المغرب في 2025 والجزائر 2027.. هل ترفع مصر الحرج عن “الكاف” وتسحب ملف تنظيم “أمم إفريقيا”؟

عدد القراءات
607
عربي بوست
تم النشر: 2023/05/01 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/01 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
جهيد زفيزف رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (يمين الشاشة)، ونظيره المغربي فوزي لقجع (يسار الشاشة)

أخيراً وجد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي الحل لرفع الحرج عنه من تجنب الفصل بين المغرب والجزائر عند اختيار البلد المنظم لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، بعد قرار الجانب الجزائري الترشح لاحتضان دورة 2027 في مواجهة مصر وبوتسوانا والملف الثلاثي المشترك بين كينيا وأوغندا وتنزانيا، يقيناً منه أن مصير دورة 2025 حسم حتى قبل تقديم الملفات ودراستها والإعلان عن الفائز بها شهر يوليو/تموز القادم، مما دفع الجانب الجزائري للبحث عن مخرج غير مضمون، خاصة مع التسريبات التي تتحدث عن رحيل رئيس الكاف باتريس موتسيبي شهر يوليو/تموز المقبل عن رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ورفضه الترشح لعهدة ثانية، ما يخلط كل الأوراق في ظل معطيات جديدة يصعب التكهن بها.   

المغرب لم ينظم بطولة أمم إفريقيا منذ سنة 1988، ما يجعله أولى من الجزائر في احتضان أي نسخة، وهي التي نظمت البطولة بعده سنة 1990، وهو العامل الذي يؤخذ بعين الاعتبار من الناحية الزمنية، إضافة إلى اعتبارات أخرى موضوعية تجعل المغرب مرشحاً أول، دون الحديث عن اللوبي المغربي الذي صار يسيطر على قرارات الهيئة الكروية منذ سنوات من خلال تواجده في اللجنة التنفيذية واللجان المختلفة، وحتى على مستوى الأمانة العامة ومختلف الإدارات المسيرة، لكن ذلك لا يلغي تجربته الكبيرة في احتضان المسابقات والبطولات القارية والدولية، بفضل استثماراته الكبيرة في المرافق الرياضية والبنية التحتية بحكم ترشحه لاحتضان نهائيات كأس العالم خمس مرات متتالية.

فوزي لقجع كأس إفريقيا للاعبين المحليين الشان
رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع / الشبكات الاجتماعية

الجزائر من جهتها التي لم تنظم البطولة منذ سنة 1990، وأظهرت خلال الفترة الماضية قدرات كبيرة في تنظيم الأحداث الرياضية بفضل المرافق الرياضية التي شيدتها والتي سمحت لها بتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط الصيف الماضي، وبعدها بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ثم كأس إفريقيا للناشئين الجارية وقائعها هذه الأثناء، في انتظار احتضان دورة الألعاب العربية الصيف القادم، وبعدها الألعاب الإفريقية، لكن تراجع مستوى التمثيل على مستوى الهيئة القارية والدولية المسيرة للعبة، وعملية التهديم التي تعرض لها الاتحاد الجزائري على مدى سنوات، تسببت في تراجع مكانتها على الصعيد القاري، ومن ثم تراجع نتائجها، وحظوظها في الظفر بتنظيم كأس إفريقيا 2025، لذلك فضلت خوض معركة أخرى سنة 2027.

بعد أن أدرك الاتحاد الجزائري أن ملف 2025 حسم قبل الأوان لصالح المغرب، قرر رفع الحرج عن رئيس الاتحاد الإفريقي، وتجنب دخول معركة خاسرة من خلال تقديم ملف ترشحه لاحتضان دورة 2027 في مواجهة مع بوتسوانا ومصر وملف ثلاثي يجمع أوغندا وتنزانيا وكينيا، في انتظار الملف المشترك بين نيجيريا وبنين، حيث تكون الأسبقية الزمنية للجزائر على مصر بحكم احتضانها دورة 2019 التي فازت بها الجزائر، في حين لم تنظم الجزائر البطولة منذ أكثر من أربعة عقود، في وقت يبدو الالتزام بمبدأ التداول الجغرافي بين الشمال والجنوب غير ملزم من الناحية القانونية لأنه مجرد عرف قائم لم يلتزم به الأفارقة مع المغرب والجزائر في دورتي 1988 و1990، وكذا تونس 2004 ومصر 2006، لكنها ورقة قد تخرج في أي وقت.

في الجهة المقابلة يبقى للملف المشترك بين أوغندا وكينيا وتنزانيا حظوظ كبيرة لأنها بلدان لم تنظم البطولة عبر التاريخ، وتبقى نيجيريا بوزنها الكبير قادرة على قلب الموازين في ملفها الثنائي مع الجارة بنين، أما إذا أصرت مصر على الترشح لاحتضان دورة 2027، فإن الأمر يحرج باتريس موتسيبي والجزائر على حد سواء، لما لديها من وزن على الصعيد القاري، وتقاليد وقدرات وإمكانيات تسمح لها بتنظيم البطولة كل سنتين إذا اقتضت الضرورة، وهي التي عوضت غينيا ونظمت دورة ناجحة في ظرف ثلاثة أشهر سنة 2019، لكن انسحابها طواعية يمهد الطريق للجزائر، ويجنب الجميع صراعاً يفرق الأصوات ويكون في صالح الملف الثلاثي المشترك بين كينيا وأوغندا وتنزانيا، والثنائي بين نيجيريا وبنين، وعندها نعود إلى السيناريو الذي كان مسطراً من قبل ويقضي بمنح دورات 2025، 2027 و2029 لكل من المغرب ونيجيريا رفقة بنين ثم الجزائر.

المنتخب الجزائري حامل لقب كأس الأمم الإفريقية الثانية والثلاثين

إمكانية رحيل باتريس موتسيبي عن رئاسة الكاف شهر يوليو/تموز ورفضه الترشح لعهدة ثانية قد تخلط كل الحسابات والتوقعات، خاصة أن ترشح الجزائر لاحتضان دورة 2027، جاء بالاتفاق مع رئيس الكاف لرفع الحرج عنه إلا إذا تم التصويت خلال الجمعية العامة الاستثنائية المقبلة شهر يوليو/تموز القادم، أما إذا تأجل إلى موعد لاحق، فإن كل الحسابات ستسقط ويعاد النظر في الوعود والترتيبات والتوافقات والتوازنات التي تتغير لا محالة، سواء كان الرئيس المقبل من الموالين لموتسيبي أو من المتذمرين من الوضع القائم الذي يتميز بممارسات، لم يعد فيها المال هو الأسلوب الوحيد في التعاملات، بل دخلت أساليب أخرى لا أخلاقية تنتهي بالابتزاز لكل من يرفض أو يقاوم.    

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حفيظ دراجي
المُعلق الرياضي الجزائري
إعلامي شهير، ومُعلق رياضي جزائري.
تحميل المزيد