- عموتة: تعودت على الانتقادات، وسنواجه العراق من أجل الفوز
- لم نتعمد الخسارة أمام البحرين
- ندخل كل مباراة بهدف الفوز
ردَّ المدير الفني لمنتخب الأردن لكرة القدم، المدرب الحسين عموتة، في مقابلة مع "عربي بوست"، على التقارير التي تتحدث عن تعمد "النشامى" الخسارة أمام منتخب البحرين، متحدثاً عن التجهيزات لمباراة العراق.
عبّر عموتة في الحوار عن انزعاجه من الاستفاضة في الحديث عن "نظرية" تعمّده الخسارة أمام المنتخب البحريني في الجولة الثالثة من الدور الأول لكأس آسيا 2023 في قطر.
أكد مدرب منتخب الأردن أنه يدخل كل مباراة من أجل تحقيق الفوز، معتبراً أن هذا الكلام "إساءة في حق المنتخب البحريني، وفي حق النشامى أيضاً"، داعياً إلى إنهاء هذا "الجدل"، والتركيز على مباراة الدور المقبل.
كشف عموتة في الحوار عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى تغيير التشكيل الأساسي في مباراة الجولة الثالثة، قائلاً إنه حقق جميع أهدافه التي خطط لها في دور المجموعات.
كما تحدث عن المواجهة القوية التي تنتظره في الدور المقبل أمام أسود الرافدين، مبيناً أنه يعي جيداً قيمة وأهمية مباراة العراق ولعبه ضد الأردن، وقوة لاعبيه، غير أنه يثق بإمكانيات منتخب الأردن، وقدرته على رفع التحدي لمواصلة المشوار في البطولة.
إلى نص المقابلة:
في البداية، نود طرح سؤال مباشر، نتمنى إجابتكم عنه؛ لما لقيه من تفاعل على مواقع التواصل والمواقع الرياضية: هل تعمّدتم الخسارة أمام البحرين لتجنب مواجهة المنتخب الياباني أو السعودي في الدور المقبل؟
لا إطلاقاً، لم نتعمد في منتخب الأردن الخسارة، وطيلة مشواري سواء كلاعب أو مدرب للمنتخبات أو الأندية، لم أدخل مباراة لأخسرها، فهذا غير منطقي تماماً.
لا أخفيكم سراً أن هذا الموضوع أخذ أكثر من حجمه. كل مدرب يُعدّ خطته وأسلوب لعبه، وأيضاً يختار تشكيلة لاعبيه وفق الظروف المحيطة بها، ووفق ما هو متاح لديه.
نحن نلعب في بطولة مجمعة، وتنتظرنا مباراة قوية في دور الـ16. علينا أن نحسن التعامل مع جميع المباريات. كل مواجهة نقوم بالتحضير لها بشكل خاص، حسب أهدافنا منها.
في نظرك، ما الأسباب التي أدت إلى خروج نظرية "تعمُّد الخسارة" بعد مباراة البحرين؟
الحديث بهذا الشكل يسيء إلى منتخب البحرين ويقلل منه، باعتبار أن فوزه "غير مستحق" ما دمنا تعمدنا الخسارة أمامه، وهذا فيه قلة احترام للأشقاء في المنتخب البحريني، لكنني أعتقد أن التغييرات التي أدخلتها على التشكيلة الأساسية التي خضنا بها الجولتين الأولى والثانية، هي ما دفع إلى الحديث عن تعمدنا إضعاف صفوف المنتخب الأردني، بغرض البحث عن خسارة تُجنبنا مواجهة منتخب معيّن.
هذا أيضاً فيه إساءة إلينا، فنحن لا نخشى مواجهة أي منتخب في البطولة. طبعاً نحترم جميع منافسينا، لكننا لا نهاب مواجهة أي أحد إلى درجة تعمُّد الخسارة.
الجميع كان يرشح منتخب كوريا الجنوبية للفوز علينا، فما الذي حدث؟ قدمنا مباراة كبيرة، وكنا الأقرب للفوز. علينا التركيز على مباراتنا في دور الـ16، وأن نضع مباراة البحرين خلف ظهورنا الآن.
خسارة منتخب الأردن ضد البحرين
لكن، لماذا قمت بتغيير التشكيلة الأساسية أمام البحرين، هل يمكن أن تشرح أكثر؟
كما قلت سابقاً، نحضِّرُ لكل مباراة وفق الظروف المحيطة بها، ووفق سياقها العام.
هاجسي الأول قبل مباراة البحرين كان حفاظي على المجموعة الأساسية استعداداً لخوض الدور المقبل، بغضّ النظر عن هوية المنافس، وكان من غير المعقول أن أغامر بإقحام إحسان حداد الذي يعاني من إصابة خفيفة ولديه إنذار سابق، وفي حال إشراكه كان من المحتمل أن تتفاقم إصابته، أو أن يتلقى بطاقة ثانية تُقصيه من المشاركة في المباراة القادمة.
الأمر ينطبق أيضاً على المدافع يزن العرب، الذي قد يتلقى بطاقة ثانية ويتعرض لعقوبة الإيقاف، خاصةً أن لاعبي الدفاع أكثر عرضة للإنذارات بفعل تدخلهم لوقف المهاجمين.
كما فضَّلتُ عدم المغامرة بموسى التعمري ونزار رشدان؛ خشية الإصابات، فالمنتخب الأردني فقد نور الروابدة في المباراة الأولى أمام ماليزيا، ومن غير المعقول أن أغامر بنزار كذلك في مباراة لا تعد حاسمة بالنسبة لنا، بعدما حققنا التأهل سلفاً.
كذلك، فقد كانت مواجهة البحرين فرصة لي كمدير فني لمنح دقائق من اللعب لبقية اللاعبين الذين لم يشاركوا في الجولتين السابقتين، وقد نحتاج لخدماتهم مستقبلاً، ومن الأفضل أن يكونوا جاهزين لتقديم الدعم متى طُلب منهم ذلك.
ما هي الأسباب الفنية لخسارة الأردن ضد البحرين؟
للأسف، لم ننجح في تحقيق الفوز، وكانت لدينا بعض فرص التسجيل، وارتكبنا أخطاء في عمق الدفاع، ما جعلنا نخسر المباراة.
أعتقد أننا حققنا أهدافنا من الدور الأول، وتأهلنا وحافظنا على أبرز لاعبينا، والأساس بالنسبة لي هو خوض الدور المقبل بالقوة الكاملة لفريقي.
مباراة العراق ضد الأردن
ستواجهون "أسود الرافدين" في الدور المقبل، ما قراءتكم لمباراة العراق ضد الأردن، وحظوظكم في هذه المواجهة؟
مواجهة العراق ستكون صعبة جداً؛ بالنظر إلى قوته وشخصيته التي ظهر بها في نسخة هذه السنة من كأس آسيا.
ما حققه أسود الرافدين في الدور الأول يوضّح بجلاءٍ أنه استعاد عافيته، ولديه إمكانيات فنية وبشرية رائعة، ويلعب بروح عالية.
بالنسبة لنا سنركز على إمكانياتنا الذاتية؛ حتى لا نعطي الثقة للمنافس، وأن ندخل المباراة بشخصيتنا التي ظهرنا بها لحد الآن، وأتمنى أن تحضر الفعالية الهجومية، وأن نكون في أعلى مستويات تركيزنا خلال المواجهة، وسنلعب بالطبع من أجل الفوز والعبور إلى دور ربع النهائي الذي غبنا عنه منذ العام 2011.
هل تعتقد أنك قادر على قيادة منتخب الأردن ضد العراق إلى ربع النهائي لثالث مرة في تاريخه، أو إلى النصف النهائي ودخول التاريخ لأول مرة بالنسبة لمنتخب النشامى؟
أتمنى ذلك، والطموح لا حدود له، لكنني مدرب واقعي أتعامل مع كل مباراة على حدة.
نريد بلوغ أبعد نقطة ممكنة في كأس آسيا، ولدينا مباراة قوية جداً يوم الإثنين، وسيركز منتخب الأردن لعبه أمام العراق، الذي سبق له التتويج بلقب المسابقة، وتَصَدّر مجموعة تضم منتخبات تعد الأقوى في القارة.
لذلك كل تركيزنا حالياً على المباراة أمام العراق، وما أستطيع قوله هو أننا سنقدم كل ما لدينا لمواصلة مشوارنا في البطولة لأقصى حد ممكن.
المهم في نهاية المطاف ألا يكون لدينا إحساس بالندم، وأن نكون راضين عن أنفسنا، لأننا قمنا بواجبنا، وبلّلنا القميص، ولم ندّخر جهداً في سبيل إهداء الفرحة للجماهير الأردنية والعربية.
هدفنا الآن تجاوُز المرحلة المقبلة، وبعدها لكل حادثٍ حديث.
انتقاد الحسين عموتة
تعرّضتَ لكثير من الانتقادات في مرحلة التحضير لخوض كأس آسيا، اليوم الجميع يشيد بما تقدمه مع "النشامى"، كيف عشت تلك المرحلة؟
الانتقادات شيء عادي في عالم كرة القدم، مررت بتجارب كثيرة مع الأندية والمنتخبات التي اشتغلت معها سابقاً.
حتى في بلدي المغرب، كنت أتعرض لانتقادات ربما أعنف مما تعرضت له هنا.
ذلك جزء من عملنا، لأن المدير الفني غالباً هو الحلقة الأضعف في المنظومة، وكل اللوم يقع على عاتقه.
كنّا دائماً داخل منتخب الأردن والاتحاد الوطني، نؤمن بالعمل الذي نقوم به، رغم كثير من الصعوبات التي واجهتنا سواء في مرحلة التحضير أو في تصفيات مونديال 2026.
الحمد لله، نجحنا في كسب الثقة بأنفسنا أولاً، والثقة بيننا كجهاز فني ولاعبين وجماهير، ودخلنا البطولة بتركيز كبير، خاصة في مباراة ماليزيا عن الجولة الأولى، والتي كانت مهمة بالنسبة لنا.
نعمل على الجانب الذهني للاعبين قبل كل مواجهة، وهو ما نقوم به حالياً تحضيراً لمباراة العراق ضد الأردن، ولا نفكر في الماضي، ولا في الإكراهات أو الانتقادات، ونركز على أهدافنا المقبلة، ونسير خطوة بخطوة.