللاعبين، فإن القيمة السوقية للتعمري تبلغ حالياً 6 ملايين يورو.
ويطمح موسى التعمري إلى الاحتراف في الدوري الإسباني أو الألماني، ويمكن القول إنه قطع شوطاً كبيراً نحو ذلك، بانضمامه إلى فريق مونبلييه.
وأكد موقع bleacherreport أن التعمري تلقى في السابق عرضين من الدوري الإيطالي، من فريقي كالياري وفيورنتينا.
موسى التعمري يحفظ القرآن الكريم
من بين الجوانب المميزة في مسيرة اللاعب موسى التعمري التزامه الديني، إذ إنه يحفظ القرآن الكريم، وعمل كذلك على تحفيظه للأطفال والفتية قبل احتراف كرة القدم.
وكان التعمري قد استهجن في عام 2022، إغلاق أحد مراكز جمعية المحافظة على القرآن الكريم، مشيراً إلى أثر المركز الإيجابي في حياته.
وقال في منشور له على موقع "فيسبوك": "من أكثر الأمور التي ساعدتني في الثبات تجاه الفتن في الغربة؛ المداومة على قراءة القرآن، بالذات الأجزاء والآيات اللي حفظتها وأنا صغير، ويرجع الفضل بعد الله عز وجل والوالدين لمتابعة المشايخ في دار القرآن الكريم بالمسجد، ولجمعية المحافظة على القرآن الكريم، وتحفيزهم لي".
وأضاف: "اليوم عرفت أنه تم إيقاف العمل في المركز الذي كنت أحفظ فيه، وإغلاقه بشكل مؤقت!".
وتابع التعمري: "بغض النظر عن الأسباب؛ لكن والله الخبر يقشعر له البدن، لأن المركز كان له أثر إيجابي كبير بحياتي، وذكريات طفولة لا تُنسى".
تضامن موسى التعمري مع غزة
ومن المواقف التي لقيت صدى واسعاً بين الجماهير العربية لموسى التعمري مؤخراً، حرصه على التضامن مع الشعب الفلسطيني في خضم الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة.
وعبّر التعمري عن تضامنه مع القضية الفلسطينية، على الرغم من تهديدات وزير العدل الفرنسي بسجن أي شخص في فرنسا يحاول التعاطف مع فلسطين، 5 سنوات.
التعمري نشر على خاصية "القصص" بحسابه الشخصي على إنستغرام صورة بخصوص القرار الجديد في فرنسا، وعلق عليها بقوله: "فرنسا.. السجن 5 سنوات لمن يتعاطف مع غزة!".
وأتبعها بصورة أخرى يظهر فيها رفقة ناديه الأسبق "آود هيفرلي لوفين" البلجيكي في أثناء احتفاله بأحد الأهداف من خلال جملة كتبها على قميصه، وهي: "أوقِقوا الحرب في غزة"، وقد أرفق هذه الصورة بتعليق رد فيه على القرار الفرنسي قائلاً: "ومع هيك إحنا مع القضية".