حصد السبّاح التونسي أحمد الحفناوي الميدالية الذهبية في سباق 800 متر سباحة حرّة في بطولة العالم للسباحة، التي تستضيفها حالياً مدينة فوكوكا اليابانية.
أحمد الحفناوي يفوز بذهبية في بطولة العالم للسباحة
وتفوق الحفناوي في السباق على نظيره الأسترالي، صامويل شورت، الذي حل بالمركز الثاني، بينما جاء الأمريكي، بوبي فنك، في المركز الثالث.
وقطع الحفناوي البالغ من العمر 20 عاماً، مسافة السباق في 7 دقائق و37 ثانية، أما شورت، فأنهى المسافة ذاتها في 7 دقائق و37 ثانية و36 جزءاً من 100، ثم الأمريكي فنك 7 دقائق و37 ثانية و67 جزءاً من 100.
وقال الحفناوي في مؤتمر صحفي بعد الفوز: "هناك كثير من الأدرينالين عندما ترى كل هؤلاء المتسابقين ينافسونك على الميدالية الذهبية، خاصةً بطل العالم 400 شورت، فأنا أعلم أنه سريع جداً في الـ100 الأخيرة، لذا عليك فقط الانتظار حتى الخمسين متراً الأخيرة ومن بعدها عليك العمل على تحقيق الفوز".
وأضاف: "كنا نتحدث كثيراً في الأيام الماضية عن السباحة بأسرع ما يمكن في الخمسين متراً الأخيرة، أعتقد أن لدي سرعة أكبر من السبّاحين الآخرين، لقد وضعت رأسي في الماء وانطلقت بسرعة".
وتُعد ذهبية سباق 800 متر سباحة حرة أكبر إنجاز لحفناوي في هذه المسابقة وفق ما أكده الموقع الرسمي للجنة الأولمبية الدولية، وجاءت بعد ثلاثة أيام فقط من حلول التونسي في المركز الثاني خلف فنك في سباق 400 متر حرة، حيث حاز فضية ذلك السباق وذلك يوم الأحد 23 يوليو/تموز 2023.
ومن المقرر أن يشارك السباح التونسي الذي حصد الميدالية الذهبية بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 في سباق 400 متر وهو لم يتجاوز 18 عاماً بذلك الوقت، في سباق 1500 متر ببطولة العالم يوم السبت، الـ29 من الشهر الجاري.
من هو أحمد الحفناوي؟
وُلد الحفناوي يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2000، في مدينة مطلاوي لعائلة رياضية، حيث إن والده أيوب كان لاعب كرة سلة؛ وهو ما يفسر الطول الفارع الذي يتمتع به أحمد وعضلاته البارزة.
واللافت أنه مارس العمالقة وأراد السير على خطى والده، قبل أن يتخصص في رياضة السباحة بالصدفة، وذلك بعد التحاقه بأحد المسابح بهدف تحسين لياقته البدنية فقط.
انخرط الحفناوي بهذه الرياضة التي أحبها كثيراً، فانضم إلى مدرسة السباحة التابعة لنادي الترجي التونسي، حيث كان يتدرب هناك وفي الوقت نفسه يشاهد عن قرب، مواطنه البطل الأولمبي أسامة الملولي، ثم التحق بالبرنامج الوطني للسباحة وهو في الثانية عشرة من عمره.
وفي عام 2019 بدأ الحفناوي بالبروز أكثر، ولم يكتف بالفوز في المسابقات المحلية بل حطم الأرقام القياسية في منافسات السباحة الحرّة لمسافات 400 ثم 800 ثم 1500 متر.
وعلى الصعيد الدولي حصد الحفناوي أول ميداليتين ذهبيتين في بطولة فرنسا في سباقي 400 و800 متر سباحة حرة في شهر يونيو/حزيران من عام 2021، ليجني ثمار هذا الإنجاز، حيث وجه الاتحاد الفرنسي للسباحة دعوة له للمشاركة في النسخة الأخيرة، حيث يسمح للسباحين من مختلف أنحاء العالم بالمشاركة في مسابقاته.
أصغر بطل أولمبي عربي
خطف أحمد الحفناوي أنظار العالم بمشاركته في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020، والتي تأجلت لعام 2021 بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، وفيها حصد السباح التونسي الميدالية الذهبي لسباق 400 متر.
ولم يكن هذا هو الإنجاز الوحيد للحفناوي في طوكيو، فتلك الذهبية جعلت منه أصغر بطل أولمبي تونسي وعربي يحقق الميدالية وذلك بعمر 18 عاماً.
وأصبح الحفناوي ثاني سباح تونسي يحصد الميدالية الذهبية في دورات الألعاب الأولمبية بعد مواطنه أسامة الملولي.
احتراف في أمريكا
في عام 2022 انضم الحفناوي لجامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل مواصلة دراسته الأكاديمية وفي الوقت نفسه التدرب على أيدي أمهر المدربين.
واستثمر الحفناوي وجوده هناك وشارك بداية عام 2023 في ملتقى كنوكسفيل وحصد ميداليتين ذهبيتين في سباقي 400 و800 متر سباحة حرة، وأضاف إليهما ميدالية فضية في سباق 1500 متر سباحة حرة.
وعن ذلك قال الحفناوي: "انتقلت إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي (2022) وكنت أتدرب بجهد كبير، وكنا نغير بعض الشيء في أساليب التدريب، كان المدربون يركزون على التفاصيل والمنعطفات وكل هذه الأشياء، كانت تدريبات لم أعتدها ونوع آخر من الذي تعلمته سابقاً، لذا أعتقد أن هذا ما حسّنني وطوّر من إمكانياتي".
واحد من أربعة تونسيين حصدوا الذهب الأولمبي
ويُعتبر الحفناوي حالياً واحداً من أربعة رياضيين تونسيين حصدوا الذهب الأولمبي، حيث فاز العداء محمد قمودي بالميدالية الذهبية في سباق 5 آلاف متر في أولمبياد مكسيكو سيتي 1968، بينما فازت العدّاءة حبيبة الغريبي بسباق 3 آلاف متر في أولمبياد لندن 2012، إضافة إلى الملولي الذي حصد ذهبيتين: الأولى في بكين 2008 في سباق 1500 متر سباحة حرة، والثانية في لندن 2012، وذلك في سباق السباحة الحرة لمسافة 10 آلاف كيلومتر.