شهد الموسم الرياضي الجاري تألق عدد كبير من اللاعبين العرب بمختلف الدوريات الأوروبية المحلية لكرة القدم، كما تميز البعض منهم بالمساهمة في بلوغ المباريات النهائية للبطولات القارية الثلاث، بحيث سيوجد لاعب واحد في دوري أبطال أوروبا ولاعبان اثنان في الدوري الأوروبي و3 لاعبين في دوري المؤتمر الأوروبي.
رياض محرز في دوري أبطال أوروبا وأقوى البطولات القارية
ونبدأ من أقوى المسابقات القارية، وهي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي ستُقام مباراتها النهائية يوم 10 يونيو/حزيران القادم بمدينة إسطنبول التركية، بين فريقيْ مانشستر سيتي الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي، حيث سيمثل العرب فيها الجزائري رياض محرز.
وشارك محرز في 9 لقاءات للبطولة الأوروبية للموسم الجاري، سجل خلالها 3 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، مُساهماً بذلك في بلوغ بطل إنجلترا نهائي دوري أبطال أوروبا، على الرغم من أنّ هذه الأرقام تبدو أقل جاذبية من تلك التي حققها النجم الجزائري في نسخة الموسم الماضي (2021-2022)، لما سجل 7 أهداف وصنع هدفين آخرين في 12 مباراة.
ويبقى أمل الجزائريين ومحبي رياض محرز أن يترك بصمته في نهائي إسطنبول، وألا يذهب ضحية فلسفة مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا، على غرار ما حدث في نصف نهائي المسابقة، أمام نادي ريال مدريد، لما أبقاه جالساً على كرسي الاحتياط خلال لقاء الذهاب، ومنحه 10 دقائق لعب فقط في مباراة الإياب.
وفي حال تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا، فإنّ محرز سيكون رابع لاعب عربي يحقق هذا الإنجاز الكبير بعد مواطنه رابح ماجر في عام 1987 رفقة نادي بورتو البرتغالي، والمغربي أشرف حكيمي في سنة 2018 مع ريال مدريد الإسباني، والمصري محمد صلاح في عام 2019 مع ليفربول الإنجليزي.
وعن باقي أرقام محرز في الموسم الجاري، رفقة مانشستر سيتي، فقد وقّع 5 أهداف وصنع 10 أهداف أخرى في 28 مباراة من الدوري الإنجليزي الممتاز، وسجل 5 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة في 5 مباريات في كأس الاتحاد الإنجليزي، وسجل هدفين اثنين في مباراتين في كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة لكرة القدم.
وضمن محرز التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الحالي (2022- 2023) ليصبح بذلك أكثر لاعب إفريقي نيلاً للقب "البريميرليغ" بمجموع 5 مرات، إذ حصد اللقب الأول رفقة نادي ليستر سيتي في موسم 2015-2016، ثم تُوّج به مع مانشستر سيتي في مواسم: (2018- 2019) و(2020- 2021) و(2021- 2022).
وتخطى محرز، بذلك، رقم الإيفواري ديدييه دروغبا، الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، رفقة نادي تشيلسي، 4 مرات.
النصيري وبونو من أجل تكرار سيناريو سنة 2020
ويخوض المغربيان يوسف النصيري وياسين بونو نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم (يوروبا ليغ) رفقة فريقهما إشبيلية الإسباني، أمام نادي روما الإيطالي، يوم 31 مايو/أيار الجاري، بملعب "فيرينك بوشكاش"، بعدما أسهما بشكلٍ كبيرٍ في تأهل النادي الأندلسي لموعد الحسم.
وقد سجل النصيري 4 أهداف في 7 مباريات للدوري الأوروبي لكرة القدم، بعدما كان إشبيلية قد بدأ الموسم بالمشاركة في مسابقة دوري الأبطال، التي سجل خلالها المهاجم المغربي هدفين اثنين في 4 مباريات.
ويعتبر الموسم الحالي أفضل من سابقه بالنسبة للنصيري بحيث سجل 18 هدفاً في 45 مباراة رسمية مع إشبيلية في كل المسابقات الإسبانية والأوروبية، في حين كان قد اكتفى، في الموسم الماضي، بتسجيل 5 أهداف فقط وتمريرتين حاسمتين في 29 لقاءً، وذلك لمعاناته من مشاكل عضلية، أبعدته عن الميادين لمدة شهر ونصف من 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إلى 20 ديسمبر/كانون الثاني 2022.
أما الحارس الدولي المغربي ياسين بونو، فقد أسهم بشكلٍ كبيرٍ في تأهل إشبيلية إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، بفضل تصدياته المُبهرة في لقاء الإياب للدور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي جرى الخميس الماضي، أمام نادي يوفنتوس الإيطالي (2-1 بعد الوقت الإضافي)، ما جعل موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يُشيد بأداء النجم العربي في تلك المباراة، وينشر فيديو خاصاً بتلك التصديات فقط.
وشارك بونو في 5 مباريات مع إشبيلية في مسابقة "يوروبا ليغ"، تلقى خلالها 4 أهداف فقط، وحافظ على نظافة شباكه في مباراتين، فيما كان ظهوره متواضعاً في دوري أبطال أوروبا، في بداية الموسم، بحيث تلقى 12 هدفاً في 4 مباريات.
وعن أرقام بونو في المسابقات المحلية، فقد سُجّل في مرماه 39 هدفاً في 24 مباراة في الدوري الإسباني، مع حفاظه على نظافة شباكه في 5 لقاءات، وتلقى هدفين في مباراة واحدة في كأس ملك إسبانيا.
والجدير بالذكر أنّ يوسف النصيري وياسين بونو قد سبق لهما التتويج، رفقة إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي لكرة القدم في سنة 2020، لما فاز الفريق على نادي أنتر ميلان الإيطالي في اللقاء النهائي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، وكان حينها مواطنهما منير الحدادي زميلاً لهما في النادي الأندلسي نفسه، قبل أن يرحل، قبل بداية الموسم الجاري إلى نادي خيتافي الإسباني.
مغربيان وجزائري في دوري المؤتمر
وسيوجد 3 لاعبين عرب في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم، المقرر يوم 7 يونيو/حزيران المقبل، على ملعب "فورتونا أرينا"، بالعاصمة التشيكية، براغ.
ويتعلق الأمر بالجزائري سعيد بن رحمة والمغربي نايف أكرد، رفقة نادي وست هام الإنجليزي، واللذين سيواجهان المغربي سفيان أمبرابط، متوسط ميدان فريق فيورنتينا المغربي.
ومهما كانت نتيجة اللقاء، فمن المؤكد إذاً، أنّنا سنشاهد لاعباً عربياً واحداً، على الأقل، سيرفع كأس مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم.
وسجل المهاجم الجزائري بن رحمة 3 أهداف، وقدم تمريرتين حاسمتين في 12 مباراة خاضها رفقة وست هام، في دوري المؤتمر الأوروبي، فيما شارك زميله المدافع المغربي أكرد في 7 مباريات دون تسجيل أي هدف بحكم مركزه في الخط الخلفي. أما متوسط الميدان الدفاعي سفيان أمبراط فقد خاض 14 مباراة ضمن فريق فيورنتينا، دون المساهمة في أي هدف.
ويؤدي بن رحمة أحد أفضل مواسمه منذ انضمامه لوست هام في أكتوبر/تشرين الأول 2020، قادماً من برينتفورد الإنجليزي، بحيث شارك، حتى كتابة هذه الأسطر، في 50 مباراة رسمية في كل المسابقات المحلية والقارية، سجل خلالها 11هدفاً وصنع 5 أهداف أخرى.
ومن جهته، شارك نايف أكرد في 28 مباراة رسمية مع فريق وست هام الذي انضم إليه في صيف العام الماضي 2022، قادماً من نادي رين الفرنسي، في حين خاض سفيان أمبرابط 46 مباراة رسمية مع فيورنتينا، أي أفضل بكثير من الموسم الماضي (2021- 2022) الذي شارك خلاله في 25 مباراة فقط، مُسجلّاً هدفين اثنين، واحداً في الدوري الإيطالي، وآخر في مسابقة كأس إيطاليا.
ويمكن إضافة لهذه القائمة المميزة، اللاعبين ذوَي الأصول العربية، وهما الإيطالي المصري ستيفان الشعراوي (نادي روما)، والهولندي التونسي كريم رقيق (نادي إشبيلية).
الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وانعكاس إيجابي على أداء المنتخبات الوطنية
ومما لا شك فيه أنّ وجود 6 لاعبين عرب في المباريات النهائية للمسابقات الأوروبية الثلاث، في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها، يؤكد مدى تطور مستوى المحترفين العرب بأوروبا، وخاصة لاعبي شمال إفريقيا، ما يؤكد أيضاً أنّ بلوغ منتخب المغرب الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 الأخير لم يكن محل صدفة.
ومن المؤكد أنّ وجود هؤلاء اللاعبين الستة، فضلاً عن عدد معتبر من اللاعبين العرب الآخرين ضمن الأندية الأوروبية الكبيرة، وتنافسهم في أقوى الدوريات المحلية والقارية، سيزيد من تحسين مستواهم، وسيكون له انعكاس إيجابي على أداء وعلى نتائج منتخباتهم الوطنية المختلفة في المحافل الدولية الكبرى.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.