كشفت إحصائيات أوردتها دراسة بحثية، أن حكام الدوري الإيطالي لكرة القدم يشهرون البطاقات الصفراء والحمراء للاعبين ذوي البشرة السمراء أكثر من زملائهم ذوي البشرة الفاتحة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 25 فبراير/شباط 2023.
جاءت الدراسة من إعداد الباحثة بياتريس ماغسترو، من جامعة تورنتو الإيطالية، والباحث مورغان واك، من جامعة واشنطن الأمريكية، ونشرتها جمعية علم الاجتماع البريطانية.
استند الباحثان إلى تحليل البيانات الواردة عن موقع FootyStats وموقع WhoScored وموقع FBref، الإلكترونية، عن التدخلات والأخطاء والبطاقات المشهرة للاعبين في الدوري الإيطالي، بالقياس إلى بيانات لون البشرة من لعبة المحاكاة "مدرب كرة القدم" Football Manager التي ابتكرتها شركة Sports Interactive البريطانية، وتستخدمها الأندية المحترفة لاستكشاف اللاعبين، حيث لديها الترخيص بإعادة إنتاج صور لاعبي كرة القدم، وتصنيفهم بيانياً على أساس 20 فئة من فئات لون البشرة.
أشارت الدراسة كذلك إلى أن الحكام في الدوري الإيطالي الأول احتسبوا أخطاء على اللاعبين ذوي البشرة السمراء، بزيادة بلغت نسبتها 20% كل موسم خلال المدة من عام 2009 إلى عام 2019، مع زيادة بنسبة 11% في عدد البطاقات الصفراء، وبنسبة 16% في عدد البطاقات الحمراء.
لكن لما أقيمت المباريات في ملاعب فارغة من الجماهير خلال جائحة كورونا، تلاشى التحيز في تعامل الحكام مع اللاعبين. وبناء على ذلك، يخلص الباحثان إلى أن السلطات ينبغي لها أن تهتم بحظر المشجعين المسؤولين عن الحوادث العنصرية. وقالا أيضاً إنهما عازمان على فحص العوامل نفسها في بقية بطولات الدوري الأوروبية.
يُشار إلى أن أندية إيطالية كثيرة لديها بين مشجعيها أعداد كبيرة من أنصار اليمين المتطرف. وقد تعرض كثير من اللاعبين ذوي البشرة السمراء في الدوري الإيطالي، مثل البلجيكي روميلو لوكاكو، والسنغالي كاليدو كوليبالي، والإيطالي ماريو بالوتيلي، لإساءات عنصرية منتظمة.
تحقيقات العنصرية في الدوري الإيطالي
حيث أجرت سلطات دوري الدرجة الأولى الإيطالي هذا الموسم تحقيقات في هتافات عنصرية صدرت عن جماهير نادي لاتسيو ونادي نابولي.
في السياق ذاته، تعرض البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب نادي ريال مدريد الإسباني، لهتافات عنصرية 5 مرات هذا الموسم خلال مباريات الدوري في إسبانيا، وتعرض نيل إثيريدج، حارس مرمى نادي برمنغهام سيتي، لإساءات عنصرية الشهر الماضي خلال مباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي ضد بلاكبيرن.
كما قالت منظمة Kick It Out البريطانية، المعنية بمكافحة العنصرية، إنها تلقت الموسم الماضى 183 بلاغاً بحوادث عنصرية في مختلف بطولات كرة القدم الإنجليزية.
فيما أضافت الباحثة ماغسترو أن معظم الدول الأوروبية لا تجمع سوى القليل من البيانات عن الأصول العرقية للاعبين، ما يجعل من "الصعوبة بمكانٍ معرفة" مستوى انتشار العنصرية في كرة القدم، وقد "اعتمدت الدراسات على تصنيفات منقوصة مثل بلد النشأة، أو تصنيف جميع اللاعبين الأوروبيين بأنهم بيض، والأمريكيين الجنوبيين بأنهم ليسوا من البيض، وهذه مشكلة في حد ذاتها".
كما أظهرت بيانات الدراسة أن اللاعبين ذوي البشرة الفاتحة حُكم عليهم بارتكاب أخطاء بمعدل 21 مرة في الموسم، أما بين ذوي البشرة السمراء فبلغ المعدل 25 مرة. وحصل اللاعبون السمر على 3.9 بطاقة صفراء، و0.22 بطاقة حمراء في المتوسط على مدار الموسم، أما اللاعبون ذوو البشرة الفاتحة فتلقوا في المتوسط 3.5 بطاقة صفراء، ونحو 0.19 بطاقة حمراء فقط.
بينما قال الباحثان إن من المحتمل جداً أن يكون التحيز قد أثر في نتائج المباريات ومفاوضات الرواتب للاعبين في الدوري الإيطالي، ولذلك فهما يريان أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يجب أن يتوسع في إجراءات الحد من الهتافات العنصرية في المدرجات، وتعريف المسؤولين عن مراقبة الجماهير بمختلف أشكال المضايقة العنصرية.