في 19 سبتمبر/أيلول 2023 عاش الإيطالي إيفان بروفيديل ليلة ساحرة لم يكن يحلم بها ولا بالسيناريو الذي تحقق فيها، وتحديداً خلال الوقت المتأخر من موقعة لاتسيو وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا.
بروف يديل وضع بصمته الخاصة بطريقة مميزة ستبقى خالدة في أذهان عشاق كرة القدم على وجه العموم، حين تقمص دور رأس الحربة ببراعة وإتقان شديد وارتقى فوق الجميع في منطقة الجزاء للفريق المنافس ويسجل هدفاً برأسه، منح من خلاله لاتسيو هدف التعادل في الدقيقة الـ95، وسط فرحة هستيرية في كل جنبات ملعب الأولمبيكو.
في الواقع يملك بروفيديل تفاصيل لافتة في حياته قد تكون أكثر إثارة من اللحظة التي سجل فيها هذا الهدف التاريخي، نسلّط عليها الضوء من خلال السطور التالية.. فمن هو إيفان بروفيديل؟
من هو إيفان بروفيديل حارس لاتسيو الهداف؟
وُلد إيفان بروفيديل يوم 17 مارس/آذار 1994 بمدينة بوردينوني الواقعة في شمال شرقي إيطاليا، لأب إيطالي وأم روسية كانت تعمل معلمة للغة الإنجليزية في موسكو.
كان أجداد إيفان لوالدته يعيشون في مكان قريب من منزل ليف ياشين حارس المرمى الأسطوري الذي تُوج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 1963.
خدم جد إيفان بروفيديل مع ياشين في جيش الاتحاد السوفييتي، وهو أمر اعترف به اللاعب في مقابلة سابقة مع صحيفة لاغازيتا ديللو سبورت الإيطالية عام 2021.
وقال إيفان: "خدم جدي في الجيش مع ياشين وكانا يعرفان بعضهما البعض جيداً، في الحقيقة هذه العلاقة مع حارس المرمى الوحيد الفائز بالكرة الذهبية جعلتني أحلم بأن أكون مثله، وأن أفتخر بذلك".
وأضاف: "اعتادت جدتي أن تخبرني على الدوام بأن حارس المرمى العظيم ياشين هو جارهم".
بدأ مهاجماً ثم أصبح حارس مرمى
بدأ بروفيديل مسيرته الكروية مع فريق محلي ولعب معه في مركز المهاجم، لكن قبلها اعترف بأنه أحب دور حارس المرمى بعدما شاهد الأداء الراقي الذي قدمه مواطنه فرانشيسكو تولدو مع منتخب إيطاليا في نهائيات كأس أوروبا (يورو 2000)، خاصة في الدور نصف النهائي ضد هولندا.
وعن ذلك قال بروفيديل في مقابلة مع الموقع الرسمي لرابطة الدوري الإيطالي: "بدأت كرة القدم عندما كنت طفلاً من مركز الهجوم، في الحقيقة كانت نسبة تسجيلي للأهداف جيدة".
وتابع مستدركاً: "لكن وفي مرحلة ما، قررت التحول إلى حراسة المرمى غير أن أحدهم قال لي بأني سأفشل"، لذا اُضطررت يومها إلى مواصلة اللعب كمهاجم.
لكن بروفيديل حسم أمره تماماً في عام 2009 بأنه يريد اللعب كحارس مرمى، وهو ما تم بالفعل عند انضمامه إلى أكاديمية أودينيزي.
الأندية التي لعب بها إيفان بروفيديل
بعد ثلاثة أعوام من انضمامه إلى أودينيزي، انتقل بروفيديل إلى شباب كييفو فيرونا، ثم لعب لأندية بيزا وبيروجيا ومودينا وبرو فيرتشيلي على سبيل الإعارة.
تعرّض إيفان بورفيديل لإصابة خطيرة على مستوى الشظية عام 2017، عاد بعدها ليلعب مُعاراً إلى إمبولي ومن بعده مع يوفي ستابيا وسبيزيا حتى وصل إلى لاتسيو في صيف عام 2022 بطلب من المدرب ماوريتسيو ساري.
في أول مواسمه مع نادي العاصمة الإيطالية (2022-2023)، لعب بروفيديل 45 مباراة بجميع البطولات، استقبلت فيها شباكه 43 هدفاً وحافظ على نظافتها في 22 مباراة.
مسيرته الدولية
ارتدى بروفيديل قميص منتخب إيطاليا في الفئات السنية الأصغر، ولم تتم دعوته للفريق الأول. اللافت أنه تدّرب تحت قيادة تولدو الشخص الذي كان سبباً في حبه لمركز حراسة المرمى، وذلك مع "الآزوري" تحت 20 عاماً.
سر ارتداء القميص 94
لعل أكثر ما لفت انتباه عشاق كرة القدم في بروفيديل أنه يرتدي القميص 94، وهو ما فعله مع جميع الأندية التي لعب لها.
اختيار الرقم 94 ليكون على ظهر بروفيديل لم يأت من فراغ، فقد قرر وضع هذا الرقم، لأنها السنة التي وُلد فيها (1994).
رابع حارس مرمى يسجل في دوري أبطال أوروبا
دخل إيفان بروفيديل تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا التي تُصنف على أنها أقوى بطولة للأندية على مستوى العالم، عندما سجل هدفاً لفريقه لاتسيو في مرمى أتلتيكو مدريد بدور المجموعات، وذلك يوم 19 سبتمبر/أيلول 2023.
الهدف المتأخر الذي سجله بروفيديل وجعل منه أكثر لاعب كرة قدم شهرة في العالم بتلك الليلة، جعل منه رابع حارس مرمى يسجل هدفاً في "التشامبيونزليغ".
وحسب شبكة opta المتخصصة في الإحصائيات والبيانات، فقد سبق بروفيديل إلى هذا الإنجاز ثلاثة حراس مرمى؛ أولهم وأبرزهم هانز يورغ بات الذي هز الشباك 3 مرات مع 3 فرق مختلفة وهي هامبورغ وباير ليفركوزن وبايرن ميونيخ وجميعها جاءت من شباك يوفنتوس من علامة الجزاء، وذلك أيام 13 سبتمبر/أيلول 2000، و12 مارس/آذار 2002، و8 ديسمبر/كانون الأول 2009 على التوالي.
أما الحارس الثاني فكان سينان بولات الذي سجل هدفاً لفريقه السابق ستاندر دو لياج البلجيكي في مرمى إي زد ألكمار الهولندي يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 2009، بينما آخرهم قبل بروفيديل هو النيجيري فنسنت إنياما الذي سجل لهبوعيل تل أبيب في مرمى أولمبيك ليون يوم 29 سبتمبر/أيلول 2010.