مدفوعة بقلق وجودي وغضب أعمى، تستميت إسرائيل لترميم أشلاء "صفقة القرن"، التي مزقها طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر 2023. يأمل الاحتلال الإسرائيلي أن يُحكم قبضته على اللحظة الراهنة، ثم يتسلل مرة أخرى إلى المنطقة، متسلحاً باتفاقيات تطبيع أبرمها، وأخرى يحاول إبرامها مع أنظمة المنطقة العربية.
لعل قادة إسرائيل اليوم يستوحون محاولتهم هذه من تسلل القرن الـ20 الأكبر، الذي نفّذه أجدادهم وآباؤهم من قادة عصابات الهاغاناه، الذين بنوا حصان طروادة رياضياً، تسللوا من خلاله إلى أرض فلسطين، ثم أعدّوا جيشاً ليحاربوا الشعب الذي استضافهم، بعدما أحرقت أوروبا من أحرقت منهم، ثم لفظت البقية.
مخطط "تسلل القرن" قديم قدم الفكرة الصهيونية، بدأ قبل أن تنشأ إسرائيل، وكان بعيداً عن أذهان الفلسطينيين بُعد بلادهم عن بولندا!
اليهودي القوي
تحفّه من الشمال جبال خينكان الصغيرة، وبمحاذاة جنوبه نهر عظيم يسمى "آمور"، يمتد لأكثر من 500 كيلومتر، أما غربه فغابات كثيفة تتوافر على أخشاب ثمينة وحيوانات لها فراء يقتنيه السادة والنبلاء، تلك جغرافيا "إقليم بيروبيدجان"، الذي كاد يكون إسرائيل التي نعرفها اليوم، لكن شاءت الأقدار غير ذلك. ففي القرن السابع الميلادي، استقرت قبائل الخزر الوثنية، التي اعتنقت اليهودية بعد ذلك مناطق قريبة من "إقليم بيروبيدجان".
انهارت المملكة بعد 5 قرون، وساح وتاه سكانها في الأراضي المجاورة، حتى باتوا الرافد الرئيس ليهود روسيا وأوكرانيا وسائر أوروبا الشرقية التي نعرفها اليوم. وراحوا يقيمون في "الغيتوهات" وينعزلون عن المجتمعات للحفاظ على نقاء "شعب الله المختار"، كما تقول الأسطورة.
أحد خريجي "معازل الجيتو" تلك هو إسحاق ساديه، أبو منظمة "هبوعيل"، إحدى أعمدة الرياضة الإسرائيلية، وأحد آباء جيش الدفاع الإسرائيلي، ومن قبل عصابات الهاغاناه.
آمن ساديه ونشر ثقافة "اليهودي القوي"، وهي ثقافة مضادة لحقيقة الإنسان اليهودي في أوروبا، الضعيف النحيل المُهان والمعزول.
كان ساديه مصارعاً محترفاً، ومنظراً صهيونياً، وعسكرياً خبيراً. هاجر إلى فلسطين مطلع العام 1920، ليعيد أمجاداً لم تكن يوماً. إسحاق ساديه وجه الرياضة الإسرائيلية المظلم، ورئيس أركان عصابة الهاغاناه (1945-1947) وقائد عسكري لولاه لتعثر قيام إسرائيل.
قصة ساديه هي قصة إسرائيل.. وقصة الرياضة الإسرائيلية هي تسلل القرن الماضي!
لقراءة القصة كاملة اضغط هنا