احتاج الشاب الأورغواياني ألفارو رودريغيز 15 دقيقة فقط مع الفريق الأول لريال مدريد في الدوري الإسباني لموسم 2022-2023، لكي يصبح مثار اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية على حد سواء.
صاحب الـ18 عاماً بدأ طريق النجومية هذا الموسم حينما صنع هدفاً لريال مدريد أمام أساسونا في دقيقتين، قبل أن ينقذ "الميرنغي" من الخسارة في ديربي مدريد أمام الجار اللدود أتلتيكو، بعدما شارك في 13 دقيقة، وهو أمر لم يفعله لاعبون كبار في النادي "الملكي" مثل إدين هازارد وماريانو دياز، اللذين لعبا دقائق أكثر من رودريغيز.
من هو ألفارو رودريغيز جوهرة ريال مدريد الجديدة؟
يتمتع اللاعب بطول فارع يصل إلى 1.93 سنتيمتراً، ويملك مهارات كبيرة في التعامل مع الكرة والسيطرة عليها، وألعاب الهواء أيضاً.
رأى ألفارو رودريغيز النور يوم 14 يوليو/تموز 2004 في منطقة بالاموس الواقعة في جيرونا بإقليم كتالونيا، وبدأ بممارسة كرة القدم في سن السادسة، مع أحد الأندية في المنطقة.
لفت رودريغيز أنظار المسؤولين في جيرونا، الذين سارعوا لضمه إلى أكاديمية النادي، حيث ارتدى قميص الفريق في الفئات السنية المختلفة من عام 2014 حتى عام 2021.
أثناء فترة وجوده في جيرونا، وُضع ألفارو رودريغيز تحت أنظار كشافة برشلونة، الذين أُعجبوا باللاعب وبلياقته البدنية العالية، وكان حينها في عمر 15 عاماً.
برشلونة كان قريباً من ضمه
تطور رودريغيز أكثر في موسم 2019-2020 مع جيرونا، وهو أمر دفع بكشافي برشلونة إلى ترشيحه للانضمام إلى النادي الكتالوني، وأخطرت الإدارة بذلك، لكن جيرونا قدّم للاعب عرضاً احترافياً، أما "البلوغرانا" فلم يفعل، وفق صحيفة sport الإسبانية.
بعد ذلك دخل ريال مدريد بكل ثقله مع عرض مالي لم يقوَ اللاعب ولا جيرونا على مقاومته، ليصبح رودريغيز لاعباً "ملكياً" في صفوف الشباب بدءاً من صيف عام 2021.
وشارك ألفارو مع الفريق الثاني لريال مدريد، المعروف باسم "الكاستيا"، وتحت قيادة المدرب راؤول غونزاليس، لاعب "الميرنغي" الأسبق، في 33 مباراة، سجل خلالها 9 أهداف، مع 4 تمريرات حاسمة.
لكن قدوم رودريغيز إلى ريال مدريد لم يكن بتلك السهولة التي قدّم فيها اللاعب نفسه للجماهير مع الفريق الأول، حيث كشفت صحيفة marca الإسبانية تفاصيل ما جرى قبل سنوات، قبل أن ينجح الأورغواياني في ارتداء قميص النادي "الملكي".
رسالة غريبة وحلم لم يتحقق
وصلت رسالة من ريال مدريد إلى منزل عائلة رودريغيز في بالاموس، يطلب فيها النادي حضور اللاعب من أجل الخضوع لاختبار، وذلك عند الساعة 9:30 من صباح يوم 12 مارس/آذار 2017.
وجاء في فحوى الرسالة: "ندعوك لإجراء اختبار في الوقت والزمان المحددين، ويجب أن تحضر هذه الورقة معك، وأن تأتينا بحذاء رياضي وجوارب يُفضل أن تكون بيضاء ومنشفة، وأن يكون برفقتك اثنان من أقاربك، لكن من فضلك لا ترتدِ ملابس عليها شعار ريال مدريد".
قرأ رودريغيز وعائلته هذه الرسالة عشرات المرات للتأكد من صحتها، لكن فرحتهم بها لم تدم طويلاً، إذ لم يحصل اللاعب على إذن من جيرونا كي يُختبر مع الريال.
قررت عائلته تعويضه بعطلة نهاية أسبوع سافروا فيها إلى مدريد، لحضور مباراة "للميرنغي" في "سانتياغو بيرنابيو"، والأمر الذي تأخر عام 2017، حدث في 2020، ليتحقق أخيراً حلم جدته أنطونيا، التي لطالما أرادت رؤيته بقميص النادي "الملكي".
انخرط ألفارو بالتدريبات تحت قيادة راؤول، لاعبه المفضل، الذي وضع صوره في غرفته، وسرعان ما اعتمد المدرب عليه في المباريات.
يومها قال رودريغيز: "أنا سعيد جداً بتحقيق هذا الهدف مع الفريق الأفضل في العالم، وفي هذا الملعب، إنه حلم الطفولة الذي تحقق".
دموع الفخر في كتالونيا
وبعد إحرازه هدف التعادل بمرمى أتلتيكو في "الديربي"، تقول ماركا: "من المؤكد أن بعض دموع الفخر قد سقطت في منزل عائلة اللاعب في بالاموس".
وجنى رودريغيز ثمار هذا التألق سريعاً، حيث صرح الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد: "في الموسم المقبل، سيكون ألفارو ضمن تشكيلة الفريق الأول".
وأضاف: "قليلون من يتمتعون بجودته، طوله مهم، إنه يتعامل مع الكرة جيداً، إنه رائع جداً في ضربات الرأس، فكرتنا من الآن هي أن يكون معنا في الفريق الأول".
ولم يكن أنشيلوتي هو الوحيد الذي أشاد باللاعب الشاب، إذ إن إيمليو بوتراغينيو، مدير العلاقات المؤسسية لنادي ريال مدريد، قال: "لدينا آمال كبيرة لألفارو، إنها ليلة خاصة جداً بالنسبة له، حيث سجل في مباراة بهذه الأهمية وكان الهدف رائعاً".