في قمة تألقهم وفي أوج عطائهم، ظهر بعض لاعبي كرة القدم على الملأ من أجل الاعتراف بأن مسيرتهم في المستطيل الأخضر انتهت عند هذا الحد، بسبب مشاكل مفاجئة في القلب.
منهم من كان قرارهم متوقعاً على اعتبار أنهم كانوا في عداد الموتى، لولا التدخل الإلهي ثم الإسعافات الأولية التي قُدمت لهم، وهو ما كان سبباً في استمرارهم على قيد الحياة.
لاعبو كرة قدم اعتزلوا بسبب أمراض القلب
في هذه السطور نسلط الضوء على عشرة لاعبين، أُجبروا على الاعتزال مرغمين، منهم لاعبون غادروا الميدان في عمر مبكر.
ليليان تورام
بعد موسمين قضاهما مع برشلونة، رأى المدافع الفرنسي خوض تجربة جديدة، وقرر العودة إلى بلاده؛ من أجل ارتداء قميص باريس سان جيرمان.
وكما هو معروف، فإن أي لاعب ينتقل من نادي إلى آخر، يخضع لفحوصات طبية، وهذا ما حدث بطبيعة الحال مع بطل العالم لمونديال 1998.
لكن تلك الفحوصات التي خضع لها اللاعب في يونيو/حزيران 2008، كشفت وجود مشكلة في قلبه، تمنعه من إكمال مسيرته في الملاعب.
وإثر ذلك أعلن تورام، الذي كان في عمر 36 عاماً، يوم 1 أغسطس/آب 2008، اعتزاله، وقال: "من الصعب بالنسبة لي أن أستمر في الملاعب، كنت أود التعاقد مع باريس سان جيرمان لكني فضلت عدم المجازفة، كنت أُريد أن أكون باولو مالديني سان جيرمان، لكن ما يبعث على الحزن أن ذلك غير ممكن".
روبين دي لا ريد
أثار اللاعب الإسباني الشاب فزع زملائه ولاعبي ريال يونيون خلال مباراة جمعت الفريقين في كأس ملك إسبانيا، يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2008.
دي لا ريد سقط على الأرض بطريقة مخيفة دون أي تدخل من أي لاعب آخر، وبدا للحظات دون حراك، لكن اللاعب استعاد وعيه في غرفة الملابس، مؤكداً أنه لا يتذكر ما حدث معه على أرض الملعب.
وأعلن ريال مدريد أن لاعبه يعاني من مشكلة في القلب ستجبره على الابتعاد عن الملاعب لبعض الوقت، وأن النادي يرحب بعودته متى ما كان ذلك ممكناً، لكن دي لا ريد أصبح يتابع جميع مباريات ريال مدريد من المدرجات.
وبعد عامين تقريباً لم يلعب فيهما دي لا ريد أي دقيقة، كشفت الفحوصات الأخيرة عن وجود مشكلة مزمنة في قلبه، وأنه لن يتمكن من العودة للعب، فأعلن اعتزاله يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، وهو في عمر الـ25 عاماً فقط.
ميغيل غارسيا
بعد ساعة من اللعب في مباراة ريال بيتيس وسالامانكا، يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2010، انهار غارسيا لاعب الأخير على الأرض دون حراك.
أصيب اللاعب بنوبة قلبية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، الذي أعلن لاحقاً أن غارسيا عاد إلى الحياة بعد توقف قلبه لمدة 4 دقائق.
اعترف غارسيا، الذي اعتزل في العام نفسه عن عمر 31 عاماً، أن عودته إلى الحياة كانت بسبب أنطونيو بويرتا، لاعب إشبيلية، الذي توفي عقب سقوطه في أرض الملعب عام 2007، لأن الاتحاد الإسباني أجبر جميع الأجهزة الطبية للأندية بعدها، على توفير جهاز يساعد على تنظيم ضربات القلب.
فابريس موامبا
في السابع عشر من مارس/آذار 2012، سقط موامبا على الأرض بطريقة مفزعة، خلال مباراة توتنهام هوتسبير وبولتون واندرز، في الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي.
قرر الحكم هوارد ويب إيقاف اللعب، ودخل لاعبو الفريقين إلى غرفة تغيير الملابس، وبعدها بدقائق ظهر ويب معلناً إلغاء المباراة؛ لخطورة حالة موامبا.
توقف قلب موامبا عن العمل لمدة 70 دقيقة، قبل أن يعود إلى النبض فيما يشبه "بالمعجزة"، حادثة انتهت بعودة اللاعب إلى الحياة، دون أن يتحقق ذلك في الملاعب.
وأعلن موامبا وناديه بولتون يوم 15 أغسطس/آب 2012، خبر الاعتزال، بناءً على نصيحة الأطباء.
مانويل ألمونيا
كان الحارس الإسباني يفكر في خوض تجربة جديدة في مسيرته الاحترافية، بالانضمام إلى كالياري، بعد انتهاء عقده مع واتفورد.
لكن الفحوصات الطبية الاعتيادية كشفت عن مفاجأة غير سارة لألمونيا، حيث أخبره الأطباء بأنه يعاني من اعتلال في عضلة القلب، وهو مرض وراثي قد يتسبب في الوفاة المفاجئة، وعلى أثرها أعلن الحارس اعتزاله اللعب يوم 28 أغسطس/آب 2014.
كريس نوموف
قد يكون هذا الاسم غير مألوف لمتابعي كرة القدم، لكنه كان أحد المواهب المنتظرة في الملاعب الأوروبية، لولا مرضه الفُجائي.
حصل كريس على جائزة أفضل لاعب في أستراليا عام 2014، في أثناء دفاعه عن ألوان فريق سيدني، تألُّق اللاعب انتبه له فريق نومانسيا، الذي كان ينافس في الدرجة الثالثة بإسبانيا.
واتفقت جميع الأطراف فيما بينها على أن يرتدي نوموف قميص نومانسيا بدءاً من موسم 2017-2018 ولمدة 3 سنوات، لكن الفحوص الطبية الروتينية كان لها رأي آخر.
أثبتت الفحوص إصابة اللاعب بحالة قلبية نادرة تُدعى "اعتلال عضلة القلب الضخامي"، والتي تزيد من احتمالات التعرض للسكتة القلبية.
وعلى أثر ذلك، أعلن نوموف اعتزاله اللعب وهو في عمر 21 عاماً فقط.
إيكر كاسياس
في مايو/أيار 2019 تعرّض أحد أشهر حراس المرمى في تاريخ إسبانيا ونادي ريال مدريد، لنوبة قلبية، خلال إحدى الحصص التدريبية مع فريق بورتو.
واستعاد كاسياس وعيه في المستشفى، لكن حارس ريال مدريد الأسبق خضع بعدها لعملية قسطرة في القلب، أجبرته على الراحة.
ولم يتمكن كاسياس من استعادة لياقته وقدرته على اللعب، ليعلن اعتزاله رسمياً يوم 4 أغسطس/آب 2020، وهو في عمر 39 عاماً.
سيرجيو أغويرو
خلال مباراة برشلونة وضيفه ديبورتيفو ألافيس في الدوري الإسباني يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، سقط أغويرو على الأرض قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول بعد شعوره بآلام في الصدر.
نُقل أغويرو- الهداف التاريخي لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي- إلى المستشفى للخضوع لفحوصات طبية، كشفت فيما بعد، معاناته من عدم انتظام دقات القلب، وأجبرته على الراحة لمدة 3 أشهر.
وبعد شهر ونصف الشهر من ذلك، أثبتت فحوصات أخرى خضع لها الأرجنتيني، عدم وجود أي تقدُّم في حالته الصحية، لينصحه الأطباء بالاعتزال.
وبالفعل ظهر أغويرو في مؤتمر صحفي يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، عُقد في كامب نو، أعلن فيه اعتزاله وهو يبكي، عن عمر 32 عاماً.
إينوك مويبو
شعر مويبو ببعض الآلام خلال سفره، من أجل اللحاق ببعثة منتخب زامبيا في فترة التوقف الدولي، تسببت في استبعاده من القائمة.
قبل ذلك مكث لاعب برايتون بعض الوقت في أحد المستشفيات بدولة مالي، قبل أن يعود إلى فريقه الإنجليزي؛ للخضوع لمزيد من الفحوصات.
الفحوصات أظهرت نتائج صادمة للاعب ولناديه، إذ كشفت عن معاناته من مشكلة وراثية في القلب، قد تزداد خطورتها مع الوقت.
وأعلن اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، اعتزاله كرة القدم يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعدما شارك في ست مباريات فقط مع الفريق في موسم 2022-2023.
لوكاس ليفا
في ديسمبر/كانون الأول 2022، أجرى اللاعب البرازيلي فحوصاً روتينية، كشفت عن أخبار سيئة.
بيّنت هذه الفحوص وجود مشكلة في قلب ليفا، الذي سبق له اللعب بصفوف ليفربول ولاتسيو، لتتوقف مسيرة استمرت 17 عاماً.
ولم ينجح ليفا في تجاوز هذه الأزمة الصحية، ليعلن يوم 17 مارس/آذار 2023، اعتزاله كرة القدم، وذلك في مؤتمر صحفي، انهار فيه اللاعب باكياً.