الحج إلى الدوري الإنجليزي.. كيف تغير الأموال الأمريكية كرة القدم إلى الأبد؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/15 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/15 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش

كانت المشاهد الأولى للأرجنتيني ليونيل ميسي في الأراضي الأمريكية أشبه بحفل قداس، بدايةً بالأمطار الغزيرة التي هطلت أثناء تقديمه، ووصولاً إلى إحرازه هدف الفوز في الزاوية الـ90 في الدقيقة الـ94.

نبوءة ميسي الكروية صالحة لكل مكان، هذا ما قاله العرب والأوروبيون الذين توقعوا أن تسكن الكرة الشباك، أما الجماهير الأمريكية، فقالت: "Oh My God"، وأمسكت رأسها في دهشة.  


في مباراته الأولى، استعرض ميسي مهاراته الكروية وأمتع الناظرين كعادته، لكن بالقميص الوردي للمرة الأولى. لا شك أن حدثاً بقيمة وصول ميسي للأراضي الأمريكية لقضاء سنواته الأخيرة في ملاعب كرة القدم يستحق كل الاهتمام. كما حظي بيليه، أول من أقدم على هذه الخطوة، من النجوم العالميين، كما سيفعلها العديد من اللاعبين تيمناً بميسي.

لكن لماذا اختار بطل العالم أمريكا الآن؟ لماذا اختارها في ظل الظروف الاقتصادية الحالية؟ ماذا تعني هذه الخطوة لصناعات الإعلام والترفيه في أمريكا؟

من المؤكد أن لقرار ميسي باللعب في أمريكا عديد المعاني والتداعيات. أو ربما لن يعني شيئاً على الإطلاق إذا أسيء استغلاله.

هل صارت كرة القدم رياضة أمريكية؟

ربما أضفت الأمطار هالة مقدسة على حفل تقديم ميسي، لكنها قدمت دليلاً على إحدى مشاكل كرة القدم في أمريكا. بينما العالم كله في فترة راحة، تستمر المسابقات الرسمية الأمريكية خلال فصل الصيف. مراوغات ميسي، غير الجاهز بدنياً، والذي لم يقم بفترة إعداد مع فريقه، والتي أتحفنا بها في مبارياته الأولى، قدمت دليلاً إضافياً على مدى ضعف مستوى اللاعبين بالدوري الأمريكي. ميسي سيظل ميسي حتى لو بلغ الـ40، لكن يجب على الخصوم تحديه وجعل مهمته أصعب بدلاً من تركه يراقصهم كالموتى.

على كلٍّ، مرسى مراكب الأسطورة على السواحل الأمريكية ينذر بتأسيس واقعٍ جديد لكرة القدم في بلاد العم سام. تلك البلاد التي لم تعترف بكرة القدم لعبة شعبية.. بعد.

السؤال الذي يُطرح الآن في الأوساط الإعلامية الأمريكية: هل صارت كرة القدم رياضة أمريكية الآن؟ وهل سيتسبب انضمام ميسي إلى إنتر ميامي في تحفيز أمريكا على أخذ الخطوة التالية، والارتقاء أكثر في هرم اللعبة؟ وهل ستتمكن الولايات المتحدة -كدولة- من جذب أفضل المواهب العالمية ومنافسة الدوريات الكبرى أخيراً؟

هل سيغير ميسي شكل اللعبة في الولايات المتحدة، أم سيكتفي بتزيين صورة قبيحة؟
وبغضّ النظر عن الاتجاه الذي سيسلكه ميسي خلال فترة إقامته في الدوري الأمريكي، نستطيع القول إن هذه الإقامة تُعَدُّ جزءاً من سردية أكبر يجري صياغتها والعمل عليها الآن.

على غرار ميسي، تراهن المؤسسات الكروية العالمية، مثل "فيفا" واتحاد أمريكا الجنوبية، على الولايات المتحدة بكل قوة. إذ منحت أمريكا حق استضافة بطولة كوبا أمريكا عام 2024، وكذلك النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية عام 2025، بالإضافة إلى كأس العالم لكرة القدم عام 2026.

جدول ومواعيد مباريات بطولة كأس العالم للأندية - gettyimages
كأس بطولة كأس العالم للأندية – gettyimages

ما يعني أن الولايات المتحدة، أكبر سوق إعلامي بالعالم، ولمدة 3 سنوات ستكون مسرح كرة القدم الأكبر للمنافسات القارية والدولية، وفي وقت الذروة الأمريكي وخلال الفترات الأقل ازدحاماً في جدول رياضات البلاد الأخرى.

هذا الجدول المتخم بالأحداث الكروية الكبرى، يعني أن الولايات المتحدة لم تعد كماً مهملاً، ومقاطعة نائية وغير ذات صلة في عالم كرة القدم. بل أصبح يُنظر إليها بصورةٍ متزايدة، على اعتبار أنها مستقبل الرياضة، والسوق التي يجب أن تعتنق كرة القدم إذا أرادت اللعبة الحفاظ على تفوقها العالمي. 

لكن ليس من الواضح ما يعنيه "اعتناق" الولايات المتحدة لكرة القدم تحديداً. كما أن غموض علاقة هذا البلد بتلك الرياضة يُجسد حالة الشك في السبب الحقيقي لبدء ضخ الأموال الطائلة على كرة القدم.

ثقافة كرة القدم في أمريكا

على أرض الملعب، سنجد أن الأمور تتقدم بوتيرةٍ معقولة، وإن لم تكن مثاليةً تماماً. فرغم الخروج المبكر والصادم لمنتخب الولايات المتحدة لكرة القدم للسيدات من البطولة المقامة في أستراليا ونيوزيلندا؛ يُمكن القول إن هذا المنتخب يظل أكثر المنتخبات الوطنية نجاحاً في تاريخ كأس العالم للسيدات. وربما لم يبلغ أقرانهم في منتخب الرجال المستويات نفسها، لكنهم صاروا طرفاً أساسياً في الأدوار الإقصائية من كأس العالم.

تُعتبر معدلات الحضور في مباريات الدوري الأمريكي للرجال (التي بلغت 22,000 مشجع في المتوسط الموسم الماضي)، والدوري الوطني لكرة القدم للسيدات (7,000 مشجع)، مزدهرةً عند مقارنتها بالدوريات غير الأوروبية والإفريقية الأخرى. كما احتل الدوري الأمريكي للرجال المرتبة السادسة من حيث عدد اللاعبين المشاركين في كأس العالم لكرة القدم بقطر، ولم تتفوق عليه سوى الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا.

علاوةً على مؤشرات التقدم السابقة، هناك شعور ملموس بظهور ثقافة كرة قدم قوية ناشئة في أمريكا، وهذا الشعور هو ما يمنح أملاً حقيقياً بأن اللعبة ستواصل نموها وتزداد قوةً خلف المحيط الأطلسي. حالياً، المجتمع اللاتيني يحتل قلب القاعدة الجماهيرية لكرة القدم داخل الولايات المتحدة. ونستطيع القول إن دوري كرة القدم للرجال بدأ في احتضان اللاتينيين أكثر من بقية دوريات الرياضات الأخرى في البلاد.

لكن الوضع يُعد أكثر تعقيداً لدى المجتمعات الأخرى في أمريكا. إذ لا تزال المجتمعات غير اللاتينية في أمريكا تشعر بالريبة والشك عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، وذلك نتيجة إحساس بأن هذه الرياضة لا ترقى إلى مستوى "كرة القدم الأمريكية". وتتجلى هذه المعضلة في سخرية الجماهير الأمريكية من أهازيج الجماهير الإنجليزية، أو اللكنات غير الأمريكية في التغطية التلفزيونية لكرة القدم داخل البلاد.

خارج حدود المجتمع اللاتيني، لا يزال تشجيع كرة القدم في الولايات المتحدة يبدو متكلّفاً. بينما تستمر الرياضة في التعرض للاستغلال ضمن سياق الحروب الثقافية المحلية، وتظل رمزاً مفيداً يستخدمه اليمين من أجل الإشارة إلى كل الأشياء التي يكرهها المحافظون، مثل العولمة والاغتراب والانفتاح على الآخر.

جماهير نادي إنتر ميامي الأمريكي - ShutterStock
جماهير نادي إنتر ميامي الأمريكي – ShutterStock

ولا شك أن كونك أمريكياً يشجع كرة القدم تظل خطوةً عالمية الآفاق على بعض المستويات، وتمثل اعترافاً بغرابة المرء واختلافه عن الجموع العاشقة للرياضة من الطبقة المتوسطة الأمريكية، أي ذوي البشرة البيضاء، عشاق كرة السلة وكرة القدم الأمريكية والبيسبول.

لكن هذه الصور النمطية بدأت تتغير، وبسرعة. إذ أصبحت أمريكا تشاهد كرة القدم بمعدلات متزايدة، وهي دولة صاحبة حضور قوي في هذه الرياضة على مستوى الشباب، ليس فقط من المدرجات، بل وخلف الشاشات. تشير إحصاءات شبكة NBC الأمريكية إلى أن مشاهدات الدوري الإنجليزي الممتاز في البلاد تصل إلى نحو 530,000 شخص في المباراة الواحدة.

حضرت سلسلة من المشاهير لتشجيع ميسي من المقصورة الرئيسية لملعب درايف بينك في أول مباراتين له مع ميامي، مما يسلط الضوء على المكانة الاجتماعية المتنامية لكرة القدم في البلاد. ويبدو اليوم أن كل النجوم الكبار في الرابطة الوطنية لكرة السلة صار لديهم فريق كرة قدم أوروبي مفضل. وقد صارت كرة القدم للرجال رياضة عصريةً في حد ذاتها داخل الولايات المتحدة اليوم، وبدرجةٍ غير مسبوقة. حيث نمت ثقافة المشجعين المحليين وتطورت لتصبح مساويةً لما نراه في أوروبا. 

أمة المستهلكين 

نستطيع القول هنا إن الولايات المتحدة بدأت تؤثر على مسار كرة القدم اليوم، ولا تتأثر به فقط. وليس من الصعب تفسير أو فهم الرغبة التي لا تقاوم في إنجاح كرة القدم داخل أمريكا، نظراً لحجم سوق الإعلام هناك.

لكن الولايات المتحدة في علاقتها بكرة القدم، يُنظر إليها باعتبارها أمةً من المستهلكين أولاً وجماهير كرة القدم ثانياً، وذلك بالتزامن مع انطلاق ميسي في رحلة الحج الكبرى لعبور المحيط الأطلسي.

جرى تصميم صفقة ميسي في الدوري الأمريكي لتشمل حصةً من إيرادات الاشتراكات التي تصل إلى 2.5 مليار دولار أمريكي، وتمثل جزءاً الشراكة الإعلامية الممتدة لعشر سنوات بين الدوري وبين خدمة "Apple TV". ومن المؤكد أن تصميم الصفقة والتزام ميسي بالترويج للاشتراكات الموسمية (بسعر 15 دولاراً شهرياً)، لـ481 مليون متابع له على إنستغرام، هي أمور تُبرهن أن الجهات المسؤولة عن كرة القدم تتوقع تطور الرياضة في هذا البلد. وهم ينظرون إلى هذه الرياضة باعتبارها لعبة تجلب عائدات جيدة نظراً لمخاطر الفشل. ولا حاجة لمراجعة الفار هنا لأن المكاسب التجارية تبدو واضحة بشكلٍ مذهل.

صورة لحساب ليونيل ميسي على انستغرام
صورة لحساب ليونيل ميسي على انستغرام

كرة القدم في الولايات المتحدة اليوم تجارة في المقام الأول، أكثر من كونها شغف أو ثقافة. مشجعو الرياضة مجرد مستهلكين وليسوا من الجماهير صاحبة الرأي، في نظر أرباب تلك التجارة. هم مجرد زبائن يمكن التربُّح منهم واستنزافهم لأقصى درجة.

ربما ينطبق هذا الأمر على الرياضة في كل مكان، لكن الطريقة الأمريكية في التربح من كرة القدم فجة، وتؤثر على اللعبة داخل الملعب وخارجه وعلى شكل التنافس الرياضي. كصناعة، هي عبارة عن مزيج من تحليلات البيانات والأداء، وتمويل الأسهم الخاصة والديون، والجهود المثابرة لتحويل كرة القدم إلى منتج يُنتج المحتوى الإعلامي بشكلٍ متواصل.

على الجانب المقابل، يعتمد النهج السعودي على ضخ مليارات الدولارات من صناديق استثمارية لشراء اللاعبين المرموقين، من أجل تعزيز جاذبية السعودية باعتبارها وجهةً للترفيه والمتعة. لكن ليس من السهل اتباع هذه الاستراتيجية في مختلف الأسواق، بعكس نموذج الاستثمار الرياضي الأمريكي القابل للتقليد.

بزوغ فجر قرن كرة القدم الأمريكي

لا تتعلق قصة بزوغ فجر قرن كرة القدم الأمريكي بعقود البث المربحة، أو انتقال ميسي إلى إنتر ميامي، أو تنظيم كأس العالم القادم. بل تدور القصة الحقيقية حول تدفق الأموال المؤسسية الأمريكية، عبر الأسهم الخاصة وصناديق الاستثمار، على مختلف الأندية الأوروبية المرموقة. فضلاً عن التشوهات الثقافية التي سيؤدي إليها تصدير نموذج ملكية الأندية الأمريكية إلى أوروبا، كما هو الحال مع نادي تشيلسي الإنجليزي، ومن قبله مانشستر يونايتد.

القاعدة العامة في الرياضة الأمريكية هي أن المشجعين لا صوت لهم. مشجعو الفرق الرياضية الأمريكية تمتعوا تاريخياً بنسبة مشاركة أو تأثير ضئيلة في تقرير مستقبل أنديتهم مقارنة بجماهير كرة القدم الأوروبية.

نموذج الملكية الأمريكي يزيد صعوبة إجراء أي تغييرات هيكلية، مما يؤدي إلى حالة من الشلل التنافسي. على سبيل المثال، جرى تصميم دوري كرة القدم للرجال ككيان قانوني واحد يُتيح لملاك الأندية التصرف كأصحاب امتيازات فعلياً، وقد أحبط الملاك كل محاولات تفعيل قواعد الصعود والهبوط في دوري كرة القدم للمحترفين.

والأهم من ذلك هو أن النموذج الأمريكي يخلق ثقافةً تمنح الملاك شعوراً بضرورة استرضاء الأنصار بالمحتوى، والاشتراكات، وغيرها من أدوات "التفاعل" التي تعوض غياب المشاركة الحقيقية للمشجعين في إدارة فرقهم المختارة. وجرى تصميم استراتيجية الإلهاء هذه لإبقاء المشجعين منشغلين، بينما يباشر ملاك الأندية مهمة تعظيم الأرباح. وقد أصبح هذا الوضع يمثل قاعدةً لكرة القدم الأوروبية بدرجةٍ متزايدة أيضاً. حيث إن 9 من أصل 20 نادياً ستشارك في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل هي أندية مملوكة لمستثمرين أمريكيين -سواءً كلياً أو جزئياً.

تود بويلي المالك الجديد لنادي تشيلسي (رويترز)
تود بويلي المالك الجديد لنادي تشيلسي (رويترز)

يُمكن القول إن انقضاض رؤوس الأموال الأمريكية كالنسور على الدوري الإنجليزي جاء في المقام الأول نتيجة القناعة بالإمكانات المستقبلية الجوهرية لكرة القدم الإنجليزية، وذلك باعتبارها أصولاً يمكن الاستثمار فيها. ولا يتمثل الهدف الحقيقي هنا في تقريب أبناء المجتمعات المختلفة من الرياضة التي يحبونها.

بل إن الهدف هو تحويل المشجعين الإنجليز إلى مستهلكين غافلين لمنتج إعلامي مجرد من سياقه، على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وذلك عبر نشر المقامرة وتكثيف البث ومختلف الأدوات الشبيهة لذلك. ولا خلاف على أنها وصفة رائعة للتفاعل دون مشاركة، لأنها تدفع بجماهير الكرة إلى العيش في حالة حرمان من الحقوق بصفةٍ دائمة وهادئة.

ويشير الاتجاه الذي يسلكه المستثمرون الأمريكيون في هذه الرياضة إلى مستقبل سيجعل كرة القدم غير محلية على الإطلاق، أي رياضة لا ترتبط بمكان أو تاريخ أو تقاليد ومبادئ. ويتجلى هذا عند الحديث عن أسوأ أحلامهم الخاملة والمتمثلة في إطلاق دوري السوبر الأوروبي.

وربما ينصبّ تركيز أصحاب الأموال الأمريكية اليوم على أوروبا بشكلٍ واضح، لكن ما الذي سيمنعهم من الاتجاه إلى أماكن أخرى مستقبلاً؟ ومن المؤكد أن الصدمة التي أحدثتها التجربة السعودية في نظام كرة القدم للأندية قد تحيي الآمال على شواطئ الولايات المتحدة، التي تتطلع لامتلاك دوري محلي قادر على منافسة أفضل دوريات العالم.

يُذكر أن العقود الأخيرة شهدت تذبذب ثروات الأندية المهيمنة على الرياضة بناءً على تقلبات رؤوس الأموال. حيث سادت إيطاليا بقوةٍ في التسعينيات، ثم هيمنت إسبانيا في أول عقدين من القرن الجاري، بينما تتمتع إنجلترا بفترة هيمنتها اليوم. ولا يمكن وصف مكانة الدوري الإنجليزي على عرش الرياضة المعاصرة بأنها مكانة ثابتة أو محتومة. إذ ستتدفق الأموال على المكان الذي يحوي أكبر الفرص الاقتصادية بغضّ النظر عن طريقة قياس تلك الفرص، وقد يشمل هذا الولايات المتحدة أيضاً.

لكننا لا نزال بعيدين عن اليوم الذي سيتجاهل فيه لاعب مثل كيليان مبابي فريق ريال مدريد من أجل الانضمام لريال سالت ليك. إذ ستظل أوروبا ولفترة غير قصيرة، هي المعيار الذهبي في عالم كرة القدم.

وختاماً، نستطيع القول إننا نشهد ترسيخ ازدواجية غريبة الأطوار في عالم كرة القدم الأمريكية، بالتزامن مع تطلع الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم، وبينما تُعزز مكانة ميسي من جاذبية دوري كرة القدم الأمريكي عالمياً. فعلى المستوى الثقافي، لا تزال كرة القدم رياضةً في طور اكتشاف نفسها داخل الولايات المتحدة، أي إنها تشبه المراهق الذي يتحسس طريقه عبر سنوات البلوغ الصعبة.

لكن القيمة الاقتصادية للرياضة قد تحددت بالفعل، وصارت أعين أشرس المستثمرين الأمريكيين مرتكزةً على الثروات الهائلة التي لم تكشفها كرة القدم بعد. ولا شك أن الهشاشة والشراسة تمثلان مزيجاً غريب الأطوار معاً، وتبشران بمستقبل يتأرجح باستمرار بين الفرص والمخاطر. وليس السؤال الحقيقي المطروح هو ما إذا كانت كرة القدم ستغير أمريكا أم لا، بل كيف ستغير أمريكا وجه كرة القدم؟

– هذا الموضوع مُترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.

تحميل المزيد