تستعر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويستمر الدعم الأمريكي والأوروبي لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي التي ترتقي لدرجة جرائم الحرب. في المقابل، لم تتوقف حلقات المساندة والدعم للقضية الفلسطينية، خاصة في الملاعب العربية، آخر تلك الحلقات أنتجته جماهير أهلي بنغازي الليبي، الذين وجهوا رسائل واضحة لدعم فلسطين.
"عودوا إلى الدين.. لتعد فلسطين"
يوم السبت الماضي، حلّ نادي الأنوار ضيفاً على أهلي بنغازي في إطار مسابقة الدوري الليبي الممتاز. أهلي بنغازي أكرم ضيفه وأمطر شباكه بخماسية، وأمتع المشاهدين بأداء راقٍ. لكن ذلك الفوز العريض، لم يخطف الأضواء من الجماهير التي قامت بتوجيه رسائل سياسية حملت طابعاً دينياً واضحاً.
رفعت جماهير أهلي بنغازي لافتة ضخمة "تيفو"، خطّ عليها: "عودوا إلى الدين.. لتعد فلسطين". ليس هذا فحسب، بل قامت الجماهير أيضاً بكتابة المقولة الشهيرة للصحابي عمر بن الخطاب، والتي يقول فيها: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام مهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها جماهير أهلي بنغازي بتوجيه رسائل ذات معانٍ سياسية عالية.
تيفو تاريخي
قبل أسبوع من اليوم قامت نفس الجماهير بعرض ضخم أثار إعجاب الجماهير العربية والعالمية. 6 شخصيات لها تاريخ نضالي في الوطن العربي، خاصة في التحرر من الاستعمار، رسمتهم جماهير أهلي بنغازي ودخلت بهم ملعب المباراة. أبطال "التيفو" هم: عمر المختار، وعبدالكريم الخطابي، ومصباح الجربوع، عبد القادر الجزائري، وسلطان الأطرش، وسعد زغلول.
المجاهد الليبي عمر المختار، هو أحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين، وهو الذي حارب الاستعمار الإيطالي لأكثر من 20 عاماً. بينما كان الخطابي أحد أشهر قادة المقاومة المغربية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي.
أما مصباح الجربوع فهو مناضل تونسي، ومن أبرز قادة المقاومة ضد المستعمر الفرنسي في الخمسينيات من القرن الماضي.
بالإضافة إلى الثلاثي التاريخي عبد القادر الجزائري وهو القائد السياسي والعسكري الذي قاد المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر، وسلطان الأطرش كان القائد العام للثورة السورية الكبرى التي قامت ضد المستعمر الفرنسي في الربع الأول من القرن الماضي. ومن مصر، اختارت الجماهير الليبية سعد زغلول قائد ثورة 1919 وأحد الزعماء المصريين التاريخيين.
استمرار العدوان الإسرائيلي
ويشهد قطاع غزة غارات إسرائيلية عنيفة وغير مسبوقة، كما قطعت قوات الاحتلال الاتصالات وخدمات الإنترنت عن القطاع المحاصر جواً وبراً وبحراً.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء إلى 9770 منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وأشارت إلى أن 70% من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 24 مجزرة كبرى راح ضحيتها 243 شهيداً.