يرى ترينت ألكسندر-أرنولد، ظهير ليفربول، أنه واحد من اللاعبين المحظوظين الذين نجحوا في تحقيق أحلامهم، واللعب في نادي الطفولة، بل الفوز بالألقاب معه.
لكن كثيراً من الشباب انتهى بهم الحال محطمين يائسين، ويعانون من أزمات نفسية وذهنية، لأنهم لم يتمكنوا من مواصلة لعب كرة القدم، بناءً على قرار من مسؤولي الأكاديميات.
أرنولد يطلق مشروعاً لمساعدة الشباب الذين يفشلون مع الأندية
ومن أجل مساعدتهم، أطلق أرنولد مبادرة لاقت إعجاباً كبيراً سماها "ما بعد الأكاديمية" (After Academy)، تهدف إلى الاعتناء بهؤلاء اللاعبين، وذلك بالشراكة مع رابطة اللاعبين المحترفين (PFA)، وعلامتين تجاريتين، وبدعم مباشر من نادي ليفربول.
وحسب صحيفة daily mail البريطانية، فإن أرنولد رأى "الألم والمعاناة" لدى هؤلاء الشباب، بسبب رفضهم، وهو المحرّك الأساسي لهذه الفكرة.
وشعر أرنولد بالضيق من إجابات بعض الشباب الذين تفاعلوا مع أحد منشوراته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدوا فيها أن مسيرتهم التعليمية تأثرت سلباً، وأنهم يعيشون أزمة ذهنية ونفسية لعدم مواصلة مشوارهم في كرة القدم.
وعليه قرر أرنولد المضي قدماً في الفكرة، بعدما استشار عدداً من ذوي الاختصاص ومن ضمنهم مدير أكاديمية ليفربول أليكس إنغليثورب، الذي كان شغوفاً بحديث اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً.
وكتب أرنولد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أنا واحد من القلائل وليس الكثيرين، أنا محظوظ بما يكفي لأتمكن من تحقيق أحلامي على أرض الملعب".
وأضاف: "للتعريف ببرنامج أفتر أكاديمي، فقد دخلت في شراكة مع رابطة اللاعبين المحترفين لإطلاق مبادرة ستوفر فرصاً حقيقية للاعبي الأكاديمية خارج الملعب".
99 % من اللاعبين لا ينجحون مع الأندية
ونشر أرنولد مقطع فيديو ظهر فيه عدد من نجوم كرة القدم، الذين سبق لهم اللعب في الدوري الإنجليزي، إضافة إلى أحد الممثلين، يبدو أنهم شاركوه في الفكرة.
وغرّد الدولي الإنجليزي: "هناك جانب في كرة القدم لا نتحدث عنه بما فيه الكفاية، وهو يتعلق بالـ99% من اللاعبين الذين لم ينجحوا".
وتابع: "شكراً لستيفن جيرارد، وستيف سيدويل، وويليام ماكديفيت، وتاش جوردان، على مشاركتهم البناءة في هذه الجلسة، سأنشر فيديو المقابلة غداً على قناتي في يوتيوب".
وأبرزت الصحيفة تصريحات أخرى لأرنولد، قال فيها: "أحببت الوقت الذي أمضيته في أكاديمية ليفربول، فهي سبب ما أملكه اليوم، أنا ممتن للوضع الحالي الذي أعيشه الآن".
وأضاف: "الشعور بتحقيق الألقاب لنادي الطفولة شعور سحري، ولن أبدّله بأي شيء في العالم".
وتابع أرنولد مستدركاً: "لكن في حال لم تسر الأمور، فقد كان من الممكن أن ينتهي بي الحال مثل أحد أولئك الذين قيل لهم إن الحلم قد انتهى، أنا محظوظ لأنني لا أعرف كيف تُقال تلك العبارة، لكنني أعرف من أصدقائي واللاعبين السابقين الآخرين مدى صعوبة الأمر".
وتطرَّق ظهير ليفربول إلى الحديث عن البرنامج، فقال: "أنا فخور به، لأنه يمنح فرصاً أخرى لأولئك الذين يعتقدون أن أحلامهم قد انتهت، آمل أن يكون مجرد خطوة أولى نحو مستقبل أكثر إشراقاً لهؤلاء اللاعبين الشباب".
وحسب الصحيفة الإنجليزية، فإنه من المتوقع أن يبدأ العمل بهذه الأكاديمية في وقت لاحق من العام الجاري.
رابطة اللاعبين المحترفين تشيد بخطوة أرنولد
وأشادت رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية بفكرة أرنولد، حيث قال رئيسها التنفيذي ماهيتا مولانغو: "بصفتنا اتحاد اللاعبين، نؤكد دعم لاعبينا على استخدام نفوذهم وتأثيرهم في إحداث فرق في القضايا التي تهمهم".
وأضاف: "مشروع ترينت مثال ممتاز لما يمكن أن يحققه اللاعبون باستخدام منصاتهم بطريقة إيجابية، إن مساعدة اللاعبين على التخطيط لمستقبلهم أمر أساسي ونؤمن به، نحن متحمسون للعمل معه، ونتطلع إلى أن نكون جزءاً من أكاديمية أفتر".
ويُعد أرنولد أحد خريجي أكاديمية ليفربول، حيث تدرج في الفئات السنية المختلفة بالفريق، قبل الوصول إلى فريق الكبار في صيف عام 2016.
ومنذ ذلك الوقت لعب أرنولد مع ليفربول 267 مباراة بجميع البطولات، سجل خلالها 15 هدفاً، وقدم 70 تمريرة حاسمة، وتُوج بسبعة ألقاب.
الألقاب السبعة هي: الدوري الإنجليزي الممتاز (2019-2020)، وكأس الاتحاد الإنجليزي (2021-2022)، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة (2021-2022)، وكأس الدرع الخيرية "السوبر الإنجليزي" (2023)، ودوري أبطال أوروبا (2018-2019)، والسوبر الأوروبي (2019)، وكأس العالم للأندية (2020).