جوار الكوفية والبطيخ والكثير من الأغاني والهتافات، غدت "رقصة الحرية" أيقونةً تعبيرية عن التضامن مع حق الشعب الفلسطيني في مواجهة حملة الإبادة العرقية التي يتعرض لها. فبعد 5 سنوات من تأدية شاب فلسطيني لها وسط رصاص جنود الاحتلال، والدخان الكثيف، أصبحت الرقصة رمزاً عالمياً، وانتشرت سريعاً في ميادين العالم الواقعية والافتراضية، إذ باتت "تريند" في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً بين المراهقين وصغار السن.
الغناء والموسيقى والرقص كانت ثالوث الحياة عند الهنود الحمر، يشكلون وقوداً فكرياً وحضارياً يعبّر عن عمق علاقتهم بالبيئة، تلك العلاقة التي أحبوها قبل أن يتعرضوا لعمليات الإبادة الجماعية التي فرضها المستوطن الأوروبي بلا رقابة أو حرمة.
أصل هذه الرقصة أقدم من إسرائيل، ومن حليفتها الولايات المتحدة، إذ اخترعها الهنود الحمر، وهم الذين اعتبروا الرقص من عباداتهم. فمن الأخبار اليقين التي وصلتنا عنهم أن جزءاً من تفاعلهم مع أراضيهم كان عبر الرقص. أما ملابسهم الاستثنائية، والتي تنتشر اليوم في ساحات الاحتجاجات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، فتحمل رموزاً ودلالات تعبّر عن التاريخ والثقافة الهندية التي أباد آباء الولايات المتحدة نسلها.
ومن ميادين السياسة إلى ميادين كرة القدم ها هي "رقصة الحرية" تبرز، لكن هذه المرة مصحوبة بالعلم الفلسطيني، ودون الزي الهندي القديم، بل مقرونة بالقميص والهدف والجزائر!
تيفو لـ"أبي عبيدة"
يوم 17 نوفمبر الجاري، وعلى ملعب "5 يوليو"، يوم استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي، واجه فريق مولودية الجزائر فريق شبيبة الساورة، وهزم الأول الأخير برباعية. تألُّق لاعبي المولودية لم يخطف الأنظار من الجماهير التي صنعت الحدث بـ"تيفو" هو الأضخم على الإطلاق لشخصية سياسية فلسطينية. رسمت جماهير المولودية صورة لرمز المقاومة الفلسطينية أبي عبيدة، الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس. وأحيطت الصورة بألوان الأحمر والأخضر والأسود التي تمثل علم فلسطين.
بلايلي يرقص "رقصة الحرية"
وعلى أرض الملعب احتفل نجم منتخب الجزائر يوسف بلايلي بهدفه برقصة الحرية، حاملاً العلم الفلسطيني، في لقطة كانت هي الأبرز في المباراة، وربما كانت رقصة البلايلي أجمل احتفال بهدف تشهده الملاعب العربية منذ مدة طويلة.