“غزلان الشباك”.. أفضل لاعبة كرة قدم في إفريقيا وقائدة المنتخب المغربي

وسط عائلة كروية نشأت غزلان الشباك قائدة المنتخب الوطني المغربي للنساء، الأمر الذي نمّى حبها لكرة القدم التي بدأت في لعبها منذ الصغر مع أطفال الشارع وخاصة الأولاد منهم، لم تكن بداية مسيرتها في كرة القدم سهلة، خاصة أنها تعتبر حكراً على الرجال.

غزلان الشباك.. الطفولة والنشأة 

في 17 يوليو/تموز 1990 بمدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية ولدت غزلان الشباك وسط عائلة رياضية، فهي بنت اللاعب المغربي العربي الشباك الذي لعب في صفوف المنتخب الوطني المغربي خلال سبعينيات القرن الماضي.

لقيت غزلان دعماً كبيراً من والدها في لعب كرة القدم، إذ كانت البنت الوحيدة في الحي التي تلعب كرة القدم مع أولاد الحي. حسب موقع "morocco world news" المغربي لم تجد غزلان أي ضغط من عائلتها الصغيرة أو من إخوتها جعلها تمتنع عن ممارسة هوايتها المفضلة، الشيء الذي نمّى احترافية لعبها لكرة القدم.

بحث والدها عن فريق للنساء للانضمام إليه بشكل رسمي واحترافي، لتنضم بعدها إلى نادي بعين السبع الدار البيضاء، وبحكم تمكنها من اللعب باحترافية كان المدرب يسمح لها في بعض الأحيان بأن تلعب مع الفتيان لكي تزداد مستويات المنافسة عندها.

انتقلت بعدها غزلان الشباك إلى صفوف فريق الرشاد البرنوصي في مدينة الدار البيضاء، والذي يضم فريق كرة قدم نسائياً. وبهذا اكتشفت غزلان لاعبات أخريات يشاطرنها الحب للساحرة المستديرة.

مع مرور الوقت، علمت غزلان بأن هناك عدة فرق نسائية لكرة القدم بالمغرب لكنها لم تكن معروفة. لتقول إنها كانت سعيدة حين لمحت لاعبات كرة قدم أخيراً، وازداد منسوب سعادتها لما علمت بأن هناك فرقاً نسائية أخرى ستواجهها وستلعب أمامها.

شاركت غزلان هذه الفرحة مع أسرتها، ولاسيما والدها العربي الذي أراد منها أن تكون لاعبة محترفة من بوابة فريق الرشاد البرنوصي، وليس الاقتصار على الممارسة في الحي. حيث كان يتمنى أن تتعلم غزلان رياضة كرة القدم وفق قواعدها.

بداية الاحترافية في المسيرة الكروية 

سنة 2007 التحقت غزلان بصفوف المنتخب الوطني لأول مرة، الشيء الذي ألزمها بالبقاء في المعسكرات التدريبية لفترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة. لم يكن من الممكن لها ولزميلاتها الالتحاق بصفوف الدراسة لطلب العلم، لأن المعسكرات تكون مغلقة وتتطلب تركيزاً عالياً للمقابلات والاستحقاقات المقبلة.

اعتبرت غزلان حمل القميص الوطني المغربي فخراً لها؛ لهذا لم تترد لوهلة في الانضمام إلى صفوفه ولو على حساب مسيرتها الرياضية، خاصة بعد الكلام المتداول عنها في الحي الذي تقطن فيه، وأنه من العيب أن تلعب كرة القدم.

سجلت غزلان قرابة 20 هدفاً في صفوف المنتخب المغربي، ما جعلها تتلقى العديد من العروض احترافية من أندية مختلفة وهي لم تتجاوز 20 سنة، إذ طلب عدد من رؤساء الأندية المصرية مقابلتها بعد مباراة جمعت بين المنتخب المغربي ونظيره المصري، لتنتقل غزلان الشباك إلى نادي مصر المقاصة سنة 2010.

كان هناك اهتمام في مصر بالرياضة وبكرة القدم النسوية، هذا أول ما لاحظته غزلان بعد التحاقها بفريقها الجديد، إلا أن اندلاع فتيل ثورة 25 يناير وعدم استقرار الوضع السياسي والأمني بمصر، دفعاها للعودة إلى أرض الوطن والالتحاق بفريق الجيش الملكي بالعاصمة الرباط، لتحصد معه غزلان اللقب سنة 2022، وهو سابع لقب للفريق، والخامس على التوالي.

المنتخب المغربي وألقاب الشباك 

بعد التحاق غزلان الشباك بصفوف نادي الجيش الملكي المغربي سنة 2012 تمكنت من حصد 10 بطولات دوري، بالإضافة إلى فوزها بكأس المغرب 9 مرات، ما جعلها تفوز بلقب أفضل لاعبة في المغرب.

سنة 2022 وصل المنتخب المغربي للنساء إلى نهائي كأس إفريقيا للسيدات ليحتل المرتبة الثانية بعد تتويج منتخب جنوب إفريقيا، فيما تُوّجت غزلان شباك قائدة المنتخب المغربي بلقب أفضل لاعبة كرة قدم في إفريقيا؛ لتعتبر بذلك أول لاعبة عربية تحصد هذا اللقب في إفريقيا.

بعدها تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية إلى نهائيات كأس العالم المقامة في كل من أستراليا ونيوزيلندا بقيادة المدرب الفرنسي رينالد بيدروس، ليتمكن المنتخب من بلوغ دور الـ16 بعدما تمكن من احتلال المرتبة الثانية في المجموعة بعد كولومبيا على حساب المنتخب الألماني والكوري.

تعتبر غزلان الشباك من أكثر الشخصيات تأثيراً في عالم كرة القدم المغربية، حيث تمكنت من تحقيق العديد من الألقاب والإنجازات الرائعة خلال مسيرتها الكروية. وذلك بفضل مهاراتها المذهلة وقدرتها على التحكم في الكرة وتسجيل الأهداف. وتمكنت غزلان من الانتقال إلى عدة أندية كبيرة في المغرب، وحققت انتصارات مهمة أيضاً.