عندما تتولى مسؤولية الاعتناء بأشهر الرياضيين على وجه الأرض، قد تظن أن المهمة تتطلب أساليب متطورة وأدوية فاخرة ومكلفة للحفاظ على لياقتهم في أوجها. ولكن في بعض الأحيان، قد يكون الحل أبسط مما تتخيل. فقد اكتشف طبيب ميسي، نجم إنتر ميامي والأرجنتين، أن كل ما يحتاجه النجم الأرجنتيني هو تغيير في نظامه الغذائي، وبعض العلاجات الزهرية التي يمكن شراؤها بأقل من 10 جنيهات إسترلينية.
ميسي هو واحد من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، حيث فاز بسبع كرات ذهبية، وأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وعشرة ألقاب في الدوري الإسباني، ورصّع تاجه في عام 2022 باللؤلؤة الأغلى؛ كأس العالم. ومع ذلك، كان يعاني من مشكلة صحية غامضة كانت تؤثر على أدائه وصحته. كان يصاب بالقيء المتكرر خلال المباريات، دون سبب واضح. هذه المشكلة كانت تزعجه منذ سنوات، وكان يحاول إخفاءها عن الجمهور والصحافة، حتى تفاقمت في عام 2013.
نظام غذائي جديد لميسي
في عام 2014، اعترف ميسي بأن هذه المشكلة "تحدث دائماً"، وأنه لا يعرف سببها. قال: "لا أعرف ما يحدث. رأيت الأطباء وأخذت الأدوية، لكن لم تجدِ نفعاً". بعض الخبراء اقترحوا أن المشكلة قد تكون ناتجة عن التوتر أو التغذية السيئة. ولكن لم يجد ميسي حلاً فعالاً حتى التقى بالدكتور جوليانو بوزير، اختصاصي التغذية الإيطالي.
بوزير هو طبيب رياضي له خبرة تزيد على عقدين في مجال التغذية والصحة. يستخدم بوزير نهجاً شاملاً يركز على التوازن بين الجسم والعقل والروح. يؤمن بأن الغذاء هو الدواء، وأن الطبيعة هي المصدر الأفضل للشفاء. لذلك، نصح ميسي بإجراء بعض التغييرات في حياته، بدءًا من نظامه الغذائي.
طلب من ميسي أن يتجنب الأطعمة التي تسبب التهاباً في الجسم، مثل الدقيق والخميرة والقمح الموجودة في البيتزا والمعكرونة والخبز الأبيض. كما طلب منه أن يقلل من استهلاك اللحوم الحمراء والبيض والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان، التي قد تسبب حساسية. وبالطبع، حظر عليه شرب المشروبات الغازية والكحول، التي تؤثر سلباً على الكبد والكلى. بدلاً من ذلك، شجعه على تناول الأطعمة العضوية والطازجة مثل الخضراوات والفواكه الموسمية، وشرب مياه معدنية نقية، وتناول شراب الشاي، والمشروب الأرجنتيني الشهير، المتة، الذي يحتوي على الكافيين ومضادات الأكسدة.
هذه التغييرات في نظامه الغذائي أدت إلى خسارة ميسي لثلاثة كيلوغرامات من وزنه، وتحسن في مستوى طاقته وصحته. كما أنها ساعدته في التخلص من مشكلة القيء، التي كانت تزعجه لفترة طويلة. قال ميسي: "لاحظت حقاً التغيير عندما تعلق الأمر بالقيء. قالوا إنه يمكن أن يكون بسبب العديد من الأشياء، ولكن في النهاية غيرت ذلك (يقصد نظامه الغذائي)، ولم يحدث بعد ذلك".
طبيب ميسي يعالجه بالأزهار
ولكن هذا لم يكن كل شيء؛ فقد نصح بوزير ميسي أيضاً بالبحث عن التوازن النفسي والجسدي من خلال الانشغال العاطفي والعلاج النفسي. فقد كان ميسي يتعرض لضغوط كبيرة بسبب توقعات المشجعين والإعلام منه، وكان يحتاج إلى تعلم كيفية التعامل مع المخاوف والشكوك والانتقادات. لذلك، استخدم بوزير علاجاً غير تقليدي، هو مستخلص "زهور باخ".
هذا "العلاج" مكون من مستخلصات 38 نوعاً من الزهور، تم تطويرها في الثلاثينيات من قبل إدوارد باخ، طبيب بريطاني. يقول باخ إن هذه الزهور تحمل طاقة إيجابية تساعد في تقليل العواطف السلبية مثل القلق أو الغضب أو الحزن. يتم إضافة قطرات من هذه المستخلصات إلى الماء أو تحت اللسان، لتؤثر على جهاز الأعصاب المركزي والجهاز اللمفاوي، الذي يتعامل مع العواطف.
لا يوجد دليل علمي قوي على فعالية هذه العلاجات، وقد انتقدها بعض الخبراء باعتبارها دجلاً، لكن بوزير يؤمن بهذه الطريقة، وقد استخدمها مع ميسي، ويبدو أنها نجحت بالفعل.
ميسي حساس وعاطفي
لكن بوزير مصمم على كون: "زهور باخ هي علاجات طبيعية تساعد في توازن العواطف، وأنها مفيدة جداً للرياضيين الذين يواجهون ضغطاً وتوتراً كل يوم". فيما يخص ميسي أضاف الطبيب الإيطالي، أن أفضل لاعب في مونديال 2022: "شخص حساس وعاطفي. يحتاج إلى التعبير عن مشاعره أكثر وأن يكون أكثر ثقة بنفسه".
بالعودة إلى "مستخلص زهور باخ" فهو علاج رخيص، ويسهل العثور عليه، يمكنك شراء زجاجة من هذا "العلاج" العجيب مقابل أقل من 10 جنيهات إسترلينية من الصيدليات أو محلات العطارة، على الرغم من أنه وفقاً لموقع Medical News Today، لا يوجد دليل علمي قاطع على فاعليته.
على أية حال، عاد ميسي بقوة في موسم 2014/ 15، حيث سجل 58 هدفاً وأضاف 27 تمريرة حاسمة في 57 مباراة.
كان هذا تحسناً ملحوظاً عن الموسم السابق، حيث لعب ميسي 46 مباراة فقط، وسجل 41 هدفاً وصنع 14 هدفاً في جميع البطولات.
كما قاد برشلونة للفوز بالثلاثية؛ الدوري الإسباني، وكأس الملك، ودوري أبطال أوروبا، ليصبح أحد القلائل بالتاريخ الذين حققوا هذا الإنجاز مرتين.
كما قاد أيضاً الأرجنتين للوصول إلى نهائي كوبا أميركا مرتين على التوالي، في عامي 2015 و2016، على الرغم من أنه خسر في كلتا المرتين بركلات الترجيح.
وواصل ميسي التألق منذ ذلك الحين، حيث كسر العديد من الأرقام القياسية وفاز بالعديد من الجوائز.
يرجع ميسي الفضل للدكتور بوزير لمساعدته في التعافي، قال: "أنا ممتن جداً له على كل ما فعله من أجلي". من الجهة الأخرى، عبر الدكتور بوزير عن فخره بالعمل مع ميسي؛ إذ يقول: "هو عبقري في الملعب، ولكنه أيضاً شخص متواضع وطيب خارجه. هو مثال للجميع".