عندما يفكر المشجعون وعشاق كرة القدم في لاعبين أسطوريين يتمتعون بمسيرة فريدة، فقد يتبادر إلى أذهانهم الأسماء الذهبية من أمثال خافيير زانيتي وجيانلويجي بوفون وأسطورة مانشستر يونايتد رايان جيجز بعد لعبه بمستوى جيد حتى بلوغ الأربعينيات من العمر.
لكن في حالة كازويوشي ميورا، المهاجم الياباني الظاهرة، فإن هؤلاء اللاعبين قد لا يتفوقون أبداً على ميورا في مستويات اللياقة البدنية المذهلة بعد بلوغ الـ56 من العُمر، ومواصلة العمل بشكل احترافي.
تمديد جديد للاعب الياباني الأسطوري
مدد لاعب كرة القدم الياباني كازويوشي ميورا، الذي يُعد أكبر لاعب محترف في العالم في عصرنا الحالي بعد أن تجاوز من العمر 56 عاماً، عقده الرسمي وفترة احترافه للعب مع فريق الدرجة الثانية البرتغالي "أوليفيرنس".
ما يعني أنه سيظل يتقاضى أجراً مقابل اللعب وهو في سن الـ57 بشكل يذهل جماهير النادي وعشاق كرة القدم ممن يتابعون مسيرته الفريدة.
وانضم ميورا إلى فريق الدرجة الثانية البرتغالي أوليفيرنس على سبيل الإعارة من يوكوهاما في يناير/كانون الثاني.
وفي آخر مباراة بالدوري هذا الموسم، حصل على جائزة رجل المباراة حيث لعب آخر 20 دقيقة مع فريقه الذي فاز بنتيجة 4-3 على ليكسو.
وبعد المباراة، أكد ميورا أنه يعتزم مواصلة مسيرته الرائعة على الرغم من ظهوره في ثلاث مباريات تنافسية فقط في الدوري حتى الآن.
وقال لموقع "سبورت تي في" (Sport TV) الرياضي: "أنوي اللعب حتى بلوغ سن الستين".
وقد أعلن فريق نادي أوليفرينس البرتغالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي منتصف شهر يوليو/تموز الجاري، أن ميورا البالغة من العمر 56 عاماً سيستمر معهم لموسم آخر.
مسيرة طويلة من اللعب الاحترافي
ميورا، الذي بدأ مسيرته مع فريق سانتوس البرازيلي في العام 1986، حيث لم يكن لدى اليابان دوري كرة قدم محترف في ذلك الوقت، كان في يوكوهاما إف سي منذ 2005، على الرغم من أنه حصل على فترة إعارة في العام 2022 مع سوزوكا بوينت جيترز من الدرجة الرابعة. كما لعب الرجل كرة القدم الاحترافي في فرق بإيطاليا وكرواتيا وأستراليا.
وكانت البرتغال هي الدولة السادسة التي يلعب فيها خلال مسيرته التي بدأت من البرازيل، مع سانتوس. وقد استمر ميورا في اللعب لستة أندية برازيلية على مدار 4 سنوات متتالية قبل أن يعود إلى اليابان ليصبح وجه المنافسات المحلية الجديد، وهو الدوري الياباني.
حيث لعب مع فيردي كاواساكي وقادهم إلى الفوز بألقاب متتالية في عامي 1993 و1994 قبل أن يصبح أول لاعب ياباني يلعب في الدوري الإيطالي عندما انضم إلى جنوة على سبيل الإعارة.
وتبع ذلك فترات أخرى مع دينامو زغرب وكيوتو بيربل سانجا وفيسيل كوبي قبل أن ينضم إلى يوكوهاما إف سي، حيث سجل 27 هدفاً في 298 مباراة.
كما لعب ميورا دوراً كبيراً في تأهل اليابان لكأس العالم 1998 بفرنسا، مسجلاً 14 هدفاً في التصفيات، ولكن لأسباب مجهولة استبعده المدرب تاكيشي أوكادا من قائمة المنتخب الياباني؛ لتخسر اليابان مبارياتها الثلاث في مونديال فرنسا 1998.
وقد أحرز أسطورة كرة القدم اليابانية 55 هدفاً في 89 مباراة من مباريات مسيرة اللعب الدولية له، والتي انتهت قبل 23 عاماً، حينما كان آخر ظهور دولي له في العام 2000.
ولعب ميورا، الذي يخوض موسمه الـ38 كمحترف هذا العام، لمجموعة من الأندية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بالميراس وجنوة ودينامو زغرب وفيسيل كوبي.
التقدم في السن ليس عائقاً
ويظل نجم المنتخب الوطني السابق الذي حمل الدوري الياباني خلال أيامه الأولى، أحد أكثر الرياضيين شعبية في اليابان على الإطلاق.
هذا ليس فقط لأنه من القيم العالية التي يتم احترامها وتقديرها في المجتمع. ولكن أيضاً لأن ميورا محبوب من قبل الجمهور ويتمتع بشعبية كبيرة بسبب إخلاصه للعبته ومهاراته العالية.
وبالتالي بات يُعد أول بطل حقيقي لليابان في رياضة كرة القدم الاحترافية. لهذا السبب يُعرف باسم "الملك كازو"، وفقاً لموقع "أوليمبيك" (Olympics) للأخبار الرياضية.
وبالرغم من أنه ليس هناك شك في أن ميورا يتخلف خطوة أو خطوتين عن اللاعب الذي اعتاد أن يكون عليه في شبابه، عندما سجل 55 هدفاً في 89 مباراة دولية لبلاده، لكنه لا يزال يرى أن بوسعه تقديم المزيد، معتبراً أنه يطمح إلى التقاعد من اللعب بحلول عامه الـ60، أي 4 سنوات إضافية من اللعب والتسديد.