يواجه ليفربول تحدياً كبيراً في مباراة العودة للدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد، يتمثل في الفوز بفارق 4 أهداف، إذا ما أراد الفريق مواصلة مشواره في أمجد البطولات الأوروبية.
وسقط ليفربول على أرضه وبين جماهيره أمام ريال مدريد بنتيجة 2-5 في مباراة الذهاب، ليصبح مجبراً على خوض موقعة شاقة في الإياب، والفوز بنتيجة غير مسبوقة في تاريخ البطولة، للعبور إلى دور الثمانية.
ليفربول في مهمة مستحيلة أمام ريال مدريد
وتخلو سجلات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" وبطولة دوري الأبطال من وجود فرق خسرت على أرضها بفارق 3 أهداف، ونجحت في قلب الطاولة إياباً وتحقيق الريمونتادا على منافسيها، والعودة ببطاقة الترشح.
لكن ذلك لم يمنع الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، من التمسك بالأمل حتى اللحظة الأخيرة، وقال في تصريحات بعد الهزيمة التاريخية: "سنذهب إلى هناك (سانتياغو بيرنابيو) ونلعب مباراة كرة قدم، سنخوض تحدياً هائلاً".
وأضاف: "لا أعرف إذا ما كانت العودة ممكنة أم لا، بصراحة لا أعرف الآن، لكننا سنحاول ثم نرى ما الذي سيحدث".
لكن تاريخ أمجد البطولات الأوروبية يذكر فرقاً ومن بينها ليفربول، خسرت ذهاباً خارج ملاعبها بفارق 3 أهداف أو أكثر، ونجحت في التدارك والتأهل إياباً، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمنح "الريدز" بصيصاً من الأمل قبل السفر إلى مدريد.
وإن كانت المهمة أشبه بالمستحيل، فإن كرة القدم لم تفرد مساحة لهذه الكلمة في قاموسها، فهي لعبة عوّدتنا على المفاجآت المدوية.
أشهر مباريات الريمونتادا في دوري أبطال أوروبا
وفي السطور التالية نسلط الضوء على المباريات التي تمكنت فيها الأندية من العودة إياباً بعد الخسارة ذهاباً بفارق ثلاثة أهداف وأكثر، في تاريخ "التشامبيونزليغ".
ديبورتيفو لاكرونيا – ميلان (2004)
صبت جميع الترشيحات في جانب الفريق الإيطالي من أجل تجاوز نظيره الإسباني، وزادت بعد فوز ميلان على ديبورتيفو بنتيجة 4-1 في سان سيرو، في ذهاب ربع النهائي لموسم 2003-2004.
وسافر "الروسونيري" إلى ملعب "ريازور" معقل ديبورتيفو يوم 7 أبريل/نيسان 2004، ظاناً أنه في نزهة؛ نظراً لسمعة الفرق الإيطالية المعروف عنها "الصلابة" الدفاعية.
لكن الفريق الإسباني صدم جماهيره وعشاق الكرة في العالم بتقدمه بثلاثة أهداف في الشوط الأول عن طريق والتر باندياني وخوان كارلوس فيرون وألبير لوكي، قبل أن يختتم فرانسيسكو فران الرباعية.
روما – برشلونة (2018)
وصل برشلونة إلى العاصمة الإيطالية مدعوماً بفوز ذهاب الدور ربع النهائي على روما بنتيجة 4-1، وهو فارق كان يُنظر إليه على أنه مريح بالنسبة للفريق "الكتالوني"، ويصعب تعويضه "للجيلاروسي"، بحكم فارق الإمكانيات بين لاعبي الفريقين.
لكن هذه الفروقات ذابت على أرضية ملعب "الأوليمبيكو" يوم 10 إبريل/نيسان 2018، وتسلح لاعبو روما بالأمل والروح القتالية، ومن خلفهم جمهور متحمس.
لاعبو روما صدموا جماهيرهم أكثر من غيرهم، وهزوا شباك برشلونة وحارسه الألماني مارك أندريه تيرشتيغن، ثلاث مرات عن طريق إيدين دزيكو في الشوط الأول، ودانييلي دي روسي وكوستاس مانولاس في الشوط الثاني.
استفاد الفريق الإيطالي من قاعدة الأهداف المسجلة خارج الديار، التي كانت سارية المفعول في ذلك الوقت، ليبلغ نصف النهائي، وسط أجواء وصاخبة في "الأولمبيكو".
ليفربول – برشلونة (2019)
بعد عام واحد تقريباً من تلك المباراة، عاد برشلونة ليُلدغ من الجحر نفسه، وبات ليلة 7 مايو/أيار 2019، ضحية للمرة الثانية لواحدة من أهم مواجهات "الريمونتادا" في دوري الأبطال.
وصل برشلونة إلى ملعب "أنفيلد" لمواجهة ليفربول، محصناً بفوز رائع في الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة، لكنه وقع في الخطأ نفسه أمام روما، واستقبل هدفاً مبكراً سجله البلجيكي ديفوك أوريغي، بعد 7 دقائق من البداية، هدف زاد من جنون جماهير "الريدز".
وانهار الفريق "الكتالوني" في الشوط الثاني ووصل ليفربول إلى شباك شتيغن ثلاث مرات عن طريق الهولندي جورجينيو فينالدوم (هدفين)، والرابع سجله أوريغي.
برشلونة – باريس سان جيرمان (2017)
في الرابع عشر من فبراير/شباط 2017، عاش برشلونة ليلة قاسية سقط فيها أمام باريس سان جيرمان في العاصمة الفرنسية، بأربعة أهداف نظيفة، في ذهاب الدور ثمن النهائي.
ولم تعرف البطولة فريقاً عاد بالنتيجة بعد خسارته في الذهاب بفارق أربعة أهداف، وفق الموقع الرسمي "لليويفا"، وهو الأمر الذي بث الطمأنينة والراحة في قلوب لاعبي سان جيرمان، الذين وصلوا إلى قناعة تامة بأن عليهم خوض مباراة الإياب التزاماً بنظام المنافسة ليس أكثر.
لكن الاستثناء صنعه برشلونة في ليلة 8 مارس/آذار 2017 على ملعب "كامب نو"، حيث أنعش لويس سواريز الآمال بالعودة بهدف مبكر بعد 3 دقائق من البداية، وعززها أندريس إنيستا بهدف ثانٍ في الدقيقة 40، وضاعفها ليونيل ميسي من علامة الجزاء في الدقيقة 50.
لكن أديسون كافاني أسكت مدرجات "كامب نو" بهدف باريسي في الدقيقة 62، فرض على برشلونة تسجيل ثلاثة أهداف أخرى، وهو ما حدث بالفعل في سيناريو خارج التوقعات، على اعتبار أنها جاءت في ظرف 7 دقائق من بينها الوقت بدل الضائع، بواسطة نيمار مرتين، وسيرجي روبيرتو، صاحب هدف "الريمونتادا".
وبات برشلونة تلك الليلة، الفريق الوحيد – وما زال حتى ساعة كتابة هذه السطور – الذي يعود بالنتيجة بعد الخسارة بفارق أربعة أهداف.