ستكون ليا ويليامسون، قلب دفاع فريق أرسنال وإنجلترا، أول لاعبة في المنتخب الوطني الإنجليزي للسيدات، تصعد إلى منصة الأمم المتحدة في قمتها لتتحدث عن اللاجئين السوريين الثلاثاء، 19 سبتمبر/أيلول 2023.
وتقول صحيفة The Guardian البريطانية إن هذه الفرصة ما كانت لتتاح للنجمة الإنجليزية لو أن إصابة الرباط الصليبي الأمامي التي تعرضت لها في أبريل/نيسان، والتي أبعدتها عن المشاركة في كأس العالم لم تمنحها الوقت الكافي لزيارة مخيم الزعتري في الأردن، أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم.
وسافرت ويليامسون للمخيم في أغسطس/آب، لزيارة المبادرة المشتركة لمنظمة إنقاذ الطفولة ومؤسسة أرسنال، التي توفر لفتيات المخيم فرصة المشاركة في مجموعة متنوعة من البرامج من خلال كرة القدم.
ويليامسون تتحدث عن اللاجئين السوريين
وقالت ويليامسون، حسب ما نشرته الصحيفة البريطانية: "أجده أمراً غاية في الصعوبة؛ لأنه من الطبيعي، في هذا العالم، حين يخبرك شخص بمشكلة ما، فسترغب في مساعدته في حلها، ولكن من الواضح أن الأمر ليس بهذه البساطة. وكانت أصعب اللحظات حين كنا نتحدث مع الآباء في بعض الجلسات لمساعدتهم في فهم ضرورة السماح لبناتهم بالمشاركة في الرياضة".
وأضافت: "بدأنا بمحادثة رائعة حقاً، مجرد الاستماع إلى آرائهم عن الطريقة التي تغيرت بها حياتهم، ومدى تحمّسهم لمشاركة بناتهم في الرياضة. ثم قال أحد الآباء إنهن بعد أن اكتسبن هذه الثقة الآن وبدأن بشق طريقهن في الحياة، فربما يتعين عليه الرحيل للبحث عن فرصة لهن. ونعلم جميعاً ما يعنيه الرحيل عن مخيم اللاجئين، وما يشكله ذلك من خطر على الحياة، والسفر ربما عبر البحر".
وأضافت ويليامسون: "لقد صدمني أن لديهم كل هذه الأحلام، لكن الظروف والأماكن التي وُلدوا بها أعاقتهم عن تحقيقها مقارنة بنا. وهذا يفطر قلبي في كل مرة؛ لأن لا أحد منا يعرف ما ينتظره في المستقبل".
ولا تكف ويليامسون عن تشجيع الفتيات على السعي وراء أحلامهن والعثور على شغفهن، لكنها لا تستطيع قول هذه الأشياء في مخيم الزعتري. وقالت: "لا يمكنك أن تقول لطفل: "احلم بالقدر الذي تريده". لا يمكنني أن امنحهم هذا الشعور بالطمأنينة، هذا أمر غاية في الصعوبة".
ولا يمكن لمعسكرات كرة القدم هناك أن توفر لهم مستقبلاً واضح المعالم، ولكنها بمثابة مهرب لهم. تقول ويليامسون: "هذا في كل مكان. حين أخطو على أرض الملعب أنسى كل شيء كنت أفكر فيه. وهذا لا نفعله بوعي منا، بل فجأة تختفي كل همومك وأفكارك. وأعتقد أنها بالنسبة لهم شيء كبير ومهم، خاصة مع جلسات التأهيل التي يشاركون فيها".
نشاط حقوقي لويليامسون
وويليامسون معتادة على النشاط الحقوقي، فقد شاركت في فريق إنجلترا الذي فاز ببطولة أوروبا العام الماضي، ثم طالبت بالمساواة في ممارسة الرياضة بين الأولاد والبنات في المدارس. ورغم أنها سعيدة بنشاطها الحقوقي، فهي تشعر بالإحباط إزاء الطريقة التي يتحدث بها الناس عن نشاطها، تقول: "سيقول الناس: "ركزي على كرة القدم فحسب". وأنا أقول: "هذه هي الحياة وأحاديث الحياة وظروفها الحقيقية. لا قصة، ولا دراما، بل هي أبيض وأسود. هكذا نُعامَل، وهكذا ينبغي أن نُعامَل، وأغلبية الناس يتفقون معنا".
وأضافت: "نواجه أوضاعاً، مثل الوضع في الزعتري، المليء بأشخاص فارين من الحرب. لذلك حين يتحدث الناس معي عن ذلك، أقول في نفسي: "لماذا لا يريد الجميع العيش في عالم أفضل؟ لماذا لا تساهم فيه إن استطعت؟ ولهذا السبب، فأنا لا أرتاح للطريقة التي تُستخدم بها كلمة النشاط الحقوقي، لأنني أرى أنه من الطبيعي أن يتصرف الأشخاص العاديون بهذه الطريقة".
ورؤية الصعوبات التي تواجهها الفتيات في مخيم الزعتري تضع الصعوبات في وطنها في مكانها الصحيح أيضاً. وتقول: "حين يقول لي الناس لا هنا، أقول في نفسي الآن: لا؟ حقاً؟"، لأننا إذا تمكنا من فعلها هناك، فيمكننا فعلها هنا. لا سبب لإيقافنا هنا، هو مجرد رأي أو شخص لا نتفق معه، وليس عوائق فعلية، مثل عدم امتلاك منزل. أحاول ألا أقارن بين الوضع هنا وهناك؛ لأن ذلك قد يدفعني إلى الجنون، أو سأشعر بأنني عديمة الفائدة".
وأضافت: "ولكن في ما يتعلق بمحاولة التغيير نحو الأفضل، فأنا أقول: "عليك أن تعطيني سبباً أقوى من "لا" الآن؛ لأنه حين أطلب شيئاً أعتقد أنه يستحق، فهو قابل للتحقيق. أعلم أنه كذلك".