فاجأ المدرب يورغن كلوب متتبعي الرياضة العالمية، بإعلانه الجمعة 26 يناير 2024، رحيله عن ناديه الحالي ليفربول الإنجليزي، عند نهاية الموسم الجاري، بعد نحو 8 سنوات ونصف من التحاقه بالإدارة الفنية لفريق "الريدز"، قادماً من الدوري الألماني، الذي صنع له اسماً كبيراً ومميزاً في عالم التدريب.
وقبل الانضمام لنادي ليفربول، كان يورغن كلوب قد خطف الأضواء بتتويجه بـ5 ألقاب مع نادي بوروسيا دورتموند الألماني، وهي: الدوري المحلي (بوندسليغا) في سنتي 2011 و2012، وكأس ألمانيا لكرة القدم في العام 2012، والسوبر الألماني في سنتي 2013 و2014.
وبلغ مع نفس الفريق، نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم سنة 2013، والذي خسره أمام نادي بايرن ميونخ الألماني(1-2) وأيضاً نهائي كأس ألمانيا في 2014 و2015، كما احتل وصافة الدوري الألماني في 2013 و2014.
وكان كلوب قد تسلم رئاسة الجهاز الفني لبوروسيا دورتموند في 2008، قادماً من نادي ماينز الألماني، الذي أشرف على تدريبه من 2001 إلى 2008.
وغادر يورغن كلوب نادي بوروسيا دورتموند في مايو 2015، مُحققاً معه رقماً قياسياً لم يسجله أي مدرب من قبل، ويتمثل في 180 انتصاراً مقابل 65 تعادلاً و73 هزيمة.
ويُلاحظ أنّ يورغن كلوب قد بقي مع دورتموند 7 سنوات كاملة، وهو يسير نحو قضاء 9 سنوات مع ليفربول، ما يؤكد أنه مدرب "وفي"، ويحب الاستقرار مثلما كان أيضاً لاعباً وفياً لنادي ماينز.
فقبل أن يتألق كمدرب، فإنّ يورغن كلوب، المولود بتاريخ 16 يونيو/حزيران 1967، كان لاعباً محترفاً ضمن نادي ماينز من 1990 إلى 2001، والذي حمل ألوانه في 325 مباراة رسمية، سجل خلالها 58 هدفاً، وبدأ معه اللعب كمهاجم وأنهاه في مركز ظهير أيمن.
طريقة عمل غريبة ولكنها ناجحة
وبغض النظر عن شخصيته الودودة التي يعرفها عنه اللاعبون وحتى المدربون المنافسون، فإنّ ليورغن كلوب طريقة عمل مميزة وغريبة في بعض الأحيان.
فبحسب ما رواه هو شخصياً، في إحدى المناسبات، فإنه لما كان مدرباً لنادي ماينز قام بأخد الفريق إلى السويد لإقامة معسكر بمنطقة منعزلة، بدون كهرباء ولا غذاء لمدة 5 أيام. وأوضح أنّ تلك التجربة قد أدت إلى تقوية الروح الجماعية بين اللاعبين.
وفي عام 2014، وقبل مباراة مهمة لفريق ليفربول أمام نادي أرسنال، برمج كلوب حصة تدريبية بإحدى الحدائق العامة بلندن للتخفيف من حدة التوتر لدى اللاعبين.
وكشف كلوب، أيضاً، أنه كثيراً ما يعود إلى بيته، بعد نهاية مباريات فريقه، مشياً على الأقدام، قصد إعادة تحليل المباراة مع نفسه بكل هدوء.
وهذه إذاً، بعض الأمور الخفية في حياة يورغن كلوب التي تضم أيضاً عشقه الكبير للأفلام الهندية "بوليوود"، وخضوعه لعملية زرع الشعر في سنة 2012.
سيغادر يورغن كلوب ليفربول بعدما فاز معه إلى الآن بـ7 ألقاب محلية وقارية، هي: الدوري الإنجليزي الممتاز في العام 2020، ودوري أبطال أوروبا في 2019، وكأس العالم للأندية في السنة ذاتها، وكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في 2022، وكأس الرابطة المحترفة الإنجليزية في 2022، والسوبر الإنجليزي في 2022 والسوبر الأوروبي في سنة 2019.
أما عن الألقاب الفردية، فقد نال المدرب الألماني المثير للجدل، جائزة أفضل مدرب "ذا بيست" من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، في 2019 و2020. وجائزة أفضل مدرب بإنجلترا عامي 2020 و2022. وجائزة أفضل مدرب بألمانيا في سنوات 2011 و2012 و2019 و2022.
وقد جاءت معظم ألقابه الجماعية والفردية في فترة عرفت منافسة وندية كبيرة مع المدرب الإسباني بيب غوارديولا، يتفوق في مجموعها كلوب على المدير الحالي لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
تفوق على غوارديولا في المواجهات المباشرة
وتشير الأرقام إلى أنّ كلوب وغوارديولا التقيا في 28 مباراة رسمية، منذ أن كان يعملان بألمانيا ثم بإنجلترا، إذ لا يخفى على متتبعي الكرة الأوروبية أن "بيب" درّب نادي بايرن ميونخ الألماني من 2013 إلى 2016.
وكانت أول مواجهة بينهما في 2013، لما فاز بوروسيا دورتموند على بايرن ميونخ، في مسابقة السوبر الألماني.
وعاد الفوز لكلوب في 12 مباراة مقابل 11 لغوارديولا، في حين انتهت 6 لقاءات بالتعادل. ويعتبر غوارديولا ثاني مدرب يتعرض لأكثر عدد من الهزائم أمام يورغن كلوب، بعد الإنجليزي إيدي هاو.
وفي سياق الحديث عن الندية المميزة بين كلوب وغوارديولا، فقد عبّر المدرب الإسباني عن تأسفه للرحيل المرتقب لغريمه الرياضي، إذ قال في تصريحات صحفية، أمس الجمعة: "على الصعيد الشخصي، كلوب كان خصمي اللدود، سواء عندما كان في دورتموند أو هنا، لذا سأفتقده بشدة.. سأكون مسروراً قليلاً، لأنني سأتمكن برحيله من الخلود للنوم في الليل بشكل أفضل قبل مواجهة ليفربول.. لكني أتمنى له التوفيق، وحتماً سيعود من جديد".
وكان كلوب قد برّر قراره بالرحيل عند نهاية الموسم الجاري، لشعوره بالإرهاق، ورغبته الشديدة بالراحة.. وهو نفس الكلام الذي تحدث به عند مغادرته لنادي بوروسيا دورتموند في مايو 2015، لكنه عاد للعمل بعد 4 أشهر فقط، وتسلم الإدارة الفنية لليفربول في أكتوبر السنة ذاتها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.