التقطت عدسات الصحافة البريطانية صوراً للاعب مانشستر يونايتد، براندون ويليامز، وهو يستنشق غاز "أكسيد النيتروز"، أو "غاز الضحك" في تسمية أخرى، من بالون بالقرب من مقر تدريبات النادي، "كارينغتون".
اللاعب الإنجليزي صاحب الـ22 عاماً لم يعد له دور يُذكر في النادي منذ قدوم المدرب الهولندي "إيريك تين هاغ"، لقد شارك مرة واحدة فقط مع الفريق الأول في كأس الرابطة. ومع ذلك، أصابت الجماهير حالة من الاستياء والصدمة، بعدما نشرت صحيفة "The Sun" صوراً للاعب يستنشق فيها "أكسيد النيتروز" من بالون.
من المتوقع، في حال ثبتت حقيقة الصور، أن يتخذ المدرب الهولندي، المعروف بصرامته، إجراءات تأديبية تُسرع من رحيل اللاعب عن "مسرح الأحلام".
براندون ويليامز ليس اللاعب الأول الذي يتم تصويره وهو يستنشق غاز "أكسيد النيتروز"، ففي عام 2018 تم التقاط صور للاعبي نادي آرسنال آنذاك؛ بيير إيمريك أوباميانغ، مسعود أوزيل، وماتيو غندوزي، وألكساندر لاكازيت وهم يستنشقون ذات الغاز. حينها رد نادي آرسنال ببيان شديد اللهجة على تصرف اللاعبين، وذكرهم بمسؤولياتهم وأنهم واجهة للنادي وقدوة للاعبين الصغار.
فما هو غاز "أكسيد النيتروز"؟ ولماذا يسمى "غاز الضحك"؟ وهل له فوائد وتأثير إيجابي على أداء اللاعبين؟
ما هو غاز "أكسيد النيتروز"؟
في عام 1772 تم اكتشاف "أكسيد النيتروز" من قبل الكيميائي الإنجليزي جوزيف بريستلي، وفي عام 1799 بدأ الكيميائي والمخترع همفري ديفي وأصدقاؤه في إجراء عدة اختبارات على أنفسهم لمعرفة تأثيره عليهم، ونشر ملاحظاته حول هذا الغاز، التي ساهمت في انتشار استخدامه لاحقاً.
غاز أكسيد النيتروز (صيغته الكيميائية N2O، ويُعرف أيضاً بأكسيد النيتروجين الثنائي أو أحادي أكسيد النيتروجين) هو غاز عديم اللون، له رائحة حلوة ومحببة للنفس وغير قابل للاشتعال. تم استخدامه لأول مرة في طبِّ الأسنان والجراحة كمُسكّن ومخدر في عام 1844، عندما استخدمه طبيب الأسنان الدكتور هوارس ويلز كمخدر في عملية خلع الأسنان.
منذ ذلك الوقت أصبح استخدامه شائعاً في مجال الطب، حيث يمنح جهاز الاستنشاق فترة قصيرة من النشوة وعدم الشعور بالألم والميل إلى الهستيريا الخفيفة.
وقد انتشر استخدام أكسيد النيتروز مؤخراً في الكثير من عمليات الولادة؛ حيث وُجد أنه يقلل بشكل كبير من آلام المخاض، كما يزيد من انبساط عضلات الرحم، مما يسهل عملية خروج الجنين، والعديد من المستشفيات في معظم الدول الخليجية صارت تستخدمه مؤخراً.
لماذا سُمّي غاز الضحك؟
يصل الغاز إلى الدماغ بعد استنشاقه، حيث يعمل على إطلاق الأفيونات الطبيعية في الجسم والأندروفين والدوبامين، التي تُسبب النشوة وتعمل كمسكن. يعمل غاز الضحك على منع وصول الإشارات الصادرة عن أجزاء مختلفة من الدماغ إلى العقل الواعي، ما يعطي شعوراً مؤقتاً بالاسترخاء والابتهاج والانتشاء عند من يستنشقه. التأثير المبهج لاستنشاق الغاز أدى إلى استخدامه كعقار ترفيهي، فالبعض صار يشتري أسطوانات غاز الضحك في بالونات ليستنشقها في النوادي الليلية.
هل له فوائد وتأثير إيجابي على أداء اللاعبين؟
يعتقد بعض لاعبي كرة القدم المحترفين أن "غاز الضحك" له تأثير إيجابي على أدائهم البدني من خلال تقليل احتمال الإصابة بالشد العضلي أو يقلل الشعور بالألم مما قد يحسن أداء اللاعب خلال التدريبات والمباريات.
لكن هذا الاعتقاد خاطئ جملة وتفصيلاً. يقول جون بروير، أستاذ علوم الرياضة التطبيقية في جامعة سانت ماري والرئيس السابق للأداء البشري في اتحاد كرة القدم الإنجليزي، إن غاز أكسيد النيتروز ليس له تأثير إيجابي يذكر على أداء اللاعبين أو لياقتهم، بالعكس، له تأثير سلبي على مستوى "فيتامين ب 12" وهو الضروري لوظائف الأعصاب.
وحسب الأستاذ بروير أيضاً، فإن لاعبي كرة القدم أصحاب المهارات العالية خصيصاً، يجب عليهم الابتعاد عن "غاز الضحك" لأنهم أكثر اعتمادية على أعصابهم في استشعار التحركات في محيطهم.
الاستخدام طويل الأمد، يجعل المتعاطي له عرضة للإصابة بفقر الدم؛ إذ يسبب الغاز انخفاض مستوى الهيموجلوبين.