استحوذ وليد صادي، الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم، على المشهد الإعلامي في الجزائر بعد نجاحه في الانتخابات، لينهي حقبة استمرت 3 أشهر بقي فيها اتحاد اللعبة بلا رئيس.
صادي خاض الانتخابات وحيداً دون منافسة من أي شخصية كروية في البلاد، ليخلف جهيد زفيزف المستقيل من منصبه في شهر يوليو/تموز 2023؛ بعد خسارته في انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف".
ونال صادي ثقة 76 عضواً من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجزائري مقابل 5 من المصوتين رفضوا منصبه، فيما امتنع واحد فقط عن التصويت.
وفي السطور التالية نلقي نظرة على تاريخ وليد صادي والتحديات التي تنتظره على رأس عمله الجديد خلال الفترة الرئاسية التي ستنتهي خلال 18 شهراً، وفق موقع النهار أون لاين الجزائري.
من هو وليد صادي الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم؟
يُنظر إلى وليد صادي على أنه واحد من أبرز الشخصيات الكروية في الجزائر، حيث سبق له النهوض بنادي وفاق سطيف، علماً بأن أصوله من مدينة الوادي الجزائرية.
وُلد صادي البالغ من العمر حالياً 46 عاماً، في مدينة وادي سوف الواقعة في جنوب شرقي للجزائر، ثم انتقل مع عائلته إلى بلدة سطيف وهناك عمل في التجارة مع أقاربه.
استثمر صادي عقد رعاية وتمويل أبرمته الشركة الخاصة بعائلته مع نادي وفاق سطيف ليقتحم مجال كرة القدم، المجال الذي أحبه كثيراً، فاقترب رويداً رويداً من شؤون النادي حتى وطّد علاقته بعبد الحكيم سرار رئيس مجلس الإدارة، ليبدأ معه سلسلة من النجاحات بعدما أصبح المدير الرياضي للنادي.
وتُجمع وسائل الإعلام الجزائرية على أن صادي يمتلك خبرة عالية في مجال الإدارة الرياضية وإنجازاته مع وفاق سطيف خير دليل على ذلك، حيث أعاد هيكلة الفريق الذي تُوج بلقب البطولة العربية للأندية الأبطال عامي 2007 و2008 على حساب الفيصلي الأردني والوداد المغربي على التوالي، كما وصل إلى نهائي الكونفدرالية الأفريقية عام 2009 والذي خسره الفريق أمام الملعب المالي بفارق ركلات الترجيح.
نجاحاته وأسلوب عمله لفتا إليه الأنظار ليستعين به محمد روراوة الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم في مارس/آذار 2009، فأصبح ذراعه اليمنى مع مرور الوقت، كما لازمه في جميع لقاءاته الداخلية والخارجية.
في تلك الفترة شغل صادي منصب المدير العام للاتحاد الجزائري لكرة القدم، وصبّ كامل تركيزه على شؤون المنتخبات الوطنية، ليتمكن "محاربو الصحراء" في عهده من بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم في نسختين متتاليتين وذلك في جنوب أفريقيا 2010 وكان ذلك للمرة الأولى منذ 24 عاماً، ثم البرازيل 2014.
مناصب مهمة تقلّدها وليد صادي
إضافة إلى توليه عدة مناصب إدارية في نادي وفاق سطيف، عمل وليد صادي في المكتب الفيدرالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم على فترتين، الأولى من عام 2009 حتى 2012، والثانية من عام 2013 حتى 2016.
كما تقلّد منصب مدير المنتخبات الوطنية الجزائرية، أما أفريقياً فكان عضواً في لجنة التسويق لحقوق بث المنافسات في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وعلى الصعيد العربي كان عضو لجنة تطوير كرة القدم لدى الاتحاد العربي للعبة.
ماذا قال صادي عند توليه منصب رئاسة الاتحاد الجزائري؟
لم يتأخر صادي كثيراً ليعبّر عن شكره وامتنانه لكل أولئك الذين منحوه الثقة وصوتوا له باختياره رئيساً للاتحاد الجزائري لكرة القدم.
وفي أول تعليق له قال صادي على حسابه الرسمي بمنصة "إكس" (تويتر سابقاً): "أشكر أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الجزائري لكرة القدم على ثقتهم إثر انتخابي رئيساً للاتحاد، ثقة بمثابة تكليف أستشعر أهميته، وآمل أن أكون في مستوى المسؤولية التي سأسعى من خلالها إلى بذل الجهد اللازم والمطلوب للارتقاء إلى مستوى ثقة جماهيرنا الوطنية وقيادة بلادنا".
وأضاف صادي في تغريدة أخرى: "ولن يكون ذلك إلا بمساندتكم ومساعدتكم ونقدكم البنّاء لأجل الرقي بكرتنا وبوطننا، تحيا الجزائر".
ملفات تنتظر وليد صادي
بفوزه في الانتخابات أصبح صادي الرئيسَ الثامن عشر للاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي تأسس عام 1962، ويقع على عاتقه الآن إعادة الكرة الجزائرية إلى الواجهة بعد العثرات التي مرت بها الأندية والمنتخب على حد سواء، إذا ما استثنينا فوز اتحاد الجزائر بكأس الكونفدرالية الأفريقية 2023 وأتبعه بكأس السوبر الأفريقي على حساب الأهلي المصري.
ولعل أهم ما ينتظر صادي، الذي يُعد واحداً من أصغر الشخصيات التي وصلت إلى هذا المنصب، هو إعادة البريق لمنتخب الجزائر الذي تُوج بكأس الأمم الأفريقية عام 2019، لكنه أُقصي من الدور الأول في النسخة التالية (الكاميرون 2021) بعدما جمع نقطة واحدة فقط من أصل 9 تذيل بها ترتيب المجموعة الخامسة التي ضمت منتخبات ساحل العاج وغينيا الاستوائية وسيراليون.
وعدّدت صحيفة الشروق الجزائرية 21 مهمة تنتظر صادي في فترة رئاسته، أبرزها اعتماد هيكل تنظيمي جديد لإدارة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وتخفيض حجم الإنفاق لاتحاد اللعبة، ودعم المنتخبات الشبابية وكرة القدم النسوية وكذلك المدرسية والجامعية، وتطوير كرة القدم داخل الصالات وكرة القدم الشاطئية، والدخول في حوار عاجل مع مسؤولي الأندية لتقييم مشروع الاحتراف، وتطوير الحكام وإيجاد حلول لديون الفرق الرياضية في البلاد.