يحظى كثير من المدربين بمكانة كبيرة في قلوب الجماهير، بسبب الألقاب والنجاحات التي حققوها مع فرقهم، وهذا أمر طبيعي بل ومنطقي.
وعلى الرغم من ذلك، ينقلب حال الجماهير وإدارات الأندية على حد سواء، على المدربين عند تراجع النتائج، وهذا أمر بات منتشراً في عالم كرة القدم، بغض النظر عن التاريخ والإنجازات السابقة.
وعمل عدد من المدربين مع أندية، تركوها لاحقاً لأسباب مختلفة، لكن الحنين تارة، والحاجة تارة أخرى، أعادتهم مجدداً إلى أماكن صنعوا فيها المجد.
أشهر المدربين الذين عادوا إلى أنديتهم السابقة
وفي هذه السطور نسلط الضوء على عدد من المدربين أشرفوا على تدريب فرق معينة لفترتين.
جوزيه مورينيو
بعد نجاحه التاريخي في قيادة بورتو البرتغالي، للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2003-2004، أصبح مورينيو هدفاً لرجل الأعمال الروسي الثري رومان أبراموفيتش.
لم ينتظر أبراموفيتش كثيراً ليعرض على مورينيو فرصة العمل مدرباً لتشيلسي، فما كان من البرتغالي إلا أن وافق على تغيير الأجواء سريعاً، وخوض تحدٍّ جديد، وهذه المرة في واحدة من أقوى بطولات الدوري في العالم.
استلم مورينيو وظيفته الجديدة في يوليو/تموز 2004، بنى فريقاً قوياً، فاز معه بلقب الدوري الإنجليزي مرتين، ومثلهما في كأس الرابطة، وبطولة وحيدة في كأس الاتحاد الإنجليزي.
لكن مورينيو دخل في خلاف حاد مع أبراموفيتش مع الجولات الأولى لموسم 2007-2008، انتهى برحيل البرتغالي عن قلعة "ستامفورد بريدج"، يوم 20 سبتمبر/أيلول 2007.
وبعد ست سنوات من ذلك، استعان أبراموفيتش بمورينيو، العائد إلى لندن من بوابة تشيلسي، في يوليو/تموز 2013، ليحقق لقب "البريميرليغ" في عامه الأول.
وانقلب الحال في الموسم الثاني، وفيه خسر تشيلسي تسع مباريات في أول 16 أسبوعاً، لينتهي به الحال خارج ستامفورد بريدج مرة أخرى يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2015.
ماسيميليانو أليغري
استلم أليغري تدريب يوفنتوس في فترته الأولى، يوم 14 يوليو/تموز 2014، وقاد "السيدة العجوز" للتتويج بلقب الدوري الإيطالي 5 مرات، كما وصل مع الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، لكن ولسوء حظه خسر المباراتين أمام برشلونة 1-3 (2015)، وأمام ريال مدريد 1-4 (2017).
رحل أليغري عن يوفنتوس في يونيو/حزيران 2019، بعدما حقق نسبة فوز بلغت 70.48% من مباريات الفريق في موسم 2018-2019، وفي النسبة الأعلى بتاريخ النادي.
لم يكن بديله أندريا بيرلو على قدر تطلعات إدارة وجماهير يوفنتوس، فما كان من الرئيس ومعاونيه إلا أن استعانوا بأليغري مرة أخرى.
جلس أليغري على مقعده مجدداً في صيف عام 2021، وما زال على رأس عمله، رغم الانتقادات التي طالته من الجماهير ومن الصحافة الإيطالية، ورغم الظروف الرياضية والإدارة الصعبة التي تعصف "بالسيدة العجوز".
هاري ريدناب
في الخامس والعشرين من مارس/آذار 2002، أعلن بورتسموث الإنجليزي تعيين ردناب مدرباً للفريق، الذي كان ينافس حينها في دوري الدرجة الأولى "التشامبيون شيب".
نجح ريدناب في قيادة الفريق إلى الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ثم رحل يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، إلى ساوثهامبتون، الذي يُعد المنافس اللدود لبورتسموث.
وبعد عام تقريباً، عاد ريدناب إلى بورتسموث وبالتحديد يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2004، والشكوك تحيطه به فيما يتعلق برد فعل الجماهير، التي ترى أن المدرب الإنجليزي خذلها بالعمل مع ساوثهامبتون.
لكن ريدناب سرعان ما خطف قلوب الأنصار، باحتلاله مع الفريق المركز الثامن في جدول الترتيب، والأهم تتويجه بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 2007-2008.
زين الدين زيدان
في الرابع من يناير/كانون الثاني 2016، أعلن ريال مدريد تعيين نجمه الفرنسي مدرباً للفريق، لخلافة الإسباني رافا بينيتيز.
في تلك الفترة، حقق "زيزو" إنجازات غير مسبوقة في تاريخ المدربين بالقارة الأوروبية العجوز، حيث قاد الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية.
وإلى جانب ذلك، تُوج زيدان مع ريال مدريد بلقب كأس العالم للأندية مرتين، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبي، والدوري الإسباني مرة واحدة، ومثله في السوبر الإسباني، ثم قرر الرحيل يوم 31 مايو/أيار 2018، بعد أيام قليلة من التتويج بدوري الأبطال للمرة الثالثة توالياً على حساب ليفربول.
واستنجد "الميرنغي" بزيدان مجدداً في موسم 2018-2019، بعد سلسلة من النتائج الصادمة التي حققها الفريق تحت قيادة الأرجنتيني سانتياغو سولاري.
في الحقبة الثانية، اكتفى "زيزو" بلقب وحيد في الدوري الإسباني، ومثله في السوبر الإسباني أيضاً، قبل أن يرحل مجدداً نهاية موسم 2020-2021.
كيفن كيغان
كان كيغان بمثابة المنقذ بالنسبة لنيوكاسل، عندما استلم تدريب الفريق يوم 5 فبراير/شباط 1992، حيث وصل إليهم والنادي في حالة من الفوضى، ويتذيل جدول ترتيب الدرجة الثانية.
حمل كيغان "المكبايس" للصعود إلى دوري الدرجة الأولى، ومنه إلى "البريميرليغ"، الذي أنهى موسم 1995-1996 في المركز الثاني خلف مانشستر يونايتد.
ومع سوء النتائج، وجد كيغان نفسه مجبراً على الرحيل عن "سانت جيمس بارك"، يوم 8 يناير/كانون الثاني 1997، قبل أن يطرق أبواب العودة بعد ذلك بأحد عشر عاماً.
لاقت عودة كيغان إلى نيوكاسل يوم 16 يناير/كانون الثاني 2008، ترحيباً جماهيرياً كبيراً، لكن الفترة الثانية لم تدم سوى ثمانية أشهر، إذا رحل في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، بعد خلافات مع الرئيس مايك آشلي، إلى جانب سوء النتائج.
كيني دالغليش
خطف دالغليش قلوب أنصار ليفربول كلاعب، ومن ثم كمدرب بعدما قاد فريقهم في ثمانينيات القرن الماضي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي 3 مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين.
كان ذلك في فترة توليه تدريب "الريدز" بين أعوام 1985 حتى 1991، قبل أن يترك منصبه بعد عدم تحمله الضغوط والانتقادات.
بعد ذلك أشرف دالغليش على تدريب بلاكبيرن روفز، وفاز معه بالدوري الممتاز، ومن بعده نيوكاسل وسيلتيك، قبل العودة إلى ملعب إنفيلد يوم 8 يناير/كانون الثاني 2011.
في فترته الثانية، تُوج ليفربول بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وكان اللقبَ الأول للنادي منذ ست سنوات، لكنه خسر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام تشيلسي 1-2.
وانتهى موسم 2011-2012 بأسوأ طريقة ممكنة بالنسبة لليفربول، إذ احتل المركز الثامن في جدول الترتيب، وذلك يعني فشله في التأهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا؛ الأمر الذي دفع إدارة النادي إلى إقالة "الملك دالغليش".