فاز بـ5 ألقاب في مسيرته ولقبه “إمام بيكنباور”.. أردوغان الرئيس القادم من ملاعب الكرة

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/17 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/18 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
لاعب كرة القدم السابق ورئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان - وسائل التواصل الاجتماعي

يبدو أن قدراته الخاصة في مراوغة الخصوم في ميدان السياسة اكتسبها من ملاعب كرة القدم، فتلك المرونة العالية، وسرعة البديهة والتصرف السريع السليم في معظم المواقف العصيبة يصعب اكتسابها إلا من مجالات معدودة، كرة القدم إحداها.

تصدّر رجب طيب أردوغان الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية بفارق مريح عن أقرب منافسيه، مرشح تحالف المعارضة كمال كليجدار أوغلو. 

مرة أخرى، ورغم مرور 20 عاماً على صعوده هرم  السلطة في تركيا، ما زال أردوغان اللاعب الأفضل في الجمهورية التركية، بأصوات الجماهير. 

الحملة الانتخابية
الحملة الانتخابية للرئيس التركي أردوغان / Shutterstock

يعلم أردوغان كما يعلم مشجعو كرة القدم أن العبرة بالنهايات، وأن الجولة الانتخابية الأولى هي مجرد شوط أول، منحه الثقة اللازمة لدخول الشوط الثاني بأداءٍ أفضل ربما، لكنه لم يحسم النتيجة بعد. الجمهورية التركية التي ستدخل مئويتها الثانية قريباً ستحسم هوية رئيسها في جولة الإعادة، التي ستقام يوم 28 مايو الجاري. 

الطفل رجب طيب أردوغان 

وُلد رجب طيب أردوغان في 26 فبراير 1956، في مدينة إسطنبول، لكن أصوله تعود إلى محافظة ريزة، المطلة على البحر الأسود. لم ينعم الطفل رجب بطفولة هانئة، بل عرف الشقاء منذ الصغر.

والده كان بحاراً فقيراً، لذا كان عليه معاونته لتوفير جزء من مصروفات تعليمه. لم تكن الحلول كثيرة أمام الطفل الذي واجهته الحياة بحقيقتها مبكراً، فاضطر لبيع البطيخ والماء والسميط في شوارع وأزقة إسطنبول. 

كرة القدم كانت المتنفس لذلك الطفل، تعلّق بها رجب طيب أردوغان منذ نعومة أظفاره، واستمر في ركلها حتى جاوز الـ25 من العمر.

كحال معظم الأطفال الفقراء، كرة القدم هي الحلم، هي طوق النجاة من حياة الفقر، هي سفينة الشهرة والغنى، وأردوغان لم يكن لاعباً سيئاً بأي حال من الأحوال، بل على العكس كان لاعباً جيداً، حتى إن نادي فنربهشة العريق حاول التعاقد معه مرتين، لكن والده رفض رفضاً قاطعاً.

يا ترى ماذا ستكون حالة تركيا اليوم لو سمح الأب أردوغان لابنه بالانضمام إلى فنربهشة؟ 

إمام بيكنباور

أخذت مسيرة أردوغان الكروية منحى أكثر جدية، حين بدأ اللعب في صفوف نادي "جامع ألتي"- أحد أندية الهواة- بعدما خطفت موهبته أنظار القائمين على النادي، حتى إنهم قدموا له عرضاً للعب مقابل ألف ليرة شهرياً، وهو أمر كان نادر الحدوث في ذلك الزمان لمراهق في أول مسيرته الكروية. قبل تلك الخطوة كان يلعب أردوغان في صفوف نادي "إركو سبور"، وقبل ذلك كان قد اعتاد أردوغان اللعب في الشوارع، فيصنع مع رفاقه كرة من الأوراق، ويستخدمون الحجارة لتحديد المرمى.

أردوغان مع نادي "هيئة الترام والأنفاق بإسطنبول"

 
حمل أردوغان قميص "جامع ألتي" لـ7 أعوام كاملة، وكان يلعب مهاجماً ويحمل الرقم "9"، لكنه لعب أيضاً في خط الوسط والدفاع، لعب في كل المراكز عدا حراسة المرمى. 

وفي عام 1975 انتقل أردوغان إلى نادي "هيئة الترام والأنفاق بإسطنبول"، ولعب هناك أيضاً لـ7 أعوام، حقق فيها 5 ألقاب، هي أكبر إنجازاته في الملاعب. وبالتزامن مع حصد الألقاب الكروية، كان أردوغان يتحسس خطواته في عالم السياسة، وبدأ ينخرط فيها شيئاً فشيئاً.

أول من حاول نشر أفكاره بينهم كانوا زملاءه في الفريق، الذين أطلقوا عليه اسم "إمام بيكنباور"، وهو لقب أتى من تكوينه في مدارس "إمام وخطيب" الدينية، وأضافوا إليه اسم نجم المنتخب الألماني لكرة القدم في ثمانينيات القرن الماضي، فرانز بيكنباور، الذي حاول أردوغان آنذاك محاكاة أسلوب لعبه.

في الوقت نفسه، كان والده يظن أن تعلقه بالكرة سيعرقل مسيرته التعليمية، وأغفل تطوره الكروي، حتى أتى عرض احترافي من نادي "إسكي شهير"، للعب في صفوفه، وهو العرض الذي قوبل بالرفض من الوالد.

ولقد صرّح أردوغان أكثر من مرة أن والده كان معارضاً شرساً للعبه الكرة، حتى إنه رفض عرضين من نادي "فنربهشة" لضم ابنه المتألق في دوري الهواة آنذاك.
على مستوى الانضباط والروح الرياضية، طُرد أردوغان مرة واحدة في مسيرته الكروية، وذلك بعد اعتراضه على حكم المباراة بطريقة غير لائقة، أجبرت الأخير على إشهار البطاقة الحمراء لأردوغان. 

تقطّعت أوصال علاقة أردوغان بملاعب كرة القدم عندما وقع الانقلاب العسكري، يوم 12 سبتمبر 1980، ويبدو أن ذلك الانقلاب كان رسالة له بالتفرغ للعمل السياسي.لكنه إلى اليوم لا يزال يستخدم مفردات وتعبيرات كروية في مواجهاته ومعاركه السياسية، آخرها كان عندما اقترح رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، سنّ قانون لحماية المحجبات في تركيا، فخرج أردوغان مصرحاً: "لقد مرر لي الكرة، والآن عليَّ تسجيل الهدف". 

تحميل المزيد