"لدى الكثير من متابعي كرة القدم فكرة خاطئة عن وكلاء اللاعبين، أن تكون وكيلاً يعني أشياء كثيرة مختلفة، أنا في الحقيقة شخص عادي". بهذه الكلمات بدأ البرتغالي خورخي مينديز أحد أشهر وكلاء اللاعبين حول العالم وأكثرهم نفوذاً، إحدى مقابلاته الصحفية "النادرة".
من هو خورخي مينديز أشهر وكيل لاعبين في العالم؟
وُلد مينديز يوم 7 يناير/كانون الثاني 1966، لكن طفولته والظروف التي نشأ فيها ما زالت غير واضحة، حيث إنها مصدر فضول لوسائل الإعلام، كما أن البرتغالي يتعمد مراوغة الصحفيين عندما يسألونه عنها في المقابلات، التي نادراً ما يجريها من الأساس.
اتجه مينديز إلى عالم الرياضة من باب كرة القدم، لكنه كان لاعباً فاشلاً، وفق صحيفة daily mail البريطانية، فترك المجال برمّته وعمل كمنسق للموسيقى (D.J)، ثم افتتح متجراً للفيديو ومنه أصبح مالكاً لأحد الملاهي الليلة.
لم تقف طموحات الرجل البرتغالي عند هذا الحد، فعاد وطرق أبواب عالم الرياضة من جديد، حيث أسس شركته الخاصة Gestifute لإدارة شؤون الرياضيين وذلك عام 1996، وحينها كان في سن الـ30 عاماً.
أول عملائه كان مواطنه نونو سانتو، مدرب اتحاد جدة الحالي، الذي طلب منه البحث له عن فريق، فأنتج له مقطع فيديو من أجل تسويقه للأندية خارج البرتغال.
ونجحت شركة مينديز الوليدة في نقل حارس المرمى نونو سانتو من فيتوريا غيماريش إلى ديبورتيفو لاكورونيا في يوليو/تموز 1996، أي بعد أشهر قليلة من تأسيسها.
ويتذكر نونو سانتو هذه اللحظات، فقال: "لم يأخذ خورخي مني سنتاً واحداً علماً بأننا اتفقنا على أنه سيحصل على مكافأة، لقد مزّق الشيك أمامي".
وما زال مينديز وسانتو صديقين حميمين منذ تلك اللحظة، لدرجة أن الثاني أعاد تمجيد الأول في تصريح عام 2017 قال فيه: "أنا عميل لدى أفضل وكيل يقوم بعمله على أفضل وجه في العالم".
وكيل رونالدو وأشهر النجوم
وعمل مينديز مع أسماء شهيرة في كرة القدم أبرزها كريستيانو رونالدو، المدرب جوزيه مورينيو، ديفيد دي خيا، خاميس رودريغيز، جواو فيليكس، برناردو سيلفا، أنخيل دي ماريا، دييغو كوستا، روبن دياس، ديوغو جوتا، وكان آخرهم الأمين جمال، أصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية مع برشلونة.
ومن خارج عالم كرة القدم، عمل مينديز مع تشارلز لوكلير، نجم الفورمولا 1، باتريشيا مامونا بطلة الوثب الثلاثي، فيدريكو مورايس بطل ركوب الأمواج، لاعب التنس جواو سوزا، والدراج جواو ألميدا.
وعلى الرغم من قائمة موكليه الكبيرة، والتي تضم العديد من مشاهير الألعاب الرياضية المختلفة، إلا أن مينديز يفضل إنجاز عمله بنفسه، حيث وُصف بالوكيل المتميز، المفاوض البارع، الخارق.
أشرف مينديز شخصياً على عملية انتقال كريستيانو من سبورتنغ لشبونة إلى مانشستر يونايتد في عام 2003، كما لعب دوراً بارزاً في عودة "الدون" إلى أولد ترافورد مرة أخرى في صيف عام 2021، قبل أن تتوتر العلاقة بينهما لتصل إلى الانفصال أواخر عام 2022.
ومن أشهر الانتقالات التي عمل عليها مينديز صفقة مواطنه بيبي التي ذهب بموجبها المدافع البرتغالي من بورتو إلى ريال مدريد عام 2007، وكذلك نقل كريستيانو من مانشستر يونايتد إلى النادي "الملكي"، وسيرخيو أغويرو من أتلتيكو مدريد إلى مانشستر سيتي (2011)، وراديميل فالكاو من موناكو إلى مانشستر يونايتد (2014).
خورخي مينديز يملك ثروة ضخمة
وتوضح "ديلي ميل" أن مينديز تفاوض بالمجمل على عقود وصلت قيمتها إلى 1.2 مليار دولار، فيما كشفت مجلة Forbes الأمريكية، المتخصصة بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم، أن ثروته وصلت إلى 104 ملايين يورو في أواخر عام 2020، كما أن لديه 137 موكلاً حتى ذلك الوقت.
بسط مينديز سيطرته على جائزة أفضل وكيل رياضي في العالم المقدمة من غلوب سوكر لعشر مرات في الفترة ما بين أعوام 2010 حتى 2020، ولم يكسر هيمنته عليها إلا الراحل مينو رايولا في عام 2016.
وطّد مينديز علاقته مع شركة Fosun International الصينية المالكة لنادي وولفرهامبتون الإنجليزي، والتي عملت على الاستثمار في الجانب الرياضي بتعليمات من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال لوري دالريمبل، وهو أحد الإداريين السابقين في وولفرهامبتون: "بحكم علاقته الشخصية القوية مع المالكين، كنا دائماً نأخذ المشورة من خورخي مينديز".
وعن طريقة عمله تحدث أحد المطلعين إلى موقع The Athletic: "شركته Gestifute هي أكثر من مجرد وكالة لاعبين، إنها نموذج أعمال عالمي".
وأضاف: "لدى مينديز كشافون في جميع أنحاء العالم، كما أنه يعمل في أسواق مختلفة، وهذا يساعده على الوصول إلى الكثير من المواهب الرياضية".
ولأن مينديز يتواجد في كل مكان يُوجد فيه المال، فإن الرجل البالغ من العمر 57 عاماً، تورّط في العديد من الفضائح، أشهرها فضيحة "فوتبول ليكس".
وكان مينديز جزءاً من عملية تحقيق أجرتها مصلحة الضرائب والجمارك البرتغالية فيما يتعلق بالتهرب الضريبي وغسيل الأموال في الأندية الكبرى، التي عمل معها البرتغالي، كما تم تفتيش أندية سبورتنغ براغا وفيتوريا غيماريش، وكذلك مكتب شركته Gestifute في مدينة بورتو.
ففي مارس/آذار 2020، أجرى ما يقرب من 300 مفتش من ضباط النيابة العامة في البرتغالي 76 عملية تفتيش ضمن المرحلة الأولى من التحقيق، طالت منزلين يملكهما مينديز، لكن لم يثبت عليه شيء حتى الآن.