حقق فريق ريفر بليت فوزاً مثيراً وقاتلاً على ضيفه وغريمه التقليدي بوكا جونيورز، بهدف دون رد، في المباراة التي جمعتهما مساء أمس الأحد، على ستاد (مونيمنتال) بالعاصمة بيونيس آيرس، في إطار الجولة الخامسة عشرة من مسابقة الدوري الأرجنتيني.
وبعد شوط أول سلبي، سجل ميجيل بورخا، هدف الفوز لريفر بليت، في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع من عمر اللقاء، من ركلة جزاء.
وعقب الهدف، حدثت اشتباكات بين لاعبي الفريق، أسفرت عن إشهار حكم اللقاء، ثلاث بطاقات حمراء لثلاثة لاعبين من ريفر بليت، وأربعة لاعبين من بوكا جونيورز.
وإلى جانب البطاقات الحمراء، أشهر الحكم على مدار المباراة، خمس بطاقات صفراء لريفر بليت، وثلاث بطاقات لبوكا جونيورز.
الفوز رفع رصيد ريفر بليت، إلى 37 نقطة، محافظاً على موقعه في صدارة الترتيب، ليعزز حظوظه في حصد لقب الدوري لهذا الموسم، بينما تجمد رصيد بوكا جونيورز، عند 18 نقطة، في المركز الرابع عشر.
ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني، بشكل مباشر في دور المجموعات من الموسم المقبل لبطولة كوبا ليبرتادوريس، على أن يشارك صاحب المركز الثالث في البطولة ذاتها، بدءاً من الدور الثاني.
على كل، كثيراً ما تخرج مباريات كرة القدم عن سياقها التنافسي والأخلاقي، فتنقلب إلى "مشاجرة في حارة" أو يتسع نطاق المناوشات فتصبح "حرب شوارع" يختلط فيها الحابل بالنابل. بسبب ذلك العنف المتزايد في الملاعب، اعتمد فيفا البطاقات الصفراء والحمراء لمعاقبة اللاعبين على تدخلاتهم العنيفة. وقبل ذلك، كان يطرد الحكم اللاعبين شفهياً في حال كانوا يتكلمون ذات اللغة، أما في حال اختلفت ألسنة الحكام واللاعبين، أصبحت لغة الإشارة هي السبيل الوحيد لطرد اللاعب، أو ربما طلب قوات الأمن لإخراج اللاعب المطرود وهو ما حدث مع الحكم كين أستون، مخترع البطاقات الصفراء والحمراء.
قصة اختراع البطاقات
في يونيو/حزيران 1962، سافر المدرس والحكم الإنجليزي كين أستون إلى تشيلي للتحكيم في كأس العالم. وطُلب منه تولي مسؤولية مباراة بين الدولة المستضيفة تشيلي وإيطاليا. كلا الجانبين كان حريصاً على الفوز، لكن المباراة التي أقيمت صدمت الكثير من المتفرجين، إذ تحولت أرض الملعب إلى حلبة مصارعة. إذ استغرق الأمر 12 ثانية فقط لارتكاب الخطأ الأول في المباراة، ثم في الدقيقة الثامنة انطلق شلال العنف، حيث طرد كين أستون الإيطالي جورجيو فيريني لركله لاعباً تشيلياً، لكن كين الذي لا يتحدث الإيطالية اضطر إلى استدعاء زملاء اللاعب ومنظمي المباراة ومسؤولين من "فيفا" لإقناع اللاعب بالخروج من أرضية الملعب.
طرد أستون لاعباً إيطالياً آخر وأكمل "الآزوري" اللقاء بتسعة لاعبين، وفازت تشيلي في النهاية (2-0).
هذه المباراة التي سميت "معركة سانتياغو"، أغرقت الحكم الإنجليزي في التفكير لإيجاد طريقة لمعاقبة وطرد اللاعبين.
استوحى الحكم الإنجليزي فكرة البطاقات من إشارات المرور، يقول أستون: "عندما كنت أقود سيارتي في شارع كنسينغتون هاي ستريت، تحولت إشارة المرور إلى اللون الأحمر، حينها فكرت، أصفر، خذ الأمور ببساطة، أحمر، توقف، أنت مطرود، بكل بساطة".
بدأ العمل بها في مونديال المكسيك 1970
وخلال دورة الألعاب الأولمبية بالمكسيك 1968 تم بداية الاعتماد على البطاقات الصفراء والحمراء بشكل تجريبي، وكانت الفكرة جيدة من جانب كين أستون، ووافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على تطبيقها في 1969 وتحديداً في 20 سبتمبر/أيلول.
وبدأ التنفيذ الفعلي للبطاقات الصفراء والحمراء في كأس العالم 1970 بالمكسيك، والتي فازت بها البرازيل، لتكتب رقماً تاريخياً لها بأنها أول دولة فازت بلقب تم تفعيل فيه البطاقات الملونة.
الغريب أنّ تلك النسخة من كأس العالم لم تشهد إشهار أي بطاقة حمراء، فقد تم استخدام البطاقات الصفراء فقط في ذلك الوقت، ويُعتبر الحكم الألماني "كورت تشينشر" أول من أشهر البطاقة الصفراء رسمياً في تاريخ كرة القدم، وذلك خلال قيادته للمباراة الافتتاحية لمونديال المكسيك عام 1970.
وقام كورت تشينشر بإنذار "كاخي اساتياني" لاعب منتخب الاتحاد السوفييتي قبل أن يقوم كورت بعدها بإشهار 4 بطاقات صفراء أخرى في المباراة ذاتها.
وعلى الرغم من أن فكرة البطاقات خرجت من حكم إنجليزي، فإن إنجلترا لم تشارك في تطبيقها على مسابقة كرة القدم الخاصة بها، فقد تم استخدامها في الدوري الإنجليزي بعد ست سنوات من شروع "فيفا" في اعتمادها.
وفقاً لموقع Footchampion الرياضي، توقف استخدام هذه البطاقات في عامي 1981 و1987، لأن الحكم كان يعتبر من السهل جداً عليه إصدار البطاقات في أي وقت ولأي سبب، احتج العديد من اللاعبين حتى تم إيقاف استخدام البطاقات مؤقتاً.
في الأساس، يتم إعطاء بطاقة صفراء كتحذير للاعب، وتعطيه فرصة أخرى للبقاء في الملعب لبقية المباراة، في حين أن البطاقة الحمراء تعني أن اللاعب يجب أن يغادر الملعب فوراً.
ويتسبب تلقي بطاقتين صفراوين على نفس اللاعب في نفس المباراة إلى منحه بطاقة حمراء، ويضطر اللاعب إلى مغادرة الملعب.